هل يملك التيار الوطني الحر خيارات أخرى؟
تراجع باسيل بسرعة في اللحظة التي شعر فيها بأن تصريحات عون ستذهب بالتحالف مع الحزب الى مرحلة اللاعودة، وعليه فإن “التيار” ظهر أمام الرأي العام كمن ليس لديه خيار سوى المحافظة على علاقته الايجابية بالحزب، وهذا يعني أن رفع السقف لتحسين الواقع التفاوضي يعني أن ميرنا الشالوحي تعتمد على حارة حريك لكي تؤمن لها رافعة سياسية جدية في اي تسوية مقبلة، ان كان عن طريق التحالف والتقاسم او عن طريق الابتزاز السياسي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن “التيار” اليوم ليست لديه القدرة على إستقطاب قوى المعارضة فقد إستخدم هذه الورقة خلال التقاطع الذي حصل معهم على ترشيح ودعم الوزير السابق جهاد ازعور، وقد ادرك المعارضون ان التحالف مع “التيار” لا يمكن ان يؤدي إلى ايصال اي شخصية الى قصر بعبدا، وهذا يعني ان ورقة باسيل الذي كان يمكنه التفاوض عليها حرقت قبل اشهر طويلة وبات خياراته التحالفية محدودة.
ازمة “التيار” ليست فقط في تحالفاته، بل في قدرته على تعديل موقفه وموقعه السياسي واخذ جمهوره معه، بمعنى آخر فإن جزءا كبيرا من الجمهور العوني ابتعد عنه سابقا بسبب تحالفه مع “حزب الله” واليوم باتت الغالبية العظمى من العونيين معارضة للحزب فكيف يستطيع رئيس التيار انه يقنعهم مجددا بإمكانية اعادة المياه الى مجاريها. قد يكون باسيل قد ايقن انه غير قادر على التعامل مع المرحلة السياسية الجديدة في ظل طلاق مع الحزب، لكنه في الوقت نفسه لن يكون قادرا على العودة للتحالف معه.
حتى علاقات “التيار” الخارجية ليست على ما يرام، اذ ان معظم الدول الغربية تجد نفسها غير معنية بفتح باب تواصل جدي مع ميرنا الشالوحي فالهدف الاساسي الذي كانت ترغب بتحقيقه، اي فك التحالف مع الحزب، تحقق من دون اي جهد، فلماذا تدفع هذه الدول ثمن التحول الذي حصل بالفعل؟ كما ان الحديث عن التسوية والسعي للاتفاق على شكل التوازنات الداخلية يحصل مع “حزب الله”، وهنا تظهر امام “التيار” حجة جديدة لاستعادة العلاقة الايجابية مع الحزب.
لا يملك التيار خيارات حقيقية اخرى، حتى علاقاته العربية مرهونة بعلاقته مع الحزب، فالتواصل الايجابي مع سوريا تراجع في المرحلة المقبلة بشكل كبير بسبب التوتر مع حارة حريك، وعليه فإن قيادة التيار الذي باتت تظهر رغبة ببدء حوار حقيقي وعميق مع الحزب لترتيب الاجواء، لكن البرودة الفعلية، وليس الاعلامية، تأتي اليوم من جانب الحزب الذي لا يظهر اي حماسة لتصحيح العلاقة مع حليفه، اقله خلال استمرار المعارك العسكرية في المنطقة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook