آخر الأخبارأخبار محلية

رغم انقسامه.. هل خرج الوطني الحر رابحًا من تسوية أزعور؟!


 
رغم أنّ الانقسام داخل “التيار الوطني الحر” أضحى أكثر من واضح، بعد “التقاطع” مع قوى المعارضة على تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية، في ظلّ “غموض” قد لا يكون “بنّاء” يحيط بموقف بعض النواب المصنَّفين “متمرّدين”، يصرّ المحسوبون على رئيس “التيار” الوزير السابق جبران باسيل، والمقرّبون منه، على الحديث عن “انتصار” حقّقه في الطريق إلى “التسوية”.

Advertisement

 
قد لا يكون هذا “الانتصار” الذي يتحدّث عنه “العونيون” مقتصرًا على “إسقاط” ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهو “إنجاز” يقول داعمو الأخير إنّه لم يحصل، خلافًا لرواية “التيار”، ولكنّه يشمل انتقال جبران باسيل، من شخصية “معزولة” يعاديها الجميع ويرفضون الحديث إليه، إلى “الورقة الرابحة” التي ينشد الجميع “رضاها”، من “حزب الله” الذي لم يقطع شعرة معاوية معه، إلى “القوات اللبنانية” التي تراجعت عن شروطها للحوار معه.
 
وإذا كان باسيل ألمح إلى هذا الواقع في أحد خطاباته الأخيرة، عندما قال إنّ الآخرين هم الذين أتوا إليه وليس هو من ذهب إليهم، فإنّ ثمّة من “يشكّك” بفرضية “الانتصار” برمّتها، طارحًا العديد من علامات الاستفهام، فأين يكمن “الانتصار” الذي حقّقه الرجل وكيف يمكن ترجمته على أرض الواقع؟ وما حقيقة وجهة النظر المعاكسة، التي تقول إنّ باسيل “خسر” ولم يربح، وأنّ “تضعضع” تياره قد يكون المثال “الأسطع” على ذلك؟!
 
“الكلّ أتى إلينا”

 
صحيح أنّ الوزير السابق جهاد أزعور ليس في الواقع مرشح “التيار الوطني الحر”، فهو لا ينتمي إليه وليس محسوبًا عليه، بل على العكس من ذلك قد يكون محسوبًا على شخصيّات لا تدور في فلك “التيار”، الذي سبق أن انتقده في ما كان يسمّى يومًا ما “الإبراء المستحيل”، لكنّ الصحيح أيضًا كما يقول المقرّبون من رئيس “التيار”، إنّ الأخير كان أول من طرح اسمه، بوصفه أحد المرشحين الذين يمكن أن يكونوا “مقبولين” من جميع الأطراف.
 
استنادًا إلى ذلك، يعتبر المتحمّسون لرئيس “التيار” أنّ مجرّد قبول كلّ الأطراف بأزعور شكّل “انتصارًا” لباسيل، خصوصًا في وجه “القوات اللبنانية”، التي كانت قد وضعت “فيتو” عليه ثمّ تراجعت عنه، علمًا أنّ المعادلة مع “القوات” تحديدًا أتت لصالح “التيار”، لأنّ رئيس حزب “القوات” كان قد رفض فكرة التفاهم مع باسيل بالمُطلَق، قبل أن “يشترط” موافقة الأخير على مرشحه، فإذا به يقبل في نهاية المطاف مرشحًا كان باسيل أول من طرحه.
 
وبالحديث عن “الانتصار”، يقول “العونيّون” إنّهم حافظوا على “التوازن” في العلاقة مع “حزب الله”، حتى لو أنّ الأخير صعّد في خطابه ضدّ أزعور واعتبره مرشح “تحدّ”، فـ”التيار” لم يذهب إلى تبنّي الأخير إلا نتيجة تمسّك الحزب بـ”فرض” مرشّحه المرفوض من قبل معظم الكتل المسيحية، وهو كان ولا يزال يكرّر أنّ إيصال أزعور أو غيره لا يمكن أن يتمّ من دون “مباركة” الحزب، باعتبار أنّ التفاهم يجب أن يكون “وطنيًا وشاملاً”.
 
تضعضع “التيار”

 
لكنّ ما يقوله المتحمّسون لباسيل والمؤيدون لوجهة نظره، لا يجد آذانًا صاغية بالنسبة للكثير من العارفين، ممّن يعتبرون أنّ أداء الرجل وضع “التيار” برمّته في واقع لا يُحسَد عليه، في ظلّ انقسام عمودي لم يعد خافيًا على أحد، ويُخشى من تبعاته، علمًا أنّ تخصيص باسيل حيّزًا واسعًا من كلمته قبل أيام للحديث عن “الديمقراطية” داخل الحزب، وعن وجوب التزام الجميع بقرار القيادة، ليس تفصيلاً هامشيًا على الإطلاق وسط هذا المشهد.
 
في السياق عينه، ثمّة “مفارقة” يتوقّف عندها كثيرون تكمن في “استنجاد” باسيل بالرئيس السابق ميشال عون، الذي عاد إلى الواجهة بعد فترة طويلة من الغياب، في محاولة “للضغط” على “المتمرّدين”، عبر ترؤسه اجتماعي تكتل “لبنان القوي” والمجلس السياسي في “التيار”، قبل أن يحطّ في دمشق في زيارة أحاطت بها التكهّنات التي لم يحدّ منها بيانه التوضيحي، وكلّها أمور أسهمت في تأكيد وجود “خلل” داخل الجسم التنظيمي لـ”التيار”.
 
وإلى تضعضع “التيار”، ثمّة من يشير إلى أنّ “تسوية أزعور” كلّفت باسيل أيضًا ثمنًا باهظًا، قد لا يكون جاهزًا لدفعه، وهو التفاهم مع “حزب الله”، فبدل تطويره كما كان يردّد، يكاد هذا التفاهم أن يصبح في “خبر كان”، أمر قد يصبح واقعًا إذا ما صوّت “العونيّون” في الجلسة المقبلة لجهاد أزعور، وفق ما يقول مقرّبون من الحزب، ولو أنّ المحسوبون على “التيار” لا يزالون مقتنعين بأنّ الأمور قابلة للترميم، ولكن بعد تجاوز “مرحلة فرنجية”.
 
في موازين الربح والخسارة، يتحدّث البعض عن “مكسب” حقّقه باسيل يكمن في خروجه من “العزلة” التي وقع فيها بعد تدهور علاقته بالحليف الوحيد الذي بقي له، أي “حزب الله”. لكن، في المقابل، قد تكون لائحة “الخسائر” طويلة، “خسائر” لا تبدأ بإصرار الخصوم على حصر العلاقة معه بـ”تقاطع محدود ومضبوط” ليس إلا، ولا تنتهي بتضعضع تيّاره الذي يبدو على محكّ حقيقي ومفصلي!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى