آخر الأخبارأخبار محلية

هل يكفي دعم جنبلاط لانتخاب أزعور؟

 

حسمت العديد من الكتل النيابيّة قرارها بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور أو رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، في الجلسة الانتخابية المقبلة، وقد أعلنت كتلة “اللقاء الديمقراطيّ” تأييدها لمدير منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الذي علّق عمله موقتاً في صندوق النقد الدوليّ، ما رفع رصيده مع احتساب أصوات “الجمهوريّة القويّة” و”تجدّد” و”الكتائب” وأغلبيّة نواب “لبنان القويّ” إلى أقلّه 50 صوتاً، بانتظار موقف “الإعتدال الوطنيّ” النهائيّ، وبعض المستقلّين، علماً بأنّ نواباً إضافة إلى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، اعتبروا أنّ أزعور تخطّى الـ65 ووصل إلى الـ68، ما يُخوّله حكماً بأنّ يكون رئيساً للبلاد إذا لم ينسحب نواب “الثنائيّ الشيعيّ” من الدورة الثانيّة لجلسة الإنتخاب المزمع عقدها الأربعاء  المقبل.

 

ولم يتعجب المراقبون من قرار “اللقاء الديمقراطيّ” الذي أتى بعض الشيء متأخراً، إذ يرون أنّ جنبلاط ملزمٌ بالتصويت لأزعور كونه أوّل من قام بتسويق إسمه، وهو بالذات من طرحه على رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل لتقريب وجهات النظر بينه وبين المعارضة، والتخلّص من منطق المرشّح التحديّ. وأيضاً، تحقّق الشرط الذي وضعه “زعيم المختارة”، بأنّ يكون أيّ مرشّح ينال دعماً مسيحيّاً مطلقاً، وهو ما تمّ بالفعل، بعد إلتفاف نواب “الجمهوريّة القويّة” و”لبنان القويّ” و”الكتائب” خلف أزعور.

 

في المقابل، ورغم أنّ كلّ ما كان يشتهيه جنبلاط قد تحقّق في معسكر المعارضة، إلّا أنّه اصطدم بمشكلة كبيرة ستحول دون وصول أزعور إلى بعبدا، فرفض “الثنائيّ الشيعيّ” إنتخابه، على الرغم من أنّه ليس كما رئيس “حركة الإستقلال” النائب ميشال معوّض مرشّحاً تصادميّاً، دفع كتلة “اللقاء الديمقراطيّ” إلى التشديد على أهميّة الحوار للوصول إلى التوافق المنشود رئاسيّاً، أيّ أنّه بحسب جنبلاط، يستحيل من دون تسويّة إنتخاب أزعور أو فرنجيّة أو غيرهما. وقد أتى إعلان برّي إضافة إلى بيان كتلة “الوفاء للمقاومة”، بأنّ يقوم جميع نواب فريق الممانعة بالإقتراع لفرنجيّة، ليزيد الطين بلة ليس فقط على رئيس “التقدميّ”، وإنّما على حظوظ أزعور، والأهمّ على حساب إنهاء الفراغ الرئاسيّ.

 

فجنبلاط يُدرك حتّى لو عمل وساهم في طرح أسماء وسطيّة وتقريب المعارضة من باسيل، بأنّه من دون تسويّة تشمل “الثنائيّ الشيعيّ”، لن يُنتخب أيّ رئيس قريباً، ومن خلال إعلان برّي و”حزب الله” أنّ “الممانعين” سيدعمون فرنجيّة، فإنّ المشهد السياسيّ سيتأزّم أكثر، وجلسة الأربعاء المقبل لن يصعد منها “الدخان الأبيض” رئاسيّاً.

 

ويقول المراقبون إنّ لا شيء يُشير إلى أنّ هناك جوّاً إيجابيّاً في جلسة 14 حزيران، والسيناريو الذي يتقدّم هو إجراء الدورة الأولى واحتساب الأصوات التي سينالها كلّ من أزعور وفرنجيّة، وتطيير نصاب الجلسة بعدها، على أنّ لا يدعو برّي لجلسات أخرى في المدى القريب، إنّ كان داعمو أيّ من المرشّحين أقلّ من 50.

 

وإذا حصل هذا السيناريو، وهو بطبيعة الحال ما يتوقّعه المراقبون، فإنّ جنبلاط سيُطالب مُجدّداً بالحوار والتوافق على أزعور، لأنّه من دون مباركة إحدى الكتل الشيعيّة له، فإنّ مصيره سيكون مماثلاً لميشال معوّض، وحتّى لو كانت الأصوات التي سيحصل عليها أكثر منه، لأنّ تأمين النصاب إذا حاز على 65 صوتاً بيد “حزب الله” و”حركة أمل”.

 

ويستبعد المراقبون أنّ يذهب جنبلاط مع المعارضة لترشّيح شخصيّة أخرى إذا فشلت كافة المساعي بانتخاب أزعور، وخصوصاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، لأنّ الإتّصالات حول أزعور أخذت وقتاً كثيراً، وقد وافق عليه جبران باسيل، وهو نقطة مهمّة للمسيحيين، وبشكل خاصّ للقوى السياديّة التي تعمل بكافة الوسائل على قطع الطريق أمام فرنجيّة.

 

ويرى المراقبون أنّ جلسة الإنتخاب الثانية عشرة ستُعتبر بالنسبة للكثيرين أنّها بمثابة الأولى، مع تنافس مرشّحين إثنين لأوّل مرّة، فالأفرقاء يُريدون دراسة حظوظ كلّ من فرنجيّة وأزعور، ليبُنى على الشيء مقتضاه في الجلسات المقبلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى