آخر الأخبارأخبار محلية

بين فرنجية وازعور : مَنْ يختار المواطن ؟

قبل ساعات من ساعة الحقيقة، التي دُقّت من منزل النائب ميشال معوض المنسحب من السباق الرئاسي، كانت أنظار جميع القوى السياسية تترقب اعلان القوى المعارضة بكل أطيافها تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد ازعو لرئاسة الجمهورية، باعتباره مرشح توافق وليس مرشح تحدٍّ، وكان الجميع ينتظرون اللحظة، التي سيدعو فيها الرئيس نبيه بري النواب إلى جلسة لانتخاب الرئيس العتيد، الذي لا يزال يراهن على ألا يكون في الميدان الرئاسي سوى مرشحين جدّيين. وهذا ما بدأ يتمظهر في المشهد الرئاسي بعدما حسم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خياره الرئاسي، وهو الذي تواصل مع مختلف أفرقاء المعارضة لتأمين أوسع مروحة لدعم ترشيح ازعور، على رغم أن بعض القوى لا تزال تعتبر أن هذا الموقف هو كمن يحاول النزول من الشجرة العالية.  

Advertisement

وبذلك تكون المشهدية الرئاسية قد تبلورت معالمها، بحيث لم يعد أمام الرئيس بري سوى تحديد موعد لجلسة انتخابية بدورات متتالية كشرط مكّمل للعمل الديمقراطي السليم، الذي يطالب به الجميع من أجل وضع القطار الرئاسي على سكّته الصحيحة، والدخول إلى مشاريع الحلول التي يفتقر إليها لبنان من البوابة الرئاسية، باعتبار أن الفراغ الذي تعيش البلاد سلبياته منذ سبعة أشهر قد أرخى بثقله على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث لم يعد في مقدور المواطن العادي، الذي لا سند له سوى دولته، أن يُكمل حياته اليومية كما هي اليوم، بكل تعقيداتها وسلبياتها وانعكاساتها على أدّق تفاصيل يومياته. 
فالانتخابات الرئاسية أصبحت اليوم أكثر من ضرورية لتستقيم الدورة العادية في البلد. لم تعد ترفًا تمامًا كما لم يعد أحد يملك ترف الوقت، الذي يعمل بسلبياته ضد مصلحة المواطن، الذي لم يعد يقيس أي أمر غير العيش بكرامة بأي مقياس آخر. فالأسماء لم تعد تعني له شيئًا، لأنه مقتنع بأن شخص الرئيس، الذي سينتخب آجلًا أم عاجلًا ومهما طال الزمن، لن يستطيع أن يجترح المعجزات لوحده إن لم تواكبه ورشة إصلاحية شاملة تبدأ قبل أي شيء آخر بأن تضع كل القوى السياسية، من هذه الجهة أو تلك، مصالحها الشخصية الضيقة جانبًا، وأن تنخرط مجتمعة في مشروع إعادة الدولة إلى الدولة بكل مؤسساتها السياسية، والقضائية، والأمنية، والإدارية. 
فإذا سئل أي مواطن أينما كان من يريد أن يكون رئيس البلاد فسيكون جوابه الحتمي والنهائي، ومن دون أن يستعين برأي صديق أو برأي الجمهور، أنه لا يفرّق بين اسم وآخر، ولا يفضّل فرنجية على ازعور أو العكس، بل جلّ ما يريده هو أن يكون على رأس هذه الدولة المتهالكة رئيس يحمل مشروعًا من شأنه أن ينقل البلاد والعباد من ضفة الانهيار إلى ضفة الاستقرار بكل أنواعه. 
فإذا تقدّمت أسهم ازعور وتراجعت أسهم فرنجية أو العكس فالأمران بالنسبة إلى المواطن العادي سيّان. المهمّ بالنسبة إليه هو أن يُنتخب رئيس في جو من الديمقراطية السليمة، وأن يمارس نواب الأمّة دورهم الدستوري بحرية وراحة ضمير، وأن تترافق هذه العملية بمشروع سياسي وانمائي واقتصادي ومالي واجتماعي يعطي بعضًا من أمل بمستقبل بات مجهولًا. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى