ما الذي ينبغي معرفته قبل جولة الحسم؟
بعد جولة أولى شهدت نسبة مشاركة قياسية بلغت نحو 90 في المئة، يعود الناخبون الأتراك الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية (جولة الإعادة والحسم) للانتخابات الرئاسية، والتي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو. فهل ينجح أردوغان، الذي حصل في الجولة الأولى على 49,5 بالمئة من الأصوات، في تمديد حكمه لعقد ثالث أم سيترك المجال للتغيير؟
نشرت في: 27/05/2023 – 10:07
يصوت الناخبون الأتراك الأحد في الجولة الثانية الانتخابات الرئاسية في تركيا ستحسم السباق بين رجب طيب أردوغان الذي يتولى المنصب منذ أغسطس/آب 2014 ومنافسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو.
ويتولى رئيس تركيا منصبه مدة خمس سنوات. وقد أقر استفتاء أُجري عام 2017 مقترح أردوغان توسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وإلغاء منصب رئيس الوزراء. وهو يضع، بصفته رئيسا لتركيا، السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.
حصل أردوغان في الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو/أيار على 49,5 بالمئة من الأصوات فيما حصل كليتشدار أوغلو، وهو مرشح تحالف معارضة يضم ستة أحزاب، على تأييد 44,9 بالمئة من الناخبين. وحل المرشح القومي سنان أوغان ثالثا بتأييد 5,2 بالمئة ليتم استبعاده.
Table of Contents
أردوغان: عشرون عاما في السلطة، فهل من مزيد؟
بعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، وفيما انتشرت التوقعات بأفوله السياسية قبل الجولة الأولى، يأمل أردوغان في تمديد فترة ولايته كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة.
>> اقرأ أيضا : أخبار وفيديوهات مفبركة طبعت الحملات الانتخابية لأردوغان وكليتشدار والآخرين
ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم يغير تركيا ويعيد تشكيل الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل 100 عام لتناسب رؤيته المتدينة مع تعزيز سلطته فيما يعتبره معارضوه توجها نحو السلطوية.
كليتشدار أوغلو خليفة كمال أتاتورك؟
كمال كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة الرئيسي لأردوغان، وهو رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك – مؤسس تركيا الحديثة.
كليتشدار أوغلو موظف رسمي سابق مخضرم في السياسة، وعد بـ”العودة إلى الربيع” و”ديمقراطية هادئة”، والعودة إلى دولة القانون، إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استغله لقمع المعارضة.
لكنه بدأ منذ 14 مايو/أيار تشديد لهجة خطاباته مع محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة أردوغان، متعهدا بإعادة 10 ملايين لاجئ إلى بلادهم. ففي مواجهة احتمال الهزيمة، غير مواقفه، متخليا عن وعوده بمعالجة الانقسامات الاجتماعية. وقال خلال زيارة لأنطاكية، إحدى المناطق المتضررة من زلزال فبراير/شباط “لن نحول تركيا إلى مستودع للمهاجرين“.
>> اقرأ أيضا : اللاجئون السوريون في تركيا… ضحايا الممارسات العنصرية واللعبة السياسية
من جانبه، أقنع أردوغان الناخبين في المناطق المتضررة بالتصويت له من خلال وعدهم بمنازل جديدة مطلع العام المقبل.
سنان أوغان… “صانع الملوك”
سيتنافس المرشحان بشدة على أصوات 2,79 مليون ناخب صبت لصالح المرشح الثالث سنان أوغان وهو من اليمين القومي المتشدد ويريد قبل كل شيء ترحيل نحو خمسة ملايين لاجىء ومهاجر يقيمون في البلاد.
بالتالي، سيكون اختيار أنصار أوغان عاملا مهما في نتيجة جولة الإعادة. وقد أعلن دعمه لأردوغان على الرغم من أنه قال في 15 مايو/أيار إنه يمكنه دعم كليتشدار أوغلو فقط في حال موافقته على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.
وقال الخبير السياسي بيرك إلسن من جامعة سابانجي في إسطنبول إن “العديد من الناخبين القوميين غير موافقين أصلا على اختيار كيليتشدار أوغلو لتمثيل المعارضة ولم يدعموه”. وفي الوقت ذاته، يرى أن أردوغان لن يكون بالضرورة بحاجة إلى أصوات أوغان لأجل حسم المعركة الانتخابية.
وقدرت مجموعة الاستشارات أوراسيا، إحدى الشركات القليلة جدا التي توقعت تقدم اردوغان في الدورة الأولى، أن الرئيس المنتهية ولايته سيفوز في الدورة الثانية.
أكثر من 64 مليون ناخب، 192 ألف مركز اقتراع
يتمتع أكثر من 64 مليون تركي بحق التصويت بينهم 3,4 ملايين في الخارج، فيما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع. ومارس أكثر من ستة ملايين ناخب هذا الحق للمرة الأولى.
وقد بلغت نسبة التصويت في الجولة الأولى 88,9 بالمئة من إجمالي الناخبين.
تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش).
رهانات الاقتراع الرئاسي
لا يحدد التصويت فقط من سيقود تركيا في السنوات الخمس المقبلة، ولكن أيضا كيف ستتم إدارة هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي والذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، وإلى أين يتجه اقتصاده ومسار سياساته الخارجية.
في مجال حقوق الإنسان، عملت الحكومة التركية على تكميم أفواه المعارضة وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، حسب منتقدي أردوغان.
>> اقرأ أيضا : الاقتصاد: حصان أردوغان الرابح.. هل يكبو به في الانتخابات الرئاسية؟
اقتصاديا، يقول خبراء إن سياسة أردوغان المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع الأسعار هي التي زادت التضخم إلى 85 بالمئة العام الماضي، وأدت إلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد الماضي.
لهذا السبب، تعهد كليتشدار أوغلو بإعادة تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.
أما بخصوص الشؤون الخارجية، فقد استعرضت أنقرة في ظل حكم أردوغان قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.
كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين موسكو وكييف لاستئناف صادرات القمح الأوكراني.
حظر الأخبار والتكهنات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساء
بموجب قواعد الانتخابات، تُحظر الأخبار والتكهنات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساء (13:00 بتوقيت جرينتش)، ولدى وسائل الإعلام الحرية في نشر نتائج الانتخابات من التاسعة مساء (18:00 بتوقيت غرينتش) فقط.
فوز حزب أردوغان وحلفائه بأغلبية مقاعد البرلمان
في 14 مايو/أيار، صوت الأتراك أيضا في انتخابات برلمانية برز فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان كأكبر حزب، إذ فاز تحالفه مع قوميين وإسلاميين بأغلبية في البرلمان.
وحصل حزب العدالة والتنمية على 268 مقعدا في المجلس المؤلف من 600 مقعد، بينما حصل تحالف الشعب الذي يقوده الحزب على 322 مقعدا. وحصل حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بزعامة كليتشدار أوغلو على 169 مقعدا، وبلغ إجمالي مقاعد تحالف الأمة الذي ينتمي له 212 نائبا.
وفاز حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، بعدد 61 مقعدا. وهو ليس مشاركا في تحالف كليتشدار أوغلو لكنه معارض بشدة لأردوغان ومؤيد بقوة لزعيم حزب الشعب الجمهوري.
علاوة مزياني – مع وكالات
مصدر الخبر
للمزيد Facebook