آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط يرمي الكرة الرئاسية في ملعب الكبار.. ما سرّ الانكفاء؟!

 
لا يزال موقف رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من الاستحقاق الرئاسي محطّ أخذ وردّ، وقبلة أنظار للكثيرين، الذين يعتقدون أنّ الرجل لا يزال يمثّل “بيضة قبّان” في المشهد السياسي، وأنّ “كلمته” يمكن أن تلعب دورًا في تحديد “البوصلة”، ولو أنّ بعض الأوساط تسجّل “انكفاءه” عن المشهد، منذ إطلاقه “مبادرة” لم يُكتَب لها النجاح، أو ربما لم “تُستكمَل” من الناحية العملية.

 
لعلّ ما يعزّز من “موقع” جنبلاط في المشهد “الرئاسي” يكمن في أنّ كلّ فريق “يحسبه” إلى جانبه، فرئيس مجلس النواب نبيه بري مثلاً قال ردًا على ما يُحكى عن “افتراقه” عنه في الاستقطاب الرئاسي: “أنا ووليد متّفقين ومش مختلفين ع شي”، فيما تصرّ المعارضة على أنّه “جزء لا يتجزأ” منها، بدليل تصويت كتلة “اللقاء الديمقراطي” لصالح مرشحها النائب ميشال معوض في جلسات الانتخاب التي عقدت.
 
وبين هذا وذاك، يبدو “البيك” برأي البعض “مُربَكًا”، علمًا أنّ التبعات وصلت إلى داخل “بيته”، في ظلّ تكهّنات إعلامية تتحدّث عن “اختلافات في المقاربة” بينه وبين نجله، النائب تيمور جنبلاط، ما جعله يطفئ محرّكاته، ويرمي الكرة في ملعب “الكبار” في آخر تصريحاته الصحافية، فما صحّة ما يُحكى في هذا الحديث؟ وما سرّ انكفاء الرجل بعدما كان “المبادِر” رئاسيًا، وقد انخرط في حواراتٍ مع الخصوم قبل الحلفاء؟!
 
“البيك” ممتعض؟

يتحدّث البعض عن “امتعاض” لدى “البيك” من المسار الذي أخذته الأمور في الملف الرئاسي، دفعه ليطلق كلامه الأخير عن أنّه لن يرشّح أحدًا للرئاسة، ويدعو “الكبار” ليقرّروا في هذا الأمر، مسمّيًا بالتحديد “حزب الله” ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، إضافة إلى “التغييريين”، مستثنيًا آخرين على رأسهم “صديقه اللدود” رئيس مجلس النواب نبيه بري.
 
ثمّة من يرى في كلام جنبلاط “رسائل”، وكأنّه يحمّل هؤلاء تحديدًا مسؤولية فشل مسعاه الرئاسي، من “حزب الله” الذي فتح معه حوارًا لا يبدو أنّه أفضى إلى نتائج، إلى جعجع وباسيل اللذين يتبادلان “الفيتوات” على الأسماء التي سبق أن تضمّنتها مبادرة “الاشتراكي”، واللذين يرفضان الانخراط في حوار “ثنائي”، مرورًا بـ”التغييريين” الذين يحمل عليهم جنبلاط وغيره، أداء بعيدًا عن “الواقعية”، ويحمّلونهم مسؤولية “تضعضع” المعارضة.
 
لكن، أبعد من تقاذف المسؤوليات، ثمّة من يرى أنّ جنبلاط أراد رمي الكرة في ملعب هؤلاء الأفرقاء، وبينهم من لم يتجاوب مع مبادرته كما كان يتوقع، فـ”حزب الله” يتمسّك بترشيح يرفضه الأطراف الثلاثة الآخرون، من دون أن يترجموا رفضهم “تفاهمًا” على بديل، أو بالحدّ الأدنى “تفاهمًا على ضرورة التفاهم”، ما يضع الأمور في حلقة مفرغة، يصعب إيجاد “المَخرَج الآمن” منها، إن جاز التعبير، في ظلّ التعقيدات المحيطة بالمشهد.
 
بانتظار الكلمة الفصل
 
يزيد “التعقيد” أكثر في ظلّ ما يُحكى عن “تفاوت” في وجهات النظر داخل كتلة “اللقاء الديمقراطي” نفسها، إذ يرى البعض أنّ جنبلاط “منفتح” على تسمية رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهو ما فُهِم أصلاً من كلام بري عن “اتفاقهما”، كما من الإطلالة الإعلامية الأخيرة لفرنجية، لكنه يصطدم بمعارضة “جبهة عريضة” داخل الكتلة لهذا القرار، يتصدّرها نجله النائب تيمور جنبلاط، إضافة إلى آخرين، بينهم النائب مروان حمادة.
 
لكنّ المقرّبين من “الحزب التقدمي الاشتراكي” ينفون كلّ ما يُحكى في هذا الإطار، مشيرين إلى أنّ الكرة ليست في ملعب الحزب ولا الكتلة، وإنما لدى من يعطّلون الاستحقاق، ويرفضون الحوار، في حين أنّ موقف “البيك” واضح لا يحتمل اللبس، وهو منذ اليوم الأول يؤكد وجوب التوافق والتفاهم، ويدعو للاتفاق على اسم رئيس لا يشكّل تحدّيًا لأحد، علمًا أنه كان من أوائل من رفضوا الاستمرار في “مسرحية” جلسات “طق الحنك” التي عقدت.
 
وسط ذلك، ثّمة من يعتقد أنّ “الرهان” يبقى على الخارج لإحداث “الخرق”، علمًا أنّ “الاشتراكي” شأنه شأن قوى سياسية أخرى، ليس بمعزول عن أجواء المتغيّرات الكبرى الحاصلة في الإقليم، منذ الاتفاق السعودي الإيراني، وسط اعتقاد بأن “دور” لبنان على خطّ تفاهماته قد لا يكون ببعيد، ولو أنّ أوساطه تؤكد أنّ المطلوب “استباقه” بالحدّ الأدنى من التفاهم الداخلي، الذي يفترض أن يكون “شرطًا” لأيّ انفراجة رئاسية.
 
ينفي المحسوبون على “الحزب التقدمي الاشتراكي” أن يكون جنبلاط “منكفئًا” في الملف الرئاسي، كما فُهِم من كلامه الأخير، لكنّهم يشيرون إلى أن “الصرخة” التي أطلقها معبّرة، وتحمل بين طيّاتها الكثير من الدلالات. يقولون إنّ “البيك” أراد باختصار أن يرمي الكرة في ملعب المعنيّين، فهم من تقع على عاتقهم مسؤولية “إسقاط” كل المبادرات حتى الآن، فيما يدرك القاصي والداني أن أحدًا لا يملك ترف الوقت لتشريع المزيد من “المماطلة”!

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى