آخر الأخبارأخبار محلية

هل يفرض الثلاثي المسيحينفسه؟

تتقاطع القوى المسيحية الثلاث، القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر على سلسلة من المواقف السياسية الاساسية من دون ان تخوض اي نقاش او تواصل فعلي وعميق، لكن نظرتها لبعض الاستحقاقات ومسارها الحالي متطابقة من دون ان يكون هناك اي تطابق مرتبط بالشكل الذي يريده هذا الحزب او ذاك للحل.

يستشعر المسيحيون تبدلا جديا في التوازنات السياسية وان التسوية التي قد تحصل حول لبنان بين القوتين الاساسيتين، ايران والسعودية، لم تلحظ الحضور المسيحي السياسي في النظام، خصوصا وأن هذا الحضور فرض من قبل هذه الاحزاب بعد الطائف، في السنوات العشرين الاخيرة.

فالتسوية بحد ذاتها، من دون ان تمر بالقوى المسيحية، تشكل امكانية جدية للعودة الى ما قبل العام ٢٠٠٥، وهذه المرة بحضور زعماء المسيحيين، اي ان تغييب الواقع المسيحي عن السلطة، بشكل او بآخر في ظل حضور القادة المسيحيين سيختلف جذريا عما حصل بعد اتفاق الطائف، اذ لم يأخذ هذا الاتفاق شرعية مسيحية على اعتبار ان العماد ميشال عون نفي الى فرنسا ورئيس القوات سمير جعجع أُدخل الى السجن.

اما اليوم، فستكون التسوية بحضور المسيحيين وضمن الاطار الديمقراطي البحت الذي لا يمكن الطعن به سياسيا، وهذا سيكون ضربة قاضية، اقله من وجهة نظر مسيحية، لذلك يحاول الثلاثي المسيحي ان يفرض نفسه امام القوى المعنية وان يحسن شروطه السياسية والرئاسية.

ترغب القوى المسيحية الثلاث ان لا يصل رئيس للجمهورية يقترحه حزب الله، بغض النظر عن اسم الرئيس، لكن تكريس الحزب بأن الرئاسة هي حصته في النظام، يعني خروج المسيحيين من احدى المؤسسات الدستورية المحسوبة عليهم. من هنا اكتشفت القوى المسيحية قدرتها على تعطيل اي استحقاق ونزع صفة الميثاقية عنه وتحديدا استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية.

وخلافا لما ما يقال، يمكن للثلاثي المسيحي عرقلة التسوية الخارجية حول لبنان اذا استمر بموقفه السلبي من انتخاب فرنجية، لكن هذا لن يتم في ظل عدم وجود تنسيق بين الاحزاب الثلاثة، اذ من الممكن ان تجد القوات اللبنانية مثلا، او الكتائب او حتى التيار الوطني الحر مصلحة بالدخول بالتسوية بمعزل عن الاخرين.

لعل استمرار العمل العشوائي وعدم التواصل المباشر بين القوى المسيحية سيكون احد اسباب عدم قدرة المسيحيين على عرقلة تسوية كبرى لا تصب في مصلحة حضورهم السياسي، فمنع حصول تسوية داخلية لا يحتاج الى نفس الادوات السياسية الذي يحتاجها منع قطار تسوية انطلق من بكين وسيصل الى بيروت.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى