آخر الأخبارأخبار محلية

العزلة السيبرانية تهدد لبنان: الحلول مطروحة والصعوبة في التنفيذ

إذا كنت تقرأ هذه السطور فأنت من اللبنانيين المحظوظين، لأنك لا زلت تتمتع بامتياز الحصول على اشتراك بالانترنت. فهذه الخدمة كثرت التكهنات والتهديدات في الأيام الماضية، بشأن تحوّلها إلى ذكرى من الماضي الجميل في غضون الأيام القليلة المقبلة، في حال واصل موظفو أوجيرو، رفضهم لتصليح أية أعطال تطرأ على السنترالات وهي عديدة وفي أكثر من منطقة وقد دفعت بالمواطنين في صور ، إلى النزول إلى الشارع وإشعال الإطارات. 

Advertisement

و الأعطال، تزداد يوماً بعد يوم، وعليه فإن السنترالات تنطفئ تباعاً، وما من يصلحها بانتظار البت بالطلبات التي تقدموا بها. 
وعلى الرغم من أن إضراب أوجيرو ليس الأول، إلا أنه هذه المرة ينذر بكارثة كبيرة قد تهدد لبنان بأكمله، الذي بات اليوم قاب قوسين أو أدنى من عزله عن “العالم السيبراني”بشكل تام، خصوصاً وأن وزارة الإتصالات غير قادرة على تأمين كل المطالب، أو تقديم حلول ترقيعية تعيد الموظفين إلى مكاتبهم، والحياة إلى طبيعتها. 
وفي حين يرى العديد من الأشخاص أن ما يجري في قطاع الإتصالات، سياسي في  محوره، ويندرج في إطار استمرار ضرب مؤسسات الدولة تباعاً، لإحكام السيطرة “غير الشرعية” عليها، وجاء اليوم دور أوجيرو ، يرى آخرون أن الأزمة مادية إقتصادية، في ظل  الإنهيار الإقتصادي في البلاد. 
 
وفي هذا الإطار، يرى مهندس المعلوماتية والإتصالات سلوم الدحداح، أن قطاع الإتصالات والإنترنت  يتجه إلى الإنهيار الكبير إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، مشدداً على أن القطاع لا يمكن أن يواصل في المسار الانحداري، لأنه من ابرز القطاعات الحيوية، التي تعيل أكثر من مليون شخص، إضافة إلى أن العديد من هذه العائلات تعتمد على هذه الخدمة لإدخال الدولارات إلى لبنان عبر الإتصال بالخارج والعمل من لبنان لصالح أي شركة في دولة أخرى. 
وكشف أنه في حال انقطع الانترنت عن لبنان،فإن كل الشركات والمستشفيات والمدارس والجامعات والقطاعات العملانية ستتوقف عن العمل، سيما وأنها جميعها مربوطة بالشبكة العنكبوتية، وكل الأعمال باتت تسير عبر الإنترنت، ما سيشكل كارثة فعلية في القطاعات. 
 
الجيش يستلم القطاع 
 
ولعل واحداً من الحلول التي اقترحها وزير الإتصالات جوني القرم هو أن يستلم الجيش هذا المرفق الحيوي ويعمل على تسييره، وهو ما وصفه البعض بالحلول الترقيعية التي لا تزال الدولة تسعى إلى فرضها بدل معالجة الخلل الأساسي، وكأن الجيش لا يكفيه المهمات الملقاة على عاتقه، وراتبه الذي بات لا يلبي حاجاته في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. 
وعلى الرغم من أن الجيش قادر على تسيير هذا القطاع “بالتي هي أحسن” على ما يعتبر الدحداح في حديث عبر “لبنان 24” خصوصاً وأن هناك فريقاً من التقنيين والمعلوماتيين المجازين، الا أنهم يواجهون العديد من المشاكل، لا سيما لناحية الاعداد(configuration)  المطلوبة والتي يجب أن يكون العناصر ملمين بها، وخضعوا لدورات تدبيرية حول طريقة التعامل مع هذا الأمر. 
 
هل من حلول بديلة 
 
وككل مرة يسعى اللبناني إلى توفير بديل عن خدمات الدولة، لكي يتمكن من الاستمرار ومتابعة عمله . فكما جرى في موضوع المياه والكهرباء والمدارس، ها هو اليوم يبحث عن بديل لأوجيرو في تأمين الإنترنت والإتصالات.  
هذا البديل مؤمن على ما يؤكد الدحداح، وهو  بالـStarling وهو نوع جديد من الانترنت اذا جاز التعبير، ويمكن أن يكون بديلاً عن أوجيرو، إلا أن مشكلته تكمن في التشريعات التي يحتاجها ليتحول عمله إلى شرعي على الاراضي اللبنانية، وهذا ما يعيدنا إلى أزمة التشريع في ظل تحول مجلس النواب إلى هيئة انتخابية، لا يتمكن من تأمين التشريعات المطلوبة، مشدداً على أن هذا الحل، لا يمكن أن يكون بديلاً أفضل من الـFiber   كما أنه مكلف جداً. 
ومن هنا دعا الدحداح وزارة الإتصالات للعمل لإيجاد حل لهيئة اوجيرو لأن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه بالشكل الحالي، معتبراً أنه من الممكن أن يكون تسعير  الرواتب على أساس منصة Sayrafa واحداً من الحلول المطروحة والتي قد تعيد انتظام الأمور، هذا مع ضرورة تعديل تسعيرة خدمات أوجيرو كما حصل مع الهاتف الخلوي لتأمين مداخيل اضافية للمؤسسة. 
“المشترك رهينة والمطالب محقّة”، هكذا علّق رئيس مجلس إدارة هيئة أوجيرو عماد كريدية، على ما يجري في المؤسسة، واضعاً نفسه ما بين الموظفين والدولة، هو منذ أن بدأت الأزمة، يسعى جاهداً الى ايجاد حلّ مشترك ما بين الطرفين من دون الوقوع في محظور انقطاع الانترنت، على الرغم من كل التطمينات التي أعطاها سابقاً عن ان لبنان لن ينقطع عن العالم، لأن السنترالات الاساسية لا تزال تعمل بشكل طبيعي وتحظى بالصيانة والكهرباء الضرورية لتشغيلها.
وعليه، يبقى الحل الوحيد، الذي وفق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، هو العمل على انتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام الحياة السياسية ويعيد الثقة إلى البلد، ويسير بالإصلاحات المطلوبة لاعادة الإستثمارات الخارجية وإدخال العملة الصعبة الى البلاد.  
وإلى حين الإتفاق على رئيس يبقى الأمل باعجوبة تنجي البلاد من الأعظم. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى