إقتصاد وأعمال

شركة ناشئة في أبوظبي تخطط لإرسال بذور الكينوا إلى الفضاء.. لماذا؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أثرّت أزمة المناخ بشكل كبير على زراعة العديد من المحاصيل الغذائيّة، ما جعل بعض العلماء وروّاد الأعمال يبحثون عن الحلول خارج كوكبنا.

وترغب شركة “StarLab Oasis” النّاشئة في أبوظبي، وهي امتداد لشركة في تكساس تُدعى “Nanoracks”، بزراعة البذور في الفضاء الخارجي من أجل تطوير أنواع نباتيّة يمكنها العيش على أرض غير ملائمة. 

وتتوقّع “StarLab Oasis” إرسال أوّل دفعة من البذور للفضاء في عام 2023.

وتنمو البذور، مثل فول الصويا، والكينوا، بشكلٍ مختلف في الفضاء.

وتكافح النباتات من دون جاذبية الأرض لتمييز مسار نموّها، كما أنها تتعرّض للإشعاع الكوني.

ويمكن لذلك أن يؤدّي لتحوّر البذور، وإنتاج العديد من الأنواع النباتيّة الجديدة، والأكثر تحمّلاً، وإنتاجيّة، مثل المحاصيل المقاوِمة للجفاف التي يمكنها النّمو في الظّروف المالحة.

ستُزرع البذور على منصّات إرساء خارجيّة في المحطّات الفضائيّة كما هو موضّح في هذه الرسمة التخيّليّة.
Credit: Nanoracks/Starlab Oasis

وقال المؤسس المشارك لـ”StarLab Oasis”، ألين هربرت، لـCNN إن إرسال البذور إلى الفضاء سيُساهم في مجال “الاستدامة، وتغيّر المناخ، والأمن الغذائي على الأرض”.

وأضاف هربرت: “الفضاء مكان يتمتّع بموارد، وطاقة، ومساحة محدودة. وهو المكان المثالي لإجراء الأبحاث، ويمكن جلب التكنولوجيا ذاتها إلى الأرض”.

وخضعت النّباتات لـ”الاستيلاد الطّفري”، أي تعريض الأنواع للمواد الكيميائيّة، أو الإشعاع، على الكرة الأرضيّة منذ عشرينيّات القرن الماضي، بحسب ما شرحه عالم النباتات في “StarLab Oasis”، كونور كيسيلشوك، وبدأ تطبيقه في الفضاء الخارجي خلال الستينيّات.

وأرسلت الصين البذور إلى الفضاء منذ الثمانينيّات، ما أدّى لاستخدام مزارعيها أنواعًا جديدة من المحاصيل.

وفي عام 2022، أرسلت الوكالة الدوليّة للطاقة الذرية، ومنظمة الأغذيّة والزراعة التّابعة للأمم المتحدة البذور إلى الفضاء لأوّل مرّة لتطوير المحاصيل حتى تتمكّن من تحمّل تغّير المناخ.

وقال هربرت إن شركة “StarLab Oasis” ستكون من أوائل من يقومون بتسويق هذه العمليّة تجاريًا.

وتخطّط الشركة للعمل مع غيرها من الشّركات، ووكالات الفضاء، والجامعات، والمنظّمات غير الرّبحية لإرسال البذور إلى الفضاء إمّا لغرض البحث، أو التّجارة.

والأمر متروك للعملاء لاختيار ما إذا كانوا سيجعلون النباتات تتكاثر بغرض التجارة والبيع.

ومن المؤسّسات غير الرّبحية التي تعمل الشركة معها حاليًا هي المركز الدّولي للزراعة الملحيّة في دبي، وتتطلّع لزيادة تحمّل محاصيل مثل الكينوا للملوحة والجفاف، بحسب ما أوضحه كيسيلشوك.

توفير الغذاء للرّحلة إلى المرّيخ

وفي البداية، سترسل شركة “StarLab Oasis” البذور إلى محطّة الفضاء الدوليّة (ISS) حيث سيزرعها روّاد الفضاء، ولكن هدفها على المدى الطويل هو إرسالها إلى محطّة فضائيّة تجاريّة تُدعى “Starlab”، والتي من المقرّر تشغيلها في عام 2027.

وعند عودتها للأرض، ستُزرع البذور إمّا من قبل عميل، أو في مختبر “StarLab Oasis”، حيث سيتم اختبارها لمراقبة كيفية نموها في بيئات معينّة تتمتّع بالجفاف أو الحرارة الشديدة على سبيل المثال.

وتضم “StarLab Oasis”، التي تأسّست في عام 2021، 5 موظّفين حاليًا، ومن المقرّر أن تتوسّع العام المقبل.

والشركة مدعومة من قِبَل مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في الإمارات العربية المتحدة كجزء من برنامج قيمته 41 مليون دولار لزيادة إنتاج الغذاء في البيئات القاحلة.

وقد تستفيد الدّولة من المشروع، إذ تستورد حاليًا ما يصل إلى 90% من طعامها.

وعند حديثه عن “StarLab Oasis”، قال المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار، عبدالله عبدالعزيز الشامسي، إنّها عبارة عن “مشروع طموح ومثير للغاية سيُتيح الوصول إلى الإمكانات العلميّة للفضاء في مجال تطوير التقنيّات الزراعيّة لعالمٍ محدود الموارد”.

ولا تنتهي طموحات هذه الشركة الناشئة هنا، فهي تأمل في تطوير إنتاج الغذاء في الفضاء، وتصميم أنظمة خارج الأرض يمكنها إنتاج الغذاء على متن مهمّات فضائيّة أطول مدّة، كتلك المتوجّهة إلى القمر، أو المريخ.

ووفقًا لما ذكره كيسيلشوك، يمكن للنّباتات أن توفّر فوائد أخرى أيضًا، مثل “توليد الأكسجين، وترشيح بعض مجاري مياه الصّرف الصّحي، إلى جانب الفوائد النفسيّة للطاقم الذي سيكون بعيدًا عن موطنه”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى