منوعات

مصر: جدل حول الحلقات الأولى لمسلسلات رمضان..ومسؤول: قائمة سوداء للأعمال المروجة للمخدرات


دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا مبكرًا حول أداء الأعمال الدرامية لموسم رمضان 2023 في مصر، بعد عرض أولى حلقات المسلسلات، سواء بشأن الأفكار التي تناولتها، أو أداء بعض الممثلين. ويرى نقاد أنه من المبكر الحكم على أداء أعمال هذا العام، غير أنهم اختلفوا حول طريقة أداء فنانين، فيما تعد الحكومة قائمة سوداء بالأعمال المروجة لمشاهد التدخين وتعاطي المخدرات دون توضيح الآثار السلبية لها.

وتقدم شركات الإنتاج الفني، أكثر من 20 عملًا دراميًا تعرض على القنوات الفضائية المصرية والعربية ومنصات المشاهدة عند الطلب، خلال موسم شهر رمضان 2023، وأنتجت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية 17 مسلسلًا بواقع 11 عملًا من 30 حلقة، و6 من نوعية الـ15 حلقة، أبرزها الكتيبة 101، وجعفر العمدة، وحضرة العمدة، ورسالة الإمام، والكبير أوي الجزء السابع، و1000 حمد الله على السلامة، وسره الباتع، وعلاقة مشروعة، وأنتجت شركة كامل أبو علي وعصام العرجاني مسلسل بابا المجال.

قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن موسم مسلسلات رمضان 2023 يشهد تنوعًا في الأعمال الدرامية المنتجة ما بين الوطني والكوميدي والتاريخي والاجتماعي، وأشارت إلى أن بعض الأعمال نجحت في جذب انتباه المشاهدين، بينما لم تحقق أخرى نفس الهدف “وهذا أمر طبيعي فلم يعرض سوى 3 حلقات فقط، ولذا من المبكر الحكم على مستوى الكتابة أو الإخراج أو الديكورات”.

وتتناول الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام عددًا من القضايا، إذ يناقش مسلسل حضرة العمدة قضايا تمكين المرأة وختان الإناث، ويعرض مسلسل الكتيبة 101 بطولات الجيش المصري في مواجهة الإرهاب في شمال سيناء، ومساندة أهالي البدو، ومسلسل سره الباتع وهو أول الأعمال الدرامية لخالد يوسف، والمستوحى من قصة الأديب الراحل يوسف إدريس.

وأشارت ماجدة موريس، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى آراء المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بعض المشاهد في المسلسلات وأداء عدد من الممثلين، مؤكدة أنه من غير المنطقي إطلاق أحكام نهائية على أعمال درامية من أولى الحلقات، مستشهدة بتداول منشورات تنتقد أداء الفنانة رحمة أحمد بمسلسل الكبير أوي في أول حلقة دون استكمال باقي حلقات المسلسل لتقييم أدائها.

كانت شرائح من الجمهور قد انتقدت أداء الفنانة رحمة أحمد عن أدائها في الجزء السابع من مسلسل الكبير، بطولة أحمد مكي. وتركزت الانتقادات على اتجاهها للصراخ في معظم المشاهد مما يتنافى مع طبيعة الدور، حسب قول البعض. في المقابل رأى آخرون أن هناك حملة موجهة ضد الفنانة بسبب تألقها في الموسم الماضي من المسلسل، وتحقيقه أعلى نسب مشاهدة.

وقالت الناقدة ماجدة موريس، إنها تنحاز إلى الأعمال الدرامية التي تناقش قضايا المرأة، ويتم مناقشتها في مسلسل حضرة العمدة للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الذي تناول قضية الطلاق بأسلوب جيد عبر مسلسل فاتن أمل حربي العام الماضي، وأتوقع أن يحقق حضرة العمدة نجاحًا مماثلًا هذا العام، خاصة أن المسلسل يجمع شخصيات متنوعة لتقديم كل وجهات النظر حول القضية.

تدور أحداث مسلسل حضرة العمدة، حول تولي أستاذة بالجامعة الأمريكية منصب عمدة بقرية ريفية لتصطدم بالواقع الذي تعيشه السيدات في هذا المجتمع من رفض توليها المنصب، وقضايا ختان الإناث، وكذلك جريمة مقتل الطالبة الجامعية نيرة أشرف المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة المنصورة”.

في حين اختلفت الناقدة الفنية ماجدة خير الله مع ما ذكرته ماجدة موريس حول أداء الفنانة رحمة أحمد بمسلسل الكبير، قائلة إن أداء رحمة أحمد شخصية “مربوحة” بالحلقات الأولى بمسلسل الكبير كان مزعجًا، ولا يحتاج لمتابعة باقي الحلقات للحكم على أدائها، مُرجعة السبب إلى الإشادة التي تلقتها الفنانة العام الماضي عن نفس الدور مما جعلها تبالغ في الأداء وترفع من صوتها في المشاهد التي عرضت خلال الموسم الحالي، مُوجهة اللوم إلى مخرج العمل، الذي كان يجب عليه توجيه رحمة أحمد للتفرقة بين أداء الدور بشكل طبيعي وما بين المبالغة.

وقدمت الفنانة الشابة رحمة أحمد دور “مربوحة” بالجزء السادس من المسلسل الكوميدي الكبير أوي العام الماضي بطولة أحمد مكي ومحمد سلام وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل، وحققت نجاحًا لافتًا وحصدت جائزة أفضل ممثلة صاعدة في مهرجان القاهرة للدراما.

وأشادت ماجدة خير الله، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، بمسلسل حضرة العمدة والذي يناقش قضية جريئة وهي تولي سيدة شابة تعمل أستاذة بالجامعة الأمريكية منصب عمدة بإحدى القرى الريفية رغم المؤامرات التي تحاك ضدها، مشيرة إلى أن المسلسل بمثابة تحد للفنانة روبي، التي تعتبر ممثلة جيدة وسبق لها تقديم أدور جيدة مثل مسلسل سجن النساء.

كما أشادت بمسلسل “عملة نادرة” للفنانة نيلي كريم، الذي يناقش قضية الميراث الذي تُحرم منه المرأة في الصعيد بسبب العادات والتقاليد، رغم أنه مخالف للشريعة الإسلامية والقانون، وأثنت على أداء الفنان أحمد عيد في هذا العمل، الذي يقدم نفسه بشكل جديد بعيد عن الكوميديا الذي اعتاد تقديمه، كما يعتبر العمل تحديًا للفنانة نيللي التي أتقنت دور الصعيدية.

وتقدم نيللي كريم دور سيدة صعيدية في مسلسل “عملة نادرة”، حيث تواجه مشكلة في الحصول على الميراث بعد وفاة زوجها، إلا أنها ترفض التفريط في حقوقها وتتمسك بالحصول على الميراث. ويشاركها في بطولة المسلسل أحمد عيد، وجومانا مراد، وجمال سليمان.

وانتقدت ماجدة خير الله عدم اهتمام مخرجي المسلسلات المصرية بالديكورات ومكياج الشخصيات، مشيرة في هذا الصدد إلى المشاهد التي تنقل الحياة في الأحياء الشعبية المصرية، وهي بعيدة تمامًا عن الواقع، إضافة إلى قبول بعض الممثلين الظهور بنفس الشخصية في عدد من الأعمال الدرامية مثل نهلة سلامة التي ظهرت كسيدة سيئة السمعة في أكثر من مسلسل. وانتقدت “مكياج” الفنان محمود قابيل بمسلسل الأجهر، إذ تم وضع مكياج ليظهر أنه في الثلاثينات من عمره إلا أنه ظهر بشكل مختلف.

وأثنت الناقدة الفنية ماجدة خير الله على بعض الأعمال الدرامية، مثل مسلسل “الهرشة السابعة” ويتميز بسيناريو وكادرات تصوير جيدة، و”كامل العدد”، الذي يتناول قضية مختلفة ويظهر فيه مجهود مميز للإخراج والتصوير، فيما انتقدت مسلسلي “الأجهر”، و”ضرب نار” لتكرار الأبطال نفس الأدوار، والاعتماد على حوار وسيناريو قد لا يتناسب مع الواقع.

في سياق متصل، قال الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إن الصندوق أطلق مرصدًا إعلاميًا لمتابعة الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان منذ أكثر من 10 سنوات. وأشار إلى قيام المرصد بتحليل التناول الدرامي لظاهرة التدخين وإدمان المخدرات، إضافة إلى متابعة مدى التزام المسلسلات بالميثاق الذي تم إعداده بمشاركة النقابات المعنية لضمان التناول الرشيد لمشكلة التدخين وتعاطي المخدرات.

وأضاف عثمان، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة المخدرات، حقق نجاحًا كبيرًا سواء في خفض نسب مشاهد التدخين والمخدرات في الأعمال الدرامية من 102 ساعة عام 2014 إلى نسبة 4% للتدخين و1% للإدمان من المساحة الزمنية للمسلسلات، أو في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول ارتباط المخدرات بالقوة البدنية والجنسية، والتواصل مع الآخرين، والتغلب على الضغوط والمشكلات.

وتابع أن المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، يعتبر المرصد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتم الإشادة به من منظمة الصحة العالمية، كتجربة رائدة في مجال مكافحة الإدمان، لافتا أن الجهاز يعلن عن نتائج المرصد مع نهاية الموسم الدرامي، ويبرز المسلسلات الخالية من أية مشاهد تروج للمخدرات والتدخين. كما يعلن عن قائمة سوداء للأعمال التي تناولت التدخين وتعاطي المخدرات دون التطرق لآثارهما السلبية على صحة المواطنين والمجتمع.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى