آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – المرتضى في ذكرى انيس النقاش: المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين تلاق ترفضه إسرائيل وتسعى دائما إلى منع حصوله

 

وطنية – رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ان “المعركة الأخطر التي تخاض ضدنا هي معركة كي الوعي وطمس الحقائق أو تشويهها وتأليب الرأي العام ضدنا”.

وقال: “نحن عازمون على الإنتصار في هذا الميدان بدوره بأن نمنع اعداءنا من أن يستولوا على وعينا وعقولنا ووجداننا حتى لا يلاشوا واقعنا ويسرقوا منا المستقبل الذي هو لنا ولكل الأحرار”.

وأشاد بسياسة “فتح الابواب التي ارستها المصالحة السعودية -الايرانية برعاية الصين”، وقال: “إننا مؤمنون بأن قوى الإقليم متى تلاقت على تفاهمات محلية تأخذ بعين الاعتبار مصالح المنطقة، بعيدا عن التدخلات الهادفة إلى تأمين مصلحة الاحتلال، فإن ذلك وحده الكفيل بترسيخ الأمان والطمأنينة في هذا الشرق. وهذا التلاقي بطبيعته عنوان ترفضه إسرائيل وتسعى دائما إلى منع حصوله. فعسى أن يثمر عود العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين انفراجا على جميع الصعد في المنطقة، ومنها لبنان الذي ينبغي لقواه ومكوناته أن تلتقي هي الأخرى لإنجاز الاستحقاقات الدستورية الملحة، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية، وصولا إلى تشكيل حكومة تعمل على تعافي الاقتصاد”.

وسأل: “هل يكون لنا ذلك إلا باللقاء الداخلي فيما بيننا؟”.

كلام المرتضى جاء خلال رعايته ندوة عن فكر وسيرة المناضل الراحل انيس نقاش، بدعوة من “ندوة العمل الوطني”، في مركز توفيق طبارة، وبحضور حشد من الفاعليات والشخصيات السياسية ونخبة من المفكرين والمحللين السياسيين والهيئات الثقافية والاجتماعية.

ومما قال المرتضى: “على بطاقة الهوية اسمه أنيس محمد خير النقاش. أما على بطاقة القضية فله اسم آخر هو: “فلسطين حتى النصر الأكيد”. ذلك أنه من جيل تماهى مع الألم، واحتشد فيه الأمل، مثقالا بمثقال، حين تفتح على النكبة وضياع الأرض وتغريبة الشتات، وعلى مسيل الدم والنار من أعلى الجليل إلى أسفل النقب”.

اضاف: “جيل أراد أن ينفض عن حاضره عار الإحتلال، فكان الكفاح المسلح عنده أداة استعادة الشرف القومي المغتصب. أقول الشرف القومي لأن مأساة فلسطين لم تقع على أهلها فقط، بل على لبنان أيضا وعلى العرب أجمعين وعلى كل ضمير إنساني حي”.

وتابع: “من يتأمل مصائر شعوبنا في هذه الأيام، يدرك أن التغاضي عن الجرح الفلسطيني لا يستقيم واقعيا، في ظل وجود مئات الألوف من اللاجئين في المخيمات، وما يشكل ذلك من أعباء على الدولة ومواطنيها كما على النازحين ما كانت لتكون لولا الاحتلال الأثيم. ويقينا إن اللبنانيين بمختلف فئاتهم ومكوناتهم يحبون الحياة الكريمة، ويطمحون إلى العيش في سلام وأمن وبحبوحة، ويريدون أن ينتفعوا وحدهم بخيرات بلدهم، وأن يؤمنوا لأجيالهم مستقبلا زاهرا بعيدا عن أي صراع، لكن ما يحول دون تحقق ذلك على الوجه الأكمل، هو الآثار المباشرة التي أحدثتها عليهم زراعة هذا الكيان المجرم في ارضنا المقدسة على الجنوب من الحدود اللبنانية.”

وقال: “من هنا ألفت من ينظر لإخراج لبنان من ساحة الصراع مع الكيان الإسرائيلي أن عليه أولا أن يتذكر أن هذا الكيان يشكل النموذج النقيض لوطننا المتعدد في وحدة… والواحد في تنوع… وأن يتذكر أن الإسرائيلي ومذ حل في فلسطين، سعى جاهدا الى اجتياح الأرض اللبنانية والاستيلاء على الثروات التي فيها والى بث الفتن والفرقة بين المكونات اللبنانية لتقويض النموذج اللبناني لأنه يعريه ويفضح عنصريته المقيتة، من هنا فإن مواجهة عدو الإنسانية التي زرعته يد الشر الى الجنوب من حدودنا، مفروضة فرضا على لبنان فلا مفر منها، حتى إن إستمرار وجود وطننا مرتبط حتما بقضية الانتصار للحق والقيم في الصراع مع ذلك العدو الذي لا يعرف لهما قدرا”.

اضاف: “أنيس النقاش وعى كالكثير من أبناء جيله هذه الحقيقة، وأدرك منذ اليفاعة أن نضاله المسلح ضد الاحتلال هو من أجل لبنان أولا، وربما قبل فلسطين، أو بالتساوي بينهما، فانخرط باكرا في مسيرة النضال بانضمامه إلى حركة فتح وله من العمر ستة عشر عاما، وكان له دور بارز في مهمات أمنية وفدائية توزعت بين لبنان وفلسطين وأوروبا، وقادته أخيرا إلى السجن في فرنسا للأسباب التي تعرفون”.

وتابع: “لن أستعيد أمامكم مراحل سيرته التي ينبغي للباحثين درسها والإضاءة على منجزاتها، فإنها من السعة والإنتاجية بمكان يضيق به هذا المكان. لكنني أكتفي بأمرين لافتين فيها، أولهما أن أنيس النقاش آمن بالتلاقي والتعاون بين الثورات سبيلا لإحراز النصر وإزالة الاحتلال، فكانت له يد في التقريب ما بين الثورة الفلسطينية والإيرانية، كأنما كان يرى بأم العين منذ مطالع الثمانينيات، أن تكاتف هاتين الثورتين قدر لا بد منه لمن يريد تحرير فلسطين. وها قد جاءت الأيام تترى، فأثبتت هذه الحقيقة، كما أثبتت أن المقاومة هي السبيل الأكيد لتحقيق ذلك”.

واردف: “أما الأمر الثاني فيتمثل في انتقاله من العمل العسكري إلى العمل الفكري من أجل القضية التي آمن بعدالتها، ساعيا من وراء ذلك إلى التأكيد على أهمية الفكر وأولويته في بناء وعي الأمة وعقدنة السلاح، لقناعته بأن القلم صنو البندقية في معارك البطولة وأن الشاشة نظير القنبلة، وهو بهذا يختزل في دوره أدوارا كثيرة قام بها بكل إيمان واندفاع وثقة بالنصر”.

وقال: “نحن مع أنيس ومع تلميذه عماد نؤمن وتؤمنون أن العدو متيقن من أن رائحة البارود التي جربها لن تفلح في تحقيق مآربه التوسعية والإخضاعية، ولهذا فقد أعد العدة لحرب من نوع آخر هي حرب الرقمنة والإعلام الجديد، ونؤمن معهما وتؤمنون أن لدينا من الطاقات العلمية الحديثة ما يؤهلنا للانتصار الحتمي في معركة المعرفة هذه، التي نخوضها، متسلحين بالوعي والإرادة والعلم والروحية التي تجعلنا ثابتين مستبشرين بالنصر حتما بعد حين. فالمعركة الأخطر التي تخاض ضدنا هي معركة كي الوعي وطمس الحقائق أو تشويهها وتأليب الرأي العام ضدنا، ونحن عازمون على الإنتصار في هذا الميدان بدوره بأن نمنع اعداءنا من أن يستولوا على وعينا وعقولنا ووجداننا حتى لا يلاشوا واقعنا ويسرقوا منا المستقبل الذي هو لنا ولكل الأحرار بإذن الله”.

اضاف: “قبل أن أغلق باب الخطاب على الكلام الأخير، لا بد من الإشادة بسياسة فتح الأبواب التي أرستها المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين. ذلك أننا مؤمنون بأن قوى الإقليم متى تلاقت على تفاهمات محلية تأخذ بعين الاعتبار مصالح المنطقة، بعيدا عن التدخلات الهادفة إلى تأمين مصلحة الاحتلال، فإن ذلك وحده الكفيل بترسيخ الأمان والطمأنينة في هذا الشرق. وهذا التلاقي بطبيعته عنوان ترفضه إسرائيل وتسعى دائما إلى منع حصوله. فعسى أن يثمر عود العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين انفراجا على جميع الصعد في المنطقة، ومنها لبنان الذي ينبغي لقواه ومكوناته أن تلتقي هي الأخرى لإنجاز الاستحقاقات الدستورية الملحة، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية، وصولا إلى تشكيل حكومة تعمل على تعافي الاقتصاد”.

وسأل: “هل يكون لنا ذلك إلا باللقاء الداخلي فيما بيننا؟”.

وقال: “أنيس النقاش ونحن في ظلال الذكرى الثانية لارتقائك الى جوار ربك نعدك بأن المقاومة باقية تكليفا شرعيا وقاعدة قانونية وناموسا طبيعيا وسنة إلهية لا قدرة لأحد على العبث بها، وأنه لا محيد عنها إلا بزوال الإحتلال. ونطمئنك أننا في أعلى درجات الوعي لسم اسرائيل الزعاف وغدرها المضاف لكنها عنكبوت وبيتها أوهن البيوت والعناكب مهما اشرأبت تبقى دون نعال المقاومين. ونبشرك أن مجتمعاتنا الحرة، وعلى الرغم من كل القهر والحصار، ما برحت تراكم الإنجازات على جميع المستويات ولا سيما على المستويين الثقافي والعسكري، ونحن نعد السنين واثقين أن الدولة العبرية قد لا تبلغ عامها الثمانين إلا والعالم كله يشاهد انهيار غطرستها واندحار جبروتها”.

اضاف: “أنيس النقاش على شاطئ بيروت نقش الموج ظله على صخر ذكراك، ولوحت نسائم الجنوب لوجهك الأنيس، ونادتك خطاك إلى رحلة جليلية حيث أطلقت حبة الزيتون رصاصة في صدر مغتصب. ويافا وبرتقالها، وكل أخواتها اللواتي شهدن حزنها، أقمن منك على انتظار، لكنك لم تأت إلا من ناحية دمشق، تلك التي تخرج التاريخ من معاهد ياسمينها، ومن شموخ قاسيونها، حاملا في صدرك الألم وفي مقلتيك الأمل، تماما كما أنشأتك الطفولة حين أرتك جرح فلسطين، فلسطين المقيمة بين الجرح والنزيف، حيث تشرق الشمس على شهيد وتغرب على آخر، وحيث يحسب أهل الأرض أيامهم، لا بعد الثواني بل بعديد الشهداء، فلسطين البداية والنهاية، معراج الكرامة إلى قيامة السلاح، حسرة رئيس الكيان المغتصب على مشهد كيانه يتفكك، علامة النصر التي رسمتها على حيطان سجنك ورفعتها في عيون ظالميك”.

وختم: “أنيس النقاش “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” هذا صحيح، ولكن عليها الآن محتلون يستحقون الرحيل عنها ليعود إليها أبناؤها المقاومون، أولئك الذين وحدهم يستحقون عليها الحياة، هذا ما عملت له بزندك وزنادك وفكرك ويراعك. أنيس النقاش، السلام عليك في محياك ومماتك نسأل الله أن يجعلك في اعلى عليين مع البررة والصديقين”.

كلمات

وكانت كلمات لكل من النائب السابق ناصر قنديل، رئيس مركز “باحث” البروفسور يوسف نصر، استاذ علم الاجتماع الدكتور طلال عتريسي، الكاتب والباحث صقر ابو صقر، الكاتب والإعلامي كمال خلف. ادار الندوة رفعت بدوي.

 

                       =========


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى