آخر الأخبارأخبار محلية

إتفاقٌ مُربِكٌ لـحزب الله وفرصة جديدة للقوى السيادية

كتب احمد الايوبي في”نداء الوطن”: لم يكن الإرباك مقتصراً على التناقض الظاهر في مواقف الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله الذي كان قبل ساعات يتحدّث عن أنّ من ينتظر التسويات سينتظر طويلاً: «لا نراهن على اي تسويات ولا ننتظر تسويات ونقول للبنانيين لا تنتظروا تسويات»، بل إنّ الإرباك جاء ليشمل كامل المشهد الإقليمي وعلى جميع المستويات.الواضح أنّ كلّ حسابات حلقات المحور الإيراني في المنطقة قد اضطربت، خاصّة أنّ عناوين الاتفاق بين طهران والرياض لا تحمل الالتباس، وهي تشكِّل امتداداً لسلسلةٍ طويلة من المواقف الدولية والعربية والإقليمية، من بيان نيويورك إلى الورقة الكويتية الخليجية المستندة إلى القرارات الدولية بشأن لبنان، ليركّز الاتفاق «على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، وبغضّ النظر عن التفسيرات التي سيتخذها هذا البند، غير أنّه يمثِّل اعترافاً إيرانياً بالمسؤولية عن الأزمات في الدول العربية المأزومة بالتدخل الإيراني، بعكس ما كان نصر الله يدّعيه بأنّ طهران لا تتدخّل في لبنان واليمن، بل تترك لـ»حلفائها» حرّية القرار.كشفت الحصيلة الدبلوماسيّة للاتفاق الإيراني- السعودي أنّ لعبة طهران المفضّلة عبر أذرعها في المنطقة فقدت صلاحيّتها وأنّ قواعد السلوك باتت حتميّة التغيير ولم يعد بالإمكان الاستمرار فيها كما كانت.

قد يكون مبكِّراً الحديث عن ترجمة الاتفاق الإيراني- السعودي، لكنّ الأكيد أنّ التوازنات في المنطقة قد تغيّرت، وهي سبق أن شهدت تغييراً هاماً في الانتخابات الأخيرة عندما سقطت الأغلبية من يدي «حزب الله». والآن تظهر بوادر مرحلة جديدة تسمح بإدارةٍ مختلفة للمواجهة من قبل القوى السيادية والتغييرية الواعية، فهي أمام فرصة لاستعادة المبادرة، لأنّ «حزب الله» سيدخل مرحلة فقدان توازن استراتيجي بعدما فقد هيبته وقدرته على فرض الوقائع بالقوة الميدانية أو بالتهديدات السياسية.لن يفعل العرب والمجتمع الدولي للبنانيين أكثر من ذلك، وعلى من يعتبرون أنفسهم قادرين على قيادة المواجهة أن يستعدوا لها وفق قواعد جديدة أهمّها عدم الدخول في التسويات الفاشلة ومواصلة الصراع لاستعادة الدولة حتى الانتصار.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى