آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط يتحضّر.. هل سيُعلن دعمه لفرنجيّة؟

وسطَ “الدّعم” العلني الذي أعلنه “الثنائي الشيعي” مؤخراً لرئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيّة في معركته الرئاسيّة، يبقى ضرورياً النظرُ أكثرَ نحو الجهات السياسيّة الأخرى التي يُمكن أن تؤثر على المعادلة، وأبرزها رئيس الحزب “التقدّمي الإشتراكي” وليد جنبلاط.

 

بالنّسبة لــ”بيك المُختارة”، قد يكونُ دعم حركة “أمل” و “حزب الله” لفرنجية بمثابة خطوة رئاسية مُنتظرة ومن شأنها أن تُوضح المسارات التي كانت ضبابيّة بعض الشيء خلال الفترة الماضية. إلا أنه ورغم ذلك، فإنّ جبهة جنبلاط ترى أنّ ما جرى على صعيد دعم “الثنائي” لفرنجية، لا يكفي لـ”بلورة” الإستحقاق وإنجازِه، فهناك تفاصيل كثيرة ينبغي بحثها في حين أن السؤال الأساس الذي يُطرح في السياق: كيف سيتحرّك جنبلاط “رئاسياً” بعد دعم “الثنائي” علناً لفرنجيّة، وما الذي سيُقرّره؟

ما تنقله أوساطُ جنبلاط عن حراك الأخير الرّئاسي يوحي بأنّه قرّر “المُهادنة” قليلاً وإستطلاع ما يمكن أن تكشفه المعطيات الجديدة من تبدلات، لاسيما أنّ “اللعب الرّئاسي” بات “على المكشوف”. فالآن، المرحلة هي لـ”جسّ النبض” والتحضير للمرحلة المقبلة، وبالتالي يتعيّن على “زعيم الإشتراكي” مراقبة المواقف وإستمزاج الآراء ومعاينة نتائج الإتصالات المرتبطة بفرنجية لإتخاذ قرار بالتحرّك المطلوب. وبانتظارِ ما قد تكشفُه المواقف، يبدو جلياً أن جنبلاط لن يتحرّك أبداً قبل إجراء مقاربة شاملة لمواقف الدول المعنية بلبنان، وتحديداً على صعيد فرنجية. وضمنياً، يرى “رئيس الإشتراكي” أنّ أجواء “بيك زغرتا” مُلبّدة في السعودية، والدليل على ذلك هو الهجوم الذي شنّتهُ صحيفة “عكاظ” السعودية على الأخير، إذ وضعت فرنجية في خانة “الجهة المرفوضة”. إلا أنه في المقابل، فإنّ السفير السعودي وليد البخاري، ورغم عدم إعطائه أي إشارة إيجابية باتجاه فرنجيّة خلال جولاته على القيادات السياسية حالياً، لم يعلن عن أيّ رفضٍ للأخير، بل قال موقفاً واضحاً وفيه: “المملكة لا تتدخل بالأسماء وهي ستدعم أي رئيس يحمل خطة إنقاذية. كذلك، فإنّ السعودية لم ولن تدخل في أحلاف على حساب لبنان، وهي حتماً ستدعم رئيس جمهورية غير متورط في أيّ فساد مالي أو سياسي”.

أمام هذه المشهدية الضبابية، فإنّ جنبلاط “لن يقفزَ” فوق القرار السّعودي لا عاجلاً ولا آجلاً، وبالتالي سيبقى مُتمسكاً بموقفه الحالي الرافض لدعم فرنجية، أقله لمعرفة إلى أي مدى ستصلُ أفق الأخير، وما إذا كان سيستطيعُ حقاً أن يحظى بدعمٍ سعوديّ وعربي بشكل واضح. وفعلياً، قد يعتبرُ جنبلاط “دعم فرنجية” حالياً بمثابة “مغامرة” سياسية، وما يصرّ عليه “زعيم الإشتراكي” هو أن يكون الرئيس العتيد محضوناً بدعم عربي أولاً، وبرضى داخليّ ثانياً وغير استفزازي ثالثاً ولديه قبولٌ في الوسط المسيحي رابعاً وبعيد عن مرشح محورٍ مُحدد خامساً. حتماً، هذه هي أجواء جنبلاط الرئاسيّة بغض النظر عن الأسماء، وفي حال “سقطت” ورقة فرنجية تلقائياً مع الوقت، فإنّ جنبلاط قد يُبادر باتجاه “حزب الله” وبري، وهدفه هنا ليس لـ”تشكيل رافعة لفرنجية”، بل لإيجاد سُبلٍ واضحة للوصول إلى تسوية، ولعب دورٍ واضح يكمنُ في إقناع “الثنائي” بعدم خوض أي مواجهة حادّة بفرنجية لفرضه على الآخرين بالقوّة.. وطبعاً، الكلام هذا سابق لأوانه، لكنه من السيناريوهات المُحتملة والمطروحة فعلياً للبروز في وقتٍ قريب.

مع كل ذلك، فإنّ جنبلاط لم يتنازل بعدُ عن لائحة الأسماء التي طرحها، وبالتالي فإنّ النقاش والحوار الذي سيساهم به سيتناول تلك اللائحة التي تتمسك بها المختارة. وللتذكير، فإنّ لائحة الأسماء تلك لا تشمل اسم فرنجية، إلا أنّ ذلك لا يمنع من قبول جنبلاط بمناقشة التفاصيل المتعلقة بالأخير، وبالتالي فإنّ الأبواب غير موصدة أمام أي طرحٍ حالي، ما يعني أن النقاش سيكون شاملاً وعادلاً لكنه قد لا يكون حاسماً. إلا أنّ الأمر الأهم هو أنّ جنبلاط لن يُبادر أبداً إلى “حرق” أوراقه المرتبطة بأسماءٍ “جدية” طرَحَها، من بينها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. فالإشارات الحالية ما زالت تضعُ الأخير في قلب المشهد، وبالتالي سيُبقي جنبلاط نقاشاته مفتوحة وغير محصورة بأي طرفٍ مُحدّد في حال لم تتبلور كافة الظروف بشأنه. وبمعنى آخر، فإنّ “رئيس الإشتراكي” لن يدعم فرنجية في لحظة، ويعود ليدعم عون في لحظة أخرى لاسيما في هذه المرحلة.. فالحسم مطلوب ولكن بهدوءٍ وفي ظلّ نقاشات وتسوية ستطبعُ نفسها بقوة.

إذاً، ما يمكن استشرافهُ من كل ذلك هو أنّ تحركات الجبهة الجنبلاطيّة ستكون مرتبطة بما ستحمله الإتصالات والمشاورات والنقاشات من تطوّرات، وما يمكن تأكيده هو أنّ آفاق الشغور طويلة، وبحسب مصادر سياسية مقرّبة من “الثنائي الشيعي”، فإنّ “الأمور ستبقى على حالها في الوقت الراهن، ولا إنتخابات قريبة”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى