آخر الأخبارأخبار محلية

ماذا يعني باسيل عندما يقول إن كلام نصرالله قد حرّره؟


ماذا يعني رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عندما يقول أمام نوابه أن ترشيح الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله لرئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية قد حرّره؟ هل يعني أنه كان أسير علاقته بـ”حارة حريك”، والتي عمرها من عمر ورقة “تفاهم مار مخايل”؟ وهل يعني أن كل الاستراتيجيات التي بنيت على مدى ثماني عشرة سنة كانت مبنية على رمال متحركة وعلى “زغل” أو على نوايا مبيّتة وغير صافية؟ وهل يعني أيضًا وأيضًا تحميل قيادة “حزب الله” مسؤولية التنصل من “ورقة مار مخايل”؟ وهل تعني كلمة تحرّر أن الخيارات الوطنية، ومن ضمنها الخيارات الرئاسية، قد أصبحت بالنسبة إلى “التيار الوطني الحر” مفتوحة وغير مقيّدة بـ “تقالات”؟ 

هذا الكلام منقول عن باسيل في اللقاءات الحزبية ضمن الجدران المغلقة. ولأن لهذا الجدران آذانًا، فقد وصل هذا الكلام إلى مسامع “حارة حريك”، وهو قيل قصدًا حتى يصل إلى حيث يجب أن يصل، وذلك قبل أن ينتقل هذا الكلام إلى العلن في شكل رسمي وواضح وصريح، وقبل وضع الخطط الملائمة مع ما سيستجدّ من تطورات لاحقة في ظل دخول البلاد في فراغ مفتوح ومن دون ضوابط أو حدود. وهذا ما توقعه باسيل عندما قال، حسب ما نُقل عنه، “يبدو أن “الشباب” بدّن يعطلو البلد”. وهذا يوحي بأن مرحلة جديدة من التجاذبات السياسية ستطفو على سطح مياه الأزمة اللبنانية المضطربة وغير الراكدة. 

ومن ملامح هذه المرحلة الجديدة إعادة تموضع القوى السياسية حول خيارات غير الخيارات التي كانت متبعة في السابق، وبالتحديد ما كان بين “التيار الوطني” و”حزب الله” من علاقات كانت تُعتبر حتى الأمس القريب ممتازة ومميزة. لكن ما أقدم عليه “الحزب”، كما يقول أكثر من قيادي “عوني”، وإن لم تكن التفاهمات الرئاسية غير منصوص عنها في “ورقة مار مخايل”، قد أعاد “التيار العوني” إلى ظروف مشابهة عندما واجه منفردًا “التحالف الرباعي”. وهذا ما تعنيه بالضبط كلمة “تحرّر”، والتي لا يمكن تحميلها أكثر من هذا المعنى، الذي يقود حتمًا إلى انتظار خطوات مفاجئة ومتقدّمة سيعلنها باسيل في المرحلة اللاحقة، وبعد أن تكتمل لديه صورة التحالفات الجديدة، التي يمكن أن ينسجها في ضوء هذا “التحرّر”. 

ولا تستبعد أوساط سياسية متابعة أن يذهب باسيل في خياراته المفتوحة إلى أقصى الحدود. ومن بين هذه الخيارات المحتملة عودة الحرارة إلى خطوط “معراب” و”ميرنا الشالوحي”. وهذا ما ينتظره كثيرون في المرحلة المقبلة، وإن لم تكن الظروف المؤاتية لمثل هذه العودة غير ناضجة بعد. 

وفي انتظار وصول الاتصالات القائمة عن بعد إلى خواتيمها المرجوة، فإن أي لقاء مسيحي تحت سقف بكركي ستكون ظروفه اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه بالأمس القريب، على رغم موقف كل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” وحزب “الكتائب اللبنانية” كقوى مسيحية فاعلة من دعم ترشيح فرنجية من قِبَل “الثنائي الشيعي”. 
فهل يمكن القول إن خطوة نصرالله قد سهّلت مهمة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في جمع شمل المسيحيين، أقّله بالنسبة إلى تقريب المسافة بين القوتين المسيحيتين الأكبر، شعبيًا ونيابيًا؟ 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى