آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة عن كتاب كمال ديب وأخرى عن “ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس ” وتوقيع كتب في اليوم الخامس لمهرجان الكتاب في أنطلياس

وطنية – المتن – أقيمت أمس، ندوتان إضافيتان ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب الذي تنظمه الحركة الثقافية – أنطلياس بعنوان “ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأطوني في أنطلياس”، تمحورت الأولى حول كتاب الدكتور كمال ديب “عهود رئاسية، أزمات وحقائق من شارل دباس الى ميشال عون، تحدث فيها المحامي كريم بقرادوني وأدارها الأستاذ منير سلامة. أما الثانية فكانت حول عنوان المهرجان في عامه الأربعين وتحدث فيها كل من الأباتي الدكتور أنطوان راجح والدكتور عصام خليفة وأدارها الأستاذ جورج أبي صالح. كما شهد اليوم الخامس من المهرجان توقيع كتب عدة.

 

الندوة الأولى

في الندوة الأولى، اعتبر سلامة أن “كتاب الدكتور ديب هو مرجع مهم لمن يريد أن يعرف قسما كبيرا من تاريخ هذا الوطن”، وقال: “أمامنا عدة كتب في كتاب واحد وهذا ما يفسر حجمه بصفحاته التي تقارب الألف

(959 صفحة). وقد بذل المؤلف جهدا كبيرا وملحوظا في تتنسيق فصوله وتوزيع مواضيعه على عناوين مختلفة تناولت مراحل متعددة، ليس من تاريخ لبنان فحسب، إنما من تاريخ بلدان شرق المتوسط التي كانت تخضع لسيطرة السلطنة العثمانية وسقطت بيد الحلفاء (الإنكليز والفرنسيين) والتي دخلوها في أيلول سنة 1918″.

 

ولفت الى أن “هذا التوسع في عرض المراحـل خارج عنوان الكتاب جعل المؤلف يقع في الإجتزاء أحيانا أو الإسهاب أو التناقض في سرد أحداث أثرت على الداخل اللبناني في العهود الرئاسية بشكل مباشر أو غير مباشر”، مشيرا الى أنه “كان بالإمكان التركيز على العهود الرئاسية موضوع الكتاب، وترك التوسع في تاريخ المنطقة في نهاية الدولة العثمانية  ودخول الحلفاء والإتفاقيات التي عقدوها وتقسيم المنطقة، وتطورات القضية الفلسطينية وما رافق عمليات إستيطان اليهود ودعم الإنكليز لهم  والثورات ضد الإنتداب، الى كتاب آخر تتوفر معلوماته في الكثير من المؤلفات والوثائق والمراسلات المنشورة”.

 

ورأى أن “تحميل الموارنة مسؤولية ما حصل في لبنان منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا صحيح في جزء منه وهو المتعلق ببعض الزعامات الإقطاعية والمليشوية وتناحرها وتقاتلها في سبيل الوصول الى كرسي الرئاسة ولو على حساب الكرامة الشخصية والوطنية، وهم يستمرون في هذا للأسف مدعوم كل منها من الإقطاع  القديم والجديد والفكر الميليشوي في المكونات الأخرى المتعددة الإرتباطات والولاءات”.

 

تحية مصرية

وتخللت الندوة “تحية مصرية الى دولة لبنان” وجهها الإعلامي المصري عادل النادي في كلمة مسجلة بالفيديو وقال: “يسعدني أن أسجل هذه الكلمة إهداء للبنان الشقيق ولشعب لبنان الذي نكن له كل حب وتقدير”، مركزا على أمور تخص الإعلام والثقافة والفن والإبداع.

أضاف: “لبنان في قلوبنا جميعا وأنا كمبدع وكناقد يهمني دائما الطباعة والنشر، وإذا نظرنا الى المطبعة العربية بصفة عامة سنجد أن لبنان أول دولة عربية دخلت إليها المطبعة سنة 1610 عندما أنشأ الموارنة أول مطبعة، سابقاً بذلك مصر بسنوات طويلة”.

 

واعتبر أن “للبنان الفضل الكبير على المثقفين في مصر وفي الدول العربية”، مشيدا “بكون أكبر الصروح الفكرية في مصر “دار المعارف” من تأسيس اللبناني نجيب متري عام 1890″. وقال: “أهم جريدة في مصر هي الأهرام تأسست في 27 كانون الأول 1875 على يد الأخوين بشارة وسليم تقلا اللبنانيين”، متوقفا عند دور “جرجي زيدان الذي حضر الى مصر في 1861 والذي أسس دار الهلال للنشر”، مشيرا الى  أن للبنانيين اليد الطولى في النشر وتأسيس دوره في مصر”. وشدد على “عدم نسيان مصر دور لبنان في نهضتها الثقافية”.

وختم: “لا يمكن أن ننسى فضل بيروت ولبنان على شعب مصر وسائر شعوب المنطقة العربية عندما فتحت جامعة بيروت ذراعيها لهم. لبنان كان وسيبقى قبلة كل العرب في السياحة، وهو من احتضن السينما المصرية”.

 

بقرادوني

واستفاض بقرادوني  في الحديث عن الكتاب وقال: “كتاب “عهود رئاسية” للدكتور كمال ديب هو اكثر من كتاب، انه موسوعة أرخت لــ 15 رئيساً للجمهورية في 959 صفحة من شارل دباس الى ميشال عون”.

 

أضاف: “لا أخفيكم انني معجب بقدرة المؤلف على الكتابة عن لبنان بغزارة وعمق وهو مقيم في كندا. والغزارة لا تعني كتابين او ثلاثة، بل تعني حوالي اكثر من ثمانية كتب ناهيك عن الابحاث والمقالات. أما العمق فيعني أن كمال ديب مطلع على التفاصيل في لبنان لكنه لا يغرق فيها بل يوردها بعناية ليرسم من خلالها لوحات عن تاريخ لبنان المعاصر. إنه بالتأكيد اكثر المغتربين اللبنانيين كتابة”.

 

وتابع: “إن الوقت المحدد لي لا يسمح بالتعليق إلا على عهد واحد فاخترت تجربتي الاولى مع عهد الياس سركيس الذي امتد من 1976 الى 1982 حيث لعب بشير الجميل دور الخصم الأول لسركيس في النصف الاول من عهده، ومن ثم أصبح الحليف الأقوى لسركيس في النصف الثاني من العهد: رئيسان في عهد واحد.

كتب المؤلف عن الياس سركيس 52 صفحة وعن بشير الجميل 42 صفحة، ورأيت من المفيد أن أضيف بعض الصفحات عما عرفته عن الرئيسين بصورة مباشرة محتفظا ببعض الوقائع والحقائق لمذكراتي إن قدر لي أن أكتبها”.

وحيا في الختام “العزيز كمال ديب”، متوجها اليه بالقول: “أنت أول من تجرأ على الكتابة عن كل رؤساء الاستقلال دفعة واحدة. وكان بودي لو عرفت شخصيا الياس سركيس لما كنت كتبت بأنه ترك لبنان “بأسوأ مما تسلمه”، ولكنت قدرت أن سركيس بصموده وحنكته حافظ على وحدة لبنان وصيغة التعايش فيه، وليتك عرفت بشير الجميل المقاوم والمحرر والشهيد، والذي تخطى المقاومة والتحرير والشهادة ليصبح رمزا لا ينسى”.

 

الكاتب

الكلمة الأخيرة كانت لديب الذي شكر المشاركين في الندوة والحضور وإدارة المهرجان اللبناني للكتاب وأسرة دار النهار، مشيرا الى “الإختلاف بين كتابه وكتب أخرى تتحدث عن لبنان فهو يضم 15 عهدا رئاسيا منذ دستور  1926، وهو كتاب عن الرؤساء وليس عن شيء آخر”.

 

وقال: “إن مناطق الأطراف عكار والجنوب وعمار هي أساس هذا الكتاب وعصب التاريخ فيه فيما تنطلق الكتب الأخرى من النواة بيروت وجبل لبنان. إن الشعب اللبناني قابل للتغيير الى الأفضل مثل باقي الشعوب وليس جامدا كصخرة الروشة، إن الطائفية والإقطاع السياسي اللذين يبرران الفساد والمحاصصة ليسا قدرا”.

 

ورأى أن “محيط لبنان العربي يتضمن عمقين ولا يوجد عمق عربي واحد: العمق الأول وهو الحقيقي هو العمق الحضاري والتاريخي والثقافي وقوامه مصر وسوريا والعراق، والعمق الثاني مستحدث وتقرأون عنه بالتفصيل في كتاب “الشرق الأوسط المتفجر” لجورج قرم الذي يذكر فيه أن العمق الثاني هو جيوبوليتيكي قوامه السعودية ودول الخليج، ومنذ السبعينات انتصر العمق الثاني”.

 

واعتبر أن “حياد لبنان عن صراعات المنطقة قد يحميه إجتماعيا وإقتصاديا ولكنه حياد مبتور ويجلب استقرارا مؤقتا يدمره سياسيا مع الوقت”، مشيرا الى أن “مقولة أن نهج بناء الدولة يقتصر على عهد فؤاد شهاب ليس دقيقا، فهو ثمرة عمل متواصل منذ شارل دباس عام 1926 مرورا بإميل إده وبشارة الخوري وكميل شمعون وانتهى في منتصف عهد شارل حلو عندما بدأ لبنان بالإنزلاق نحو حربه الدامية المستمرة حتى اليوم بمظاهر مختلفة”.

 

وشدد على أن “التكامل الإقتصادي مع سوق عربية واعدة لحركة الثروة البشرية ونشاط الرساميل هو المسار الصحي وليس العقائد والأيديولوجيات والمواقف”، معتبرا أن “الكيان اللبناني هو حقيقة دامغة موجودة بالفعل وله نفوذ ثقافي وحضاري مهم في محيطه العربي فقط وشرطه عدم الخضوع لمنحى التقسيم”.

 

ورأى أن “المطلوب هو دولة رعاية مدنية ببرامجها الإجتماعية المعيشية، وهنا لا يهم تغيير القوانين وتعديلها نحو دولة علمانية وهذه تجربتي في كندا حيث عملت في الحكومة الفدرالية مدة 25 سنة وشاهدت بعيني أن كل المواطنين مهما اختلفت مشاربهم يعملون لمجد كندا وازدهارها من دون تفرقة”.

 

الندوة الثانية

أما في الندوة الثانية فأشار أبي صالح الى أنه “منذ ثلاثة قرون ونيف، يعيش الأنطونيون رسالتهم الرهبانية في تواصل يومي مع محيطهم ومجتمعهم. وقد تجسدت هذه الرسالة على صعد عدة:

أولا- في نشر العقيدة المسيحية، من خلال انتشار أديرة الجماعة الأنطونية في مختلف المناطق اللبنانية، إذ لعب الأنطونيون دورا ناشطا في الخدمة الرعوية، حيث لم يكن عدد الكهنة كافيا لتلبية الحاجات القائمة.

ثانيا- في توفير مختلف أنواع التعليم. فقد كانت مدارس التعليم الأكاديمي العام ثم المدارس المهنية والتقنية قنوات الرسالة الاجتماعية التي نذر الرهبان أنفسهم لها، فكان أن تنامى عدد المؤسسات التربوية الأنطونية على مر السنين مسهمة في الترقي الاجتماعي لفئات واسعة من اللبنانيين، لا سيما من أبناء الأسر ذات الدخل المتدني والمتوسط، ومن مختلف مكوِنات النسيج المجتمعي لوطننا. وجاء إنشاء الجامعة الأنطونية منذ حوالي ربع قرن ليشكل قيمة مضافة على هذا الصعيد.

ثالثا- في الانخراط البناء في مختلف أنشطة المجتمع. علاوة على المؤسسات التعليمية، كان للرهبان الأنطونيين وجود دائم ومتفاعل في المنظمات الشبابية الرعوية والحركات الكشفية والأندية الرياضية والهيئات الثقافية.

رابعا- في ترسيخ تجربة العيش المشترك. إن قيام العديد من أديرة الرهبانية الأنطونية ومدارسها في بلدات وقرى لبنانية مختلطة، أفسح المجال أمام هذه الجماعة الأصيلة بوطنيتها كي تمارس في حياتها اليومية تجربة العيش المشترك الذي تبشر به وتطبقه، سواء وسط البيئة الاجتماعية التي تنشط فيها أم داخل المؤسسات التربوية التابعة لها، وحيث يشكل أبناء الطوائف غير المسيحية نسبة لا يستهان بها“.

 

 

وختم: “من دواعي الأسف بل الأسى الشديد أن يعاني لبنان اليوم، بسبب أداء سياسييه وحكامه المتعاقبين منذ عقود، والذين لا يليقون بتاريخه المجيد، من نزف مميت في موارده البشرية متمثل بهجرة أبنائه، لا سيما الشباب المتعلم منهم، لتفاقم المعضلات الإجتماعية والتربوية والأقتصادية والمالية التي يواجهونها منذ سنوات، ولانسداد الأفق المستقبلي أمامهم. وهكذا، يخشى أن يتحول لبنان من محط آمال الى بؤرة آلام، ومن واحة رجاء الى مكمن يأس. وهذا ما تسعى حركتنا الى مقاومته، وما المهرجان اللبناني للكتاب سوى أداة من أدوات هذه المقاومة الثقافية – الوطنية“.

 

راجح

من جهته، اعتبر الأباتي راجح أن “دير مار الياس، الموغل في القرون، فصل لامع في كتاب الرهبنة الأنطونية، يظلل أنشطة متواصلة، ولا خلاف على نصوع سمعة حركته الثقافية، ولا على إسهامات مدرسة مار الياس في تعليم الأقدمين، وفي إصدار أول مجلة أدبية واقتصادية واجتماعية، وتأسيس أول مدرسة للموسيقى درس فيها الأب بولس الأشقر الأخوين الرحباني، وناد رياضي. ولا حرج في اعتبار رعيته خصوصا، الأقوى في لبنان، من حيث كثافة المؤمنين، وكثرة الإحتفالات الليتورجية المتجددة، وتواصل الصلوات والتضرعات في كنيستيها. غير أني أحصر مداخلتي بإشارات إلى الدور الاقتصادي – الإجتماعي لرهبان الدير، تاريخا وحاضرا، محيلا على كتاب يتجرع شربة من أدواره الشاملة، تمكنت من وضعه لمناسبة اليوبيل، وتاركا الموضوعات الساخنة والحيوية لحضرة الدكتور عصام خليفة العزيز”.

 

أضاف: “إن ميزة دير مار الياس تكمن في تعاونه الشديد مع العلمانيين، وإبراز دورهم الأساس في كل الحركات والجماعات والأنشطة. ولا غرو، فهو دير في باحة البلدة، بل على الطريق العام، وسط الناس، معهم، وبينهم. شمل هذا المنحى تقاسم الهموم والأحوال، ودفع إلى حضور اجتماعي واقتصادي يتكيف مع الظروف لكسب العيش، وتوفير فرص عمل، وتعزيز روح الشراكة التي اشتهرت بها الأديار، بل وتحديث هذه الشراكة بدرء ما يضر بأي كان”.

وقال: “كان لسكن الرهبان أثره في تشجيع الأهالي على حذو حذوهم تباعا، واهتم  بداية بالمطاحن، محولا مواد الزراعة إلى طحين وبرغل وسميد، وهذه تدخل في اقتصاد الاقتيات الذاتي. وإلى المطحنة، عرف الدير فرنا على الحطب لصنع الخبز الكامل وبيعه، أنشأه الأب اجناديوس الزكريتي، فكان يوفر الخبز للسكان، كما شكل شرارة لقيام أمثالِه، واشتهار أنطلياس بأفرانها للخبز والكعك وسواهما”.

 

وتابع: “وعلى الصعيد الاجتماعي أسس حركة انسان وتم تركيز مطعم للمسنين، وتوجت الأنشطة الاجتماعية مؤخرا بإنشاء مركز صحي كان هدية الميلاد لجميع أبناء البلدة والمنطقة، من دون تمييز أو تصنيف، ومن دون منة، ووجه من أوجه سخاء الشيخ جورج إيلي أبو جوده، تكريما لوالده المرحوم إيلي جبران أبو جوده، وإيمانا راسخا منه بقيم الالتزام الترابطي، ومساهمة منه في تخفيف أعباء استشفائية وتطبيبية باتت هما ثقيلا على أبناء بلدته والمنطقة، شأنهم شأن غالبية اللبنانيين”.

وختم الأباتي راجح: “حسب ديرمار الياس ورعيته في أنطلياس، أنه حلقة معاصرة وراهنة، في سلسلة مواقع أنطونيةٍ كنسية عريقة، بأبعاده الرعوية والرسولية والوطنية، والأكثر فاعلية في البنية الراعوية الحية، وفي المشهد الكنسي العام”. 

 

خليفة

أما خليفة فأشار إلى “أهمية بعض الأماكن الجغرافية عند كل شعب حيث ترتبط – تلك الأماكن – بأحداث تاريخية كبرى. ودير مار الياس هو، في لبنان، من تلك الأماكن”.

وتوقف عند “خلفيات العاميات حيث حصل خلل في موازنة الدولة العثمانية وزيادة التضخم وتراجع القوة الشرائية للعملة، وانعكاس ذلك على الأسعار. من هنا قيام والي صيدا عبد الله باشا بزيادة الضرائب لا بل مضاعفتها على الأمير بشير الكبير، ملتزم جمع الضرائب من جبل لبنان”.

 

وقال: “تم التطرق إلى دور المطران يوسف إسطفان ورئيس دير مار الياس في انطلاق عامية 1820، متوقفا عند “دور هذا الأسقف الأستثنائي (رئيس مدرسة عين ورقة)، بفرض التعليم المجاني، قاضي النصارى في جبل لبنان يستقيل إحتجاجا على تدخل الأمير في عمله. واستحدث الضمان الإجتماعي للكهنة المسنين ونظم أبناء القرى لمواجهة زيادة الضرائب وتعاون مع رئيس دير مار الياس تادروس أبو جبارة الأنطوني. دعم مطالب العامية حيث تم التأكيد على وحدة الصالح العام وضرورة رفع المظالم وانتخاب الوكلاء وغيرها من المطالب المختلفة”.

وأشار الى أنه “وامتدادا لعامية أنطلياس حصلت عامية لحفد حيث قتل أكثر من مئة شخص من قبل قوات الأمير”. وقال: “هرب المطران اسطفان متخفيا نحو الشمال. وبسبب خدعة من الأمير تم اغتياله مع زعيتر الخازن من خلال وضع السّم في القهوة. هكذا تمثلت ثقافة الحرية بوقوف المدير مع الفقراء الذين لا يستطيعون دفع الضرائب، وتنظيمهم من خلال مؤسسة والانتخاب في القرى وهذا يعني تراجعا في النظام المقاطعجي، وترسيخ الوحدة الوطنية بجمع ممثلين من كل الطوائف، والاستشهاد دفاعا عن المبادئ”.

 

أضاف: “يتم التوقف عند عامية 1840 والتي طالبت برفع ظلم الضرائب والسخرة وجمع السلاح وضرورة تمثيل الطوائف في الديوان والإتحاد بين النصارى والدروز والمتاولة والاسلام. وقد كتب القس اسبيريدون عبيد عرموني الأنطوني  صك العامية في 7 حزيران. لقد شمل هذا العصيان كل المناطق اللبنانية، وكان تركيبه الإجتماعي في أغلبه من الفلاحين، وقد ساهم في تعميق التنوير في المجال الايديولوجي“.

 

وتناول خليفه “الدير وإشعاعه الثقافي في الفترة المعاصرة  في مجال ثقافة الحرية من حيث تعليم الأب بولس الأشقر الموسيقى للأخوين رحباني، ورعاية نشاط نادي الشراع، والحركة الثقافية – أنطلياس”، عارضا “محاور اهتمام الحركة على امتداد أربعين عاما (المهرجان اللبناني للكتاب، أعلام الثقافة، الندوات، الشعر، المعارض، التحركات الشعبية في مواجهة نظام الحرب، المؤتمرات، الملفات وطبع المحاضرات”، متوقفا  “عند تأييد الأباتي الياس عطالله للعلمانية المحايدة وشهادة منح الصلح الذي قال: عرف القيمون عليها أن يجعلوا من الدار الغنية بثمار الفكر والروح ملاذا للنفوس الوطنية المتشوقة للتلاقي، وفضاء للحرية الفكرية، مفتوحا أمام المفكرين والمثقفين والناشطين اللبنانيين، ومن كل اتجاه”.

 

وأشاد “بدور الآباء الذين تتابعوا على المسؤولية بالدير” معتبرا أن “المركز الطبي الذي استحدثه الآباتي أنطوان راجح، والذي يقدم خدماته بشبه مجانية، هو إنجاز يفوق آلاف العظات”.

 

وختم بطرح مجموعة من الأسئلة المصيرية في هذه المرحلة وبتأكيد “استمرار الدفاع عن استقلال وسيادة الدولة اللبنانية والعمل دائما لإعلاء راية حقوق الإنسان في وطننا”.

 

توقيع كتب

وشهد اليوم الخامس من المهرجان توقيع كتب حيث وقع الدكتور كمال ديب كتابه “عهود رئاسية، أزمات وحقائق من شارل دباس الى ميشال عون” في جناح دار النهار، ووقع العميد الركن الدكتور ريمون فرحات كتابه “موارنة في جبل عامل: من فخر الدين الى الإنتداب الفرنسي” في جناح دار سائر المشرق؛ كما وقعت الدكتورة جومانة دبس نحاس كتابها La démocratie à l’épreuve du consociativisme au Liban في جناح دار جامعة الحكمة، ووقع الدكتور إدوار قبوات كتابه “الفدرالية الإثنوجغرافية” في جناح دار سائر المشرق.

 

                   ================إ.غ.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى