آخر الأخبارأخبار محلية

منعًا للتعايش مع الفراغ… هذا هو مرشح بكركي ودار الفتوى

منعًا للتعايش مع فكرة الفراغ الرئاسي، وهذا ما انتهى إليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في اطلالته امس، وبعدما رأى كل من البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أن البلاد متجهة حتمًا نحو المصير المجهول – المعروف، قرر كل منهما ومن دون سابق تنسيق رسمي أن يسمّيا الأشياء بأسمائها، لأن الوضع لم يعد يسمح بتمسيح الجوخ وفرك الأيدي. لأن استمرار الحال على ما هي عليه في ظلّ دلع بعض السياسيين، الذين لا يزالون يتصرّفون وكأن أمور البلاد بألف خير، وهم عن “ثعالب” لبنان غافلون، خصوصًا أن هذه “الثعالب” لم تترك شيئًا في الجمهورية اللبنانية حتى فتكت به إلى درجة وصلت الحال بمعظم اللبنانيين إلى حافة الكفر بعدما بلغ السيل الزبى، وبعدما طفح كيل كل من بكركي كمرجعية مسيحية، ودار الفتوى كمرجعية إسلامية.  

وما عبّر عنه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيانه الأخير جاء تعبيرًا عمّا يخالج أهل دار الفتوى من مشاعر القلق على المصير، حيث أعرب المجلس عن قلقه الشديد جراء تعثّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية “يكون انتخابه مدخلاً لحلّ وطني شامل، وأساساً لعودة الاستقرار والاطمئنان والثقة في الداخل ومع الخارج وخاصة مع الأشقاء العرب”، وأكد في موقف وطني ناتج عن خبرات طويلة من العيش المتمايز بين اللبنانيين أنه “لا بديل عن لبنان إلا لبنان، ولا بديل عن الوحدة الوطنية إلا بالوحدة الوطنية، ولا رسالة للبنان إلا رسالة الأخوة الإنسانية والمساواة في المواطنة على قاعدة العيش المشترك” .  

ومن أجل ذلك، دعا المجلس النواب والقيادات السياسية والحزبية على اختلافاتها وتعدداتها الى “تفاهم وطني يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية يحمي الدستور، ويلتزم بصدق اتفاق الطائف ويحتمي به، ويعمل على تقوية أواصر الوحدة الوطنية ويستقوي بها”. 

في المقابل، ولم يكد حبر بيان المجلس الشرعي يجفّ حتى لجأ البطريرك الراعي إلى تصعيد موقفه في عظة الأحد، حيث قال: “يتعثر انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه، وبكل اسف يدور الخلاف حول انتمائه إما لفئة الممانعة، كما يسمى، وإما لفئة السيادة. والحل الوحيد هو في الخروج من هذه المعادلة، والعمل من قبل الشعب على انتخاب رئيس وطني متحرر من كل ارتباط وانحياز وفئة ومحور. هذا هو الرئيس الذي يحتاجه لبنان لكي يكسب ثقة الجميع في الداخل، وثقة كل الدول في الخارج، ولكي يتمكن هذا الرئيس من قيادة الإصلاحات اللازمة والمطلوبة من أجل نيل المساعدات الدولية والإقليمية.” 

فما بين دعوة الراعي إلى انتخاب رئيس “متحرّر من كل ارتباط بأي محور”، وبين مطالبة المجلس الشرعي برئيس “يحمي الدستور، ويلتزم بصدق اتفاق الطائف ويحتمي به، ويعمل على تقوية أواصر الوحدة الوطنية ويستقوي بها”، ثمة قواسم مشتركة يمكن البناء عليها للتأسيس لمرحلة جديدة من التعاطي مع الأزمة الرئاسية، انطلاقًا من عزم بكركي على دعوة النواب المسيحيين إلى اجتماع قريب أيًا تكن نتائج الجولة الجديدة التي بدأها راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، وذلك بعد تحضير جدول الأعمال والنقاط التي يمكن أن يتضمنها البيان الختامي المنتظر.  

فهل تعني صرخة الراعي استبعاد أي اسم رئاسي ينتمي إلى هذا المحور أو ذاك، أو هل جاءت ردًّا على تبنّي الرئيس نبيه بري ترشيح سليمان فرنجية، مع إصرار الآخرين على ترشيح النائب ميشال معوض؟ 

فإذا كان لبكركي مرشحون محتملون لا ينتمون لا إلى محمور “الممانعة” ولا إلى “المحور السيادي” فإنها ستبادر حتمًا إلى اعلان ذلك بكل وضوح في الاجتماع المسيحي المرتقب، وبمن حضر، مع الأخذ بالاعتبار مواصفات المجلس الشرعي، الذي شدّد على أهمية انتخاب رئيس يمكنه أن يحافظ على اتفاق الطائف وتطبيقه بكل مندرجاته، مع الأخذ في الاعتبار دعوة نصرالله أمس إلى حوار رئاسي حول مختلف الأسماء “توصلًا إلى تسوية أو حل أو ما شابه”. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى