آخر الأخبارأخبار محلية

المواقف الرئاسية تتوالى ولا تكهّن بموعد الانتخاب والانظار الى كلمة نصرالله غدا


دخلت البلاد مرحلة جديدة في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بعد اعلان وتظهير الرئيس نبيه بري دعم ترشيح سليمان فرنجية ودعوته الآخرين الى حسم امر ترشيحاتهم الجدية للذهاب الى جلسة انتخاب حاسمة يجري فيها الاحتكام الى التنافس الديموقراطي.

ومن المتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من المواقف والتطورات المتصلة بالاستحقاق، من دون القدرة على التكهن حتى الان بروزنامة الحسم وموعد انتخاب رئيس الجمهورية.
وكان الرئيس بري قال لصحيفة «الجمهورية» : «البلد منكوب، ووضعه ينحدر من سيئ إلى أسوأ، وخطيئة التعطيل فاقمت الانهيار الذي باتت آثاره المدمّرة تهدّد حاضر البلد ومستقبله، وبالتالي لا يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه».
 
واكّد بري «انّ إتمام الملف الرئاسي بات واجباً وطنياً وانسانياً وأخلاقياً، ومن هنا كانت المبادرة إلى اعلان تأييد ترشيح الوزير فرنجية، وهي خطوة لعلّها تحفّز سائر الاطراف على تقديم مرشح او مرشحين»: وقال: «صار من الضروري ان تحصل ترشيحات، وهو أمر بديهي، حتى يحصل تنافس، ونحن جاهزون للنزول إلى المجلس النيابي، حيث أنّه في اللحظة التي تتوفر فيها فرصة التنافس، سأبادر فوراً إلى الدعوة الى جلسة انتخابية، ولتجر الانتخابات ولينجح من ينجح».
 ولفت بري إلى «انني عقدت إحدى عشرة جلسة، وكما شهدنا جميعها، لم تكن سوى جلسات مسرحية، لا بل مهزلة، ولذلك لست مستعداً لأن أدعو إلى أي جلسة تتكرّر فيها المسرحية والمهزلة، كانت جميعها، وأقول انّه لن تُعقد أي جلسة الاّ بوجود تنافس.». وقال: «كانت حجتهم أنّ فريقنا لا يريد الإنتخاب، وهذا غير صحيح، كنا وما زلنا نؤكّد على انتخاب رئيس، وتوفير كل الظروف التي تمكننا من التوافق على مرشح او اثنين او أكثر وننزل الى المجلس وننتخب. في أي حال، انا قلت إنّ مرشحنا هو الوزير سليمان فرنجية، فليتفضلوا ويتفقوا على مرشح او أكثر، ولننزل إلى المجلس ونحتكم للعبة الديموقراطية في جو التنافس الصحي، وننتخب رئيس الجمهورية».
ورداً على سؤال عن إمكانية تأمين نصاب انعقاد جلسة الإنتخاب، وخصوصاً انّ بعض الأطراف اعلنت انّها ستطيّر النصاب، قال بري: «من لا يكمل النصاب، عليه في هذه الحالة أن يتحمّل المسؤولية».
 
من جهة ثانية، رفض بري اعتبار انّ المجلس النيابي معطّل، ودوره التشريعي مشلول، وقال: «لا احد يستطيع ان يعطّل المجلس، او ينتزع منه دوره التشريعي. فالمجلس ليس معطلاً، وما حصل في الفترة الأخيرة حول الجلسة التشريعية وامتناع بعض الاطراف عن حضورها، لا يستهدف المجلس وتعطيله، بل هو ردّ فعل على انعقاد مجلس الوزراء، أي انّ الهجوم هو على مجلس الوزراء وليس على مجلس النواب».

وقال مصدر مقرب من الرئيس بري لـ «الديار» امس «من الواضح انه بعد كلام دولة الرئيس اننا بتنا في مرحلة جديدة اكثر جدية في اتجاه حسم الامر . ومما لا شك في اننا دخلنا في مرحلة اعلان الترشيحات، وعلى الآخرين ملاقاة موقفه بحسم ترشيحاتهم».
وردا على سؤال حول الفترة المتوقعة لانتخاب الرئيس، اجاب «انشالله ما تطوّل». وكل ما نتمناه ان يحصل اليوم قبل الغد ، لافتا الى «ان الاوضاع التي يعاني منها لبنان واللبنانيون لم تعد تحتمل ترف الوقت والانتظار، وتستوجب انتخاب الرئيس باسرع وقت».
واضاف « دخلنا مسارا جديدا وجديا في شان الاستحقاق الرئاسي. نحن نريد انتخاب رئيس الجمهورية واعلنا مرشحنا، وعلى الآخرين ان يحذوا حذونا للذهاب الى جلسة انتخاب غير تلك الجلسات السابقة».
ووفقا لمصدر نيابي في كتلة التنمية والتحرير فان مسار الاستحقاق الرئاسي بعد موقف الرئيس بري الاخير دخل في المقاربة التي كان يسعى اليها منذ دعوته مرتين للحوار، اي ايجاد نوع من التوافق او حصر المنافسة بين مرشحين او ثلاثة جديين للذهاب الى جلسة انتخاب والاحتكام الى منافسة ديمقراطية ولينجح من ينجح .
ونقل المصدر عن الرئيس بري تاكيده مجددا انه جاهز للدعوة الى جلسة حين يحصل هذا الامر ، وانه مستعد في ضوء ذلك لعقد جلسة وجلستين وثلاث في الاسبوع اذا اقتضى الامر لانتخاب رئيس الجمهورية.

وكتبت” النهار”: بعد أسبوع مثقل بالإرباكات المالية والمصرفية من جهة والاحتدامات السياسية من جهة أخرى يبدو المشهد الداخلي متجها نحو متاهات جديدة من الضياع والغموض والتداعيات المثقلة باكلاف الصراع السياسي كما باثقال الانهيار العام. وإذا كانت المواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي تقدم عبرها إلى تصدر جبهة دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية استمرت تشكل حجر محور التجاذبات السياسية والإعلامية في أزمة الاستحقاق الرئاسي فإن اللافت أن الضجة التي أثارها بري وقفت عند حدود انحسار السجالات بين عين التينة والنائب ميشال معوض في حين لم يتقدم أفرقاء آخرون حلفاء لبري إلى الساحة تاركين إياها لاختبار ردود الفعل بما يثير مزيداً من التساؤلات عن أبعاد وأهداف موقف بري الحقيقي من مسارعته إلى أن يكون رأس الحربة في خوض معركة فرنجية. ولذا ستتجه الأنظار بطبيعة الحال إلى الكلمة التي سيلقيها الاثنين الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمناسبة إحياء الحزب “يوم الجريح” لرصد ما إذا كان نصرالله سيلاقي بري إلى تبني ترشيح فرنجية علناً بعدما كشف بري أن فرنجية هو “مرشح فريقنا” أو أن نصرالله سيبقي على سياسة دعم فرنجية مضمرة بلا إعلان. وسيبنى على كل من الاحتمالين المقتضى السياسي للتعامل مع الخلفيات التي سيرتبها أي موقف يعلنه نصرالله على أزمة الاستحقاق الرئاسي كلا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى