آخر الأخبارأخبار محلية

مواصفات الرئيس تجاوزت المواجهة بين أسماء العلم

 

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: بعد ثلاثة أسابيع على اللقاء الخماسي الباريسي بدأت مفاعيله وتردداته بالظهور يوماً بعد يوم على الساحتين السياسية والديبلوماسية. وفي الوقت الذي ثبت عقم التسريبات التي أعطت أفضلية لهذا او ذاك من “أسماء العلم” المرشحين لخوض السباق الى قصر بعبدا، ظهر جلياً انّ “المواصفات” التي انتهى إليها اللقاء قد تجاوزت عدداً مما هو مُتداول به من أسماء. وعليه، ما الذي توحي به هذه المعادلة؟

 

 

دعت المصادر الى قراءة التحولات الاخيرة التي ترجمتها بعض الخطوات بما حملته من مؤشرات إن دلت على شيء فهي تدل الى بدايات سقوط بعض التحالفات السابقة من جانبي اطراف النزاع. فاعتراف الطرفين المتناحرين باستحالة استمرار المواجهة في شكلها الذي عكسته موازين القوى في الجلسات الانتخابية المتتالية أدى الى الإقرار بصوابية وقف مسلسل الدعوات التي وجّهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسات الانتخاب ولم تعد موضع اهتمام في كثير من المواقف التقليدية منها. ذلك انّ في الافق من ينتظر محطات فاصلة تقود الى اعتماد اسلوب جديد في مقاربة الاستحقاق الرئاسي لم يحن أوانه بعد.

 

 

وفي انتظار تلك اللحظة دعت المصادر عينها الى مراقبة المنحى الخطير الذي اتخذته التطورات الاقتصادية والمعيشية بدءاً بارتفاع أسعار صرف العملة الخضراء الى حدود لم يكن يتوقعها سوى قلة من الاختصاصيين في شؤون النقد والمال استناداً الى معرفتهم بعجز اصحاب القرار وفشلهم في مقاربة اي من الملفات الاقتصادية والنقدية كما الادارية والسياسية التي ستقود حتماً الى مزيد من الانهيارات المتوقعة في كثير من القطاعات، في وقت يتنافَس المسؤولون على المضي في إنكار الواقع الخطير الذي بلغته البلاد والسعي الى تعزيز مواقعهم بصلاحيات مؤقتة تزيد من الشرخ القائم بين اللبنانيين.

 

 

وإن طلب من اصحاب هذه التوقعات السوداء مزيداً من التوضيحات المؤدية الى ما هو متوقع يردونه الى المشهد النيابي الذي أوقف البحث في اولوية مهماته بانتخاب الرئيس والسعي الى تنظيم مرحلة خلو سدة الرئاسة من شاغلها بدلاً من وضع حد له في اسرع وقت ممكن، والاتجاه الى تشكيل حكومة جديدة بكل مواصفاتها الدستورية لمقاربة ما هو مطلوب من خطوات تُحاكي العلاقات المطلوبة مع المجتمع الدولي، ولا سيما منها المؤسسات المانحة من صندوق النقد الدولي الى البنك الدولي وصولاً الى الدول المانحة التي تستعد للدعم متى أظهَر اللبنانيون قدرتهم على ولوج الطريق المؤدية الى التعافي والانقاذ بدلاً من التوجه إلى ما يعزز سقوط المؤسسات وانهيارها واحدة بعد الاخرى وتعطيل وجوه حياة اللبنانيين.

 

 

وبناء على ما تقدم، تختم المصادر الديبلوماسية طروحاتها المتجددة بالتأكيد أن أخطر ما لا تريد الاقتناع بأنه بات امرا واقعا يتجلى بعجز المسؤولين اللبنانيين عن القيام بأولى الخطوات المطلوبة، وذلك على قاعدة تقليدية تقول انهم مهتمون بكل ما هو تافه وآنِي ويتجاهلون ما هو مطلوب، يناقشون في جنس ملائكتهم متجاوزين ما يحتاجه البلد وناسه وكأنهم مستمرون في مواقعهم الى ما لا نهاية في غياب من يضع حداً لهم. فالمواطنون الجائعون نيام ومَن كلفوا إدارة شؤونهم لا ينامون، يخططون لنصب المكائد المتبادلة والأفخاخ في كل الساحات الحكومية والنيابية كما في الرئاسية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى