آخر الأخبارأخبار محلية

التيار يفشل باستعادة شعبيته.. فهل يقترب من النهاية؟

في ظل الانقسام السياسي المسيطر على الساحة الداخلية في لبنان والذي يتسبّب بتشظّي الأفرقاء السياسيين والكُتل النيابية وينهي مرحلة الانقسام التقليدي بين فريقين، إذ بات عدد الافرقاء المنقسمين على بعضهم لا يُعدّ ولا يُحصى مع تبدّل مشهد التحالفات بشكل كبير، بدأت تُطرح أسئلة جدية حول امكان بعض القوى استعادة جزء من شعبيتها. 

ولعلّ “التيار الوطني الحرّ” يتقدّم كل القوى السياسية في دائرة التساؤلات، ذلك بسبب الاستنزاف الشعبي الكبير الذي تعرّض له في فترة سابقة وظهر في الانتخابات النيابية الاخيرة من خلال تراجع في عدد النواب، حيث تفوّقت عليه قوى أخرى وتمكنت من السيطرة على الواقع الشعبي المسيحي سواء من المستقلّين وقوى الحراك أو حتى “القوات اللبنانية” الخصم الاساسي للحالة “العونية”. حتى أن البعض ذهب بعيداً في الحديث عن أن الخلاف بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” مصطنع بجزء كبير منه وذلك لإفساح المجال أمام “التيار” لاعادة استقطاب الشارع المسيحي الذي بات منزعجاً من أداء “الحزب” وبالتالي قرّر عدم الوقوف الى جانب أي قوة مسيحية تدعم “الحزب” وتتحالف معه وتنسّق معه مجمل خطواتها.

لكن “التيار” تعرّض في السنوات السابقة لضربات كبرى على المستوى السياسي والشعبي والاعلامي، ما جعل لديه خللاً بنيوياً يعيق قدرته على استقطاب فئات جديدة الى تياره، لذلك فهو يدرك أن كل ما يمكن القيام به هو الحدّ من الاستنزاف الشعبي الحاصل والذي يتعرّض له داخل كتلته الحزبية والشعبية التي حافظ عليها حتى اليوم، سيّما أن الفئات المسيحية المستقلة والبعيدة عن الاصطفاف الحزبي والتي كانت تتنافس عليها الاحزاب والقوى المسيحية في السنوات الطويلة الماضية بات لديها بعد حراك “17 تشرين” وكل ما جاء بعده من ضخّ سياسي وإعلامي تخندق واضح الى جانب “قوى الثورة” ونوابها ومجموعاتها على اختلافها، وبات استقطابها الى هذه الكتلة الحزبية أو تلك أمراً شبه مستحيل.

وعليه، فإن “التيار” ورئيسه جبران باسيل قد خسروا الكتلة الوسطية بشكل نهائي خصوصاً وأن الثورة كانت قد اندلعت في لحظة سياسية كان “التيار” ومؤسسه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون داخل السلطة. أما لجهة الخلل البنيوي الثاني فهو مرتبط باسم رئيس “التيار” نفسه، الذي بات يشكّل نوعاً من الإجماع لدى القوى السياسية حول أنه شخصية مستفزة ومن غير الممكن التفاهم او التحالف معها سياسياً ووطنياً.

من هنا، فإن كل محاولات “التيار” الاخيرة للتمايز عن “حزب الله” و التركيز على الخطاب التغييري والاصلاحي بشكل مكثف لن يؤدي به الى اعادة الامساك بالواقع الشعبي المسيحي، ما يجعل بعض المطلعين على الواقع السياسي العام يتساءلون عن ما إذا كان “التيار” يقترب فعلاً من نهايته!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى