آخر الأخبارأخبار محلية

شباط اللباط سيُبيضها وهكذا سيكون طقس القسم الأول منه

بعيدا من الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية وتحوّل سعر صرف الدولار إلى الشغل الشاغل للبنانيين، أصبح حال الطقس في الآونة الأخيرة حديث الساعة مع غياب الأمطار والمُتساقطات والثلوج عن شهر كانون الثاني الذي كان بمعظمه مشمساً، الأمر الذي أثار قلق اللبنانيين من الدخول في مرحلة جفاف إضافة إلى المُعاناة من شح المياه خلال فترة الصيف والتسبب بخسائر زراعية واقتصادية ولاسيما في المناطق الجبلية التي تعتمد على السياحة الشتوية وعلى موسم التزلج. ولكن يبدو ان شهر شباط اللباط “سيبيضها” حيث سيتأثر لبنان بسلسلة منخفضات جوية من المتوقع ان تعوّض خسائر “كانون”، علما ان لبنان يتأثر منذ يوم أمس الإثنين بمنخفض جوي سيتحوّل لعاصفة ثلجية اعتبارا من اليوم الثلاثاء تستمر حتى قبل ظهر يوم الخميس.

 

ولكن ما أسباب تأخر الأمطار وماذا ينتظرنا في القسم الأول من شباط؟

الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ يوضح ان “سبب غياب الأمطار عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط يعود لتمدد المرتفعات الجوية التي غطت أوروبا وشمال افريقيا فوصل ضغط المرتفع الآزوري  إلى 1045 hpa  في حين ان المرتفع السيبيري الذي غطى غرب روسيا وبحر قزوين والشرق الأوسط وصل ضغطه في بحر قزوين إلى 1060 hpa، ولكن في 28 كانون الثاني انحرف المنخفض الايسلندي وشطر المرتفعات الجوية عن بعضها البعض وتحوّلت مناطق شرق اوروبا الى مناطق ذات قيم ضغط منخفضة فحوّلت المنخفضات الجوية والكتل القطبية سيرها نحو البحر الابيض المتوسط (إيطاليا اليونان تركيا لبنان والجوار)” .

 

ولفت خنيصر في حديث لـ “لبنان 24” إلى ان “لبنان بدأ يتأثر بفعالية هذا المنخفض مع أمطار وتساقط للثلوج على ارتفاع 1500 متر أمس الإثنين ومن المنتظر ان يغطي التيار النفاث ( jet stream) لبنان ويزيد من نسبة الرطوبة في السحب الركامية ما سيؤدي إلى هطول أمطار طوفانية ساحلا و”تسونامي” من الثلوج فوق ارتفاع 1200 متر اليوم الثلاثاء على ان تكون الذروة يوم غد الأربعاء مع نسبة هطولات ورطوبة تصل نسبتها إلى 100 % ، يترافق ذلك مع وصول الموجة القطبية الباردة من تركيا نحو لبنان التي ستعمل على تبريد العاصفة فتتساقط الثلوج على ارتفاع 900 متر وربما ستُلامس لبعض الوقت الـ 800 متر (دون تراكمات تُذكر) فتسجل الحرارة مساء الأربعاء وفجر الخميس على الساحل نحو 6 درجات“.  

 

ويشير خنيصر إلى ان “نسبة العواصف الرعدية تصل خلال هذه العاصفة إلى 95 % وتشتد سرعة الرياح بين يومي الثلاثاء والأربعاء مساء لتُلامس في بعض المناطق الـ 85 كلم في الساعة (لساعات محدودة)“. 

 

وحذر خنيصر من ان “سرعة الرياح ستُساهم في رفع موج البحر إلى 6 أمتار خاصة في المناطق الشمالية، أما بالنسبة للتراكمات الثلجية فسوف تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب سرعة الرياح“. 

 

كما حذر خنيصر من “تشكّل السيول والفيضانات في بعض المناطق بسبب الهطولات الطوفانية“. 

 

ولفت خنيصر إلى انه بعد تاريخ 10 شباط ستكون مراكز التزلج جاهزة لاستقبال رواد هذه الرياضة بسبب ارتفاع التراكمات الثلجية“.

 

وفي الختام أكد خنيصر ان “لبنان على موعد مع سلسلة من المنخفضات الجوية التي انحرفت من شرق أوروبا إلى البحر المتوسط وستتجه تدريجيا نحوه “، مشيرا إلى ان “اكثر من منخفض جوي سيتحوّل إلى عاصفة خلال القسم الأول من شهر شباط الحالي“. 

 

إذا كانون الثاني الذي خيّب آمال الكثيرين من حيث قلة الأمطار وتعطيل موسم التزلج بيّض صفحته في آخر ايامه وسيسلّم وديعته الخيّرة لخلفه، على أمل ان تكون هذه الأمطار نعمة على اللبنانيين وليس نقمة كما يحصل في كل شتوة. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى