آخر الأخبارأخبار محلية

التسوية على الساحة اللبنانيّة معقّدة وطهران تربط الأمن في المنطقة بأمنها

كتب ابراهبم ناصر الدين في” الديار”: مصادر سياسية بارزة ترى ان ما جرى في عمان يشير بوضوح الى ان الازمة السياسية في لبنان ستكون طويلة ولا صحة لحصول «معجزة» مع بداية العام الجديد الا اذا حصلت تطورات مفاجئة غير متوقعة.

وفي هذا السياق، تلفت تلك الاوساط الى ان التعثر الدبلوماسي «الفرنسي» يقابله في بيروت كلام غير قابل للصرف، منسوب للسفير السعودي الوليد البخاري في بكركي، على هامش تقديم التهنئة بعيد الميلاد للبطريرك بشارة الراعي امس الاول، حيث اكد على ضرورة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة متعاونة لتحقيق الاصلاحات، متحدثا عن اتصالات مع باريس حول هذ الملف، لكن هل يكفي النقاش الدائر مع الفرنسيين في ظل القطيعة مع الايرانيين؟ وهل يمكن لفرنسا النجاح على الساحة اللبنانية فيما تحرض على طهران في العراق؟ طبعا لا يحتاج الجواب الى الكثير من العناء، فالنقاشات المستمرة منذ اشهر تدور في «حلقة مفرغة» لان واشنطن لم تمنح «الضوء الاخضر» للبحث الجدي في تسويات على الساحة اللبنانية راهنا، فيما الحوار مع ايران متعثر ولا يحقق اي تقدم. ولهذا لا يوجد اي مؤشر على امكانية تحقيق خرق في المدى القريب في ظل الاستمرار بالتمسك بمقاربات اثبتت فشلها.

وتكشف مصادر دبلوماسية، ان طهران اعادت تاكيد ثوابتها في قمة «البحر الميت» من خلال التاكيد على ان الاستقرار في المنطقة مرتبط باستقرارها الداخلي، وطالما يجري العبث بامنها فلن تمنح اي ضمانات لأحد. كما كان واضحا ان القيادة الايرانية ملتزمة مع حلفائها بعدم الدخول في اي صفقة على حسابهم، وابلغ وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان من يعينهم الامر رفض بلاده اي «مقايضة» بين الملف النووي واي قضية اخرى في المنطقة. وقد تكون ايران عاملا مساعدا لتقريب وجهات النظر في القضايا الشائكة في اليمن ، وسوريا، والعراق، ولبنان، الا انها لن تفاوض عن احد ولا تفرض وجهة نظرها او تضغط على احد. واي تسوية تحتاج الى مقدمات اساسية، وهي لا تبدو انها ناضجة بعد، بدليل عدم تلمس وجود رغبة سعودية جدية في اعادة تزخيم المفاوضات التي سبق واستضافتها بغداد، حيث لم تنجح المساعي الدبلوماسية التي شاركت فيها سلطنة عمان في جمع وزيري خارجية السعودية وايران على هامش القمة في الاردن.وفي غياب «الثقل» الدبلوماسي الوازن للدوحة،غير القادرة وحدها على احداث الاختراق المامول على الساحة اللبنانية، في غياب التعاون الاقليمي والدولي، تبقى محاولاتها الخجولة دون افق واضح، وهي تعرضت الى «نكسة» جديدة مع ارتكاب الفرنسيين «دعسة» دبلوماسية ناقصة من خلال تبني نهج «صدامي» مع الايرانيين سيؤدي الى تراجع دورها في لبنان، اذا لم تحصل مراجعة جدية في القريب العاجل. وهذا الشلل الخارجي يشير بوضوح الى ان لا «طبخة» جاهزة بعد وما على اللبنانيين الا مساعدة انفسهم لتقليل الخسائر في مرحلة الفراغ التي لا ضمانة ابدا بان تكون هادئة وبعيدة عن الاهتزازات الامنية والسياسية في منطقة لم تستقربعد اي من دولها.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى