الوكالة الوطنية للإعلام – المرجع الصايغ أمام وفد رجال الدين الدروز: عدلت عن قرار العودة عن ارتداء العمامة المكولسة بناء على طلبكم
وطنية – وجه المرجع الروحي الشيخ ابو يوسف امين الصايغ كلمة الى طائفة الموحدين الدروز في لبنان، امام حشد من رجال الدين الدروز من مناطق الشوف وعاليه والمتن وراشيا وحاصبيا أم دارته قبل ظهر اليوم في بلدة شارون، وذلك “إثر التطورات التي تشهدها الطائفة في لبنان نتيجة المس بجوهر العمامة المكولسة”، وقال: “لقد آثرت أن يكون اليوم لي حديث معكم، وذلك عن اعتقاد بأن الذي نحتاج إليه اليوم هو حديث القلب للقلب. وهو حديث لا بد أن يكون مفتوحا وصريحا”.
أضاف: ” قبل أن أبدأ الحديث، اسمحوا لي أن أسجل تقديري وامتناني ما حييت، لما بدر منكم من نصرة للحق وإعزاز لأمر الدين. حملتم القلب ما لا يحمل البدن والقلب يحمل لكم محبة في الله، وإن قصر عن القيام بواجبكم البدن. نزولا عند خاطركم الذي عدلت لأجله عن قرار كنت قد اتخذته بالعودة عن ارتداء العمامة المكولسة، على أثر المس بروحية هذا التاج. وأي شيء يصلح للحياة بعد نزع روحه؟! ولذا آثرت العودة عن ارتداء العمامة المكولسة. لكن المشايخ والإخوان، وأنتم في طليعتهم، طالبوني بالعودة عن القرار، ولم يكن أمامي غير أن أطيع نداء إخوان الصفا”.
تابع: “رحم الله الماضي، وأعاذنا من الحاضر، وأجارنا من المستقبل. من الحق والواجب، ونحن أمام ما يجري في العالم من تغيرات، أن نبحث عن ملامح القابل من أيامنا، وأن نسأل ونراجع أنفسنا؛ على أي نحو نريد أن نكون؟ ومن الأمور التي ينبغي أن ندركها وأن نعي دلالاتها وعيا عميقا؛ أنه ليس بمقدور أي مجتمع أن يقوم إذا مزج السياسة بالدين. إننا نواجه خطرا لم يسبق لنا أن واجهناه من قبل. فطائفة الموحدين الدروز ضعفت، وتحولت إلى طائفة مهددة بالتفكك والتحلل، وهما نتيجة الفروقات الاجتماعية. ألا يحق لنا أن نسأل أين المؤسسات التي من شأنها التقليل من هذه الفروقات؟ وإلى متى غياب الذمة في إدارة الأوقاف؟. التفكك والتحلل هما أيضا نتيجة اختراق الصف الديني للأسف. فالذين لا يتقون عن إخوانهم وأبناء طائفتهم مصائب التفرقة التي ترهقهم، هم الذين لا يملكون وعيا سياسيا ولا خلقيا ولا يخشون الله. إنني كموحد درزي، متألم للعبث العقلي والخلقي، حيث لن يبقى لنا ما نقهر به الشرور والنزوات”.
وختم:” أيها الاخوة، طيبوا نفوسكم وارفعوا رؤوسكم، نحن وإياكم في إنتظار القادم. لن يكون انطلاقا نحو المستقبل، إلا بمعيار نطاوله، هو سماء القيم التي تهدينا، كلما أريد لنا التيه”.
=========== ج.س
مصدر الخبر
للمزيد Facebook