آخر الأخبارأخبار محلية

الكل مأزوم…بدءًا بـحزب الله وصولًا إلى القوات اللبنانية

قد يكون التأزم هو القاسم المشترك بين جميع القوى السياسية، بالجملة والمفرق. لا أحد من هذه القوى الممثلة في المجلس النيابي فوق رأسه خيمة. الجميع مأزومون. ونكاد نجزم بأن لا إستثناءات. نبدأ من الكتل الأكثر تمثيلًا وصولًا إلى الأقّليات النيابية، من حيث عدد النواب.  والتأزيم ليس بالضرورة في اللاعلاقة بين القوى السياسية المتخاصمة، بل هو بالتحديد داخل كل فريق. والدليل أن “الورقة البيضاء” لا تزال هي “بيضة القبان” في المشهد الرئاسي، حيث حصلت على أعلى نسبة أصوات (47) في آخر مسرحية مجلسية. وهذا الدليل كاف وحده للإضاءة على مدى التأزم، الذي يعاني منه “معسكر الممانعة”، مع ما يسبّبه هذا الأمر من حالات تضعضع داخل “البيت الواحد”. وهذا الواقع مسيطر أيضًا على المنخفض الجوي داخل “المعسكر السيادي”.

بداية التأزم داخل “المعسكر الممانع” ناتجة عن رفض رئيس “التيار الوطني الحر” السيد جبران باسيل ترشيح رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية. وهذا الموقف أحرج “حزب الله”، الذي يجد نفسه، وللمرة الأولى، حجرًا بين شاقوفين، خصوصًا أن أمينه العام السيد حسن نصرالله سبق له أن وصف الأثنين بأنهما عيناه، اللتان لا يمكن أن يميّز بينهما في التفاضلية. ولكن واقع المعركة الرئاسية، ولإسباب كثيرة، فرض على “الحزب” الذهاب إلى هذه المعركة بخيار فرنجية، لأنه يعرف أن “بضاعة” باسيل الرئاسية “غير بيّعة”، نظرًا إلى العداوات الكثيرة التي إبتدعها مع الجميع، بدءًا بحليف “حزب الله” اللصيق، الذي لا يمكن أن يتخّلى عنه حتى ولو أطبقت السماء على الأرض. فالرئيس نبيه بري وحركة “امل” بالنسبة إلى “الحزب” ليس فقط خطًّا أحمر، بل هو مجموعة ألوان تكمّل مشهدية “الثنائية الشيعية”، وهي كما يُقال بـ”العامية” مثل “الظفر على اللحم”. لا شيء يفرّق بينهما حتى ولو كان هذا الشيء إسمه جبران باسيل، الذي لا يزال يرى أنه الأحقّ بالرئاسة أكثر من أي مرشح آخر، أولًا لإعتقاده أنه “زعيم” أكبر كتلة مسيحية، وثانيًا لأنه تتلمذ جيدًا على يدي الرئيس السابق ميشال عون “رئاسيًا”، وقد رأى جميع اللبنانيين ما كانت عليه النتيجة.

“مصيبة” “حزب الله” أنه غير قادر على فكّ تحالفه مع باسيل. وهذا الأمر يعرفه “الحبيب المدلّل”. وعلى هذا الأساس يتصرّف ويرشق “كل مين طلع بدربو” بحجارة المواقف الإستفزازية. فـ”حزب الله”، وعلى رغم إنزعاجه منه لا يزال في حاجة إليه، أقّله ظاهريًا وشكلًا. وهذه الحاجة هي التي تجعله يتمسّك بخيار “الورقة البيضاء حتى إشعار آخر، وبتعطيل نصاب الدورات التي تلي الدورة الأولى في الجلسات الإنتخابية. 

أمّا التأزم في “المعسكر السيادي” فيتجسد في عدم قدرة “القوات اللبنانية”، والتي لديها أكبر كتلة نيابية في هذا “المعسكر” على رفع عدد الأصوات المؤيدة لخيار ترشيح النائب ميشال معوض ليصل إلى حدود الخمسين مثلًا. وهذا التأزم ناتج عن ميوعة ظاهرة لدى بعض الكتل النيابية، التي تُصنَّف في خانة المعارضة، والتي تم إحتساب أصواتها على أساس الـ 67 نائبًا مقابل 61 نائبًا لـ”المعسكر الممانع”، من دون أن تُفهم حتى الآن تخريجة حصول الرئيس نبيه بري على 65 صوتًا في إنتخابات رئاسة المجلس، وكذلك بالنسبة إلى نيابة الرئاسة.

هذه “الميوعة” لا تزال هي الطاغية على مسلسات “المسرحية الرئاسية”، التي لم يعد فيها عناصر تشويقية، حيث يجد المتابعون مشاهد هزلية لا ترقى إلى مستوى الدراما، التي يعيشها اللبنانيون في كل زاوية من زوايا الحرمان في بلد يُحكم من دون رئيس للجمهورية أو حكومة كاملة المواصفات.
وما زاد هذا التأزم تأزّمًا ما بدأ يسمعه المراقبون من “زكزكات” بين “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب اللبنانية” حول نصاب الجلسات، مع ما يبلغ “معراب” من أصداء حول تململ “كليمنصو” من مراوحة ترشيح معوض في المكان نفسه.

كل هذه الأمور مجتمعة تُدخل الجميع في “شرنقة” التأزم، مع عدم إستبعاد فرط التحالفات الكبرى القائمة على مصالح ظرفية.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى