آخر الأخبارأخبار محلية

جلسات الانتخاب بلا انتخاب: الترئيس غير الترشيح


كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: يُنظر الى المواجهة المحوطة بالاستحقاق الرئاسي الحالي، في بُعده المحلي الضيّق غير الكافي في نهاية المطاف لانجازه، على انها بين فريق مفرط في قوته وآخر مفرط في تفككه. عقدة التوازن الحقيقية الناشئة بينهما الحائلة الى اشعار آخر دون انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الفريق او ذاك، غير القادرة في المقابل على ضبط التوازنات الداخلية والتعامل معها على انها نهائية تبنى عليها التوقعات والحسابات شتى. من بينها:
1 – القيد الدستوري الملزم في المادة 49 نصاً وعُرفاً، ان البرلمان لا يلتئم لانتخاب الرئيس ما لم تجتمع غالبية ثلثيه حضوراً في كل دورات الاقتراع. على نحو كهذا، فإن كلا من الطرفين المتباعدين، الثنائي الشيعي وحلفائه كما الفريق الآخر (وليد جنبلاط والمعارضون والتغييريون)، يملك الثلث المعطل التئام المجلس من غير ان يملك او يسعه في اي وقت توفير الثلثين المقرِّرين للانتخاب. ذلك هو السياق المعتمد الى الآن في ظل يقين الجميع انه ليس اوان الانتخاب الجدي. اما المؤكد ايضاً فهو ان آلية الانتخاب وفق المادة 49 اضحت امراً واقعاً لا رئيس للجمهورية خارج شروطها.

Advertisement

2 – «عداوة الكار» – تبعاً لوصف سليمان فرنجيه – تحت وطأة التنافس داخل كل تحالف وائتلاف. اول اعداء الكار هم الموارنة ما داموا اكثر المعنيين بالاستحقاق الرئاسي: خلافات احزابهم وتياراتهم وتناحرهم على السلطة والاستئثار سواء بين افرقاء قوى 8 آذار كما بين المردة والتيار الوطني الحر، او بين الاعداء التاريخيين كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمردة وحزب الكتائب. عداوة الكار نفسها نشبت بين التغييريين والمستقلين المتعذر عليهم الاتفاق على مرشح يمثل تقاطع وجهات نظرهم المتباينة وخياراتهم.
3 – ربما هي مفارقة ان لا يستقل وليد جنبلاط هذه المرة حيال الاستحقاق الرئاسي بمرشح يسميه هو، من دون ان يتيقن من انه سيفوز. ليس مرشحه الا احد وسائل تصويب التوازنات وتسهيل التنازلات. لاسباب هو اكثر العارفين بها يكتفي الآن بالتفرج على الاستحقاق من الشرفة، وإن مثابراً على تأييد معوض. كلا الفريقين يتشبث به، الذي معه والذي ينتظره في ما بعد، دونما ان يتمسك هو بأحدهما. الا انه اضحى حاجة لكل منهما. مَن لا يزال يتذكر، انه رشح عشية نهاية ولاية الرئيس امين الجميّل عام 1988 الماروني انطوان الاشقر عضو حزبه، ورشح على مرّ الاستحقاقات التالية جان عبيد، ثم رشح لانتخابات 2014 عضو كتلته النيابية هنري حلو. قبله رشح والده الراحل كمال جنبلاط جميل لحود لانتخابات 1970 فنال 5 اصوات، ومن قبل في استحقاق 1964 رشح عبدالعزيز شهاب لخلافة الرئيس فؤاد شهاب وكان عضو كتلته النيابية عامذاك.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى