آخر الأخبارأخبار دولية

نحتاج لتحرك فعلي وليس لمؤتمرات المناخ وحياة الناس أهم من الفن


نشرت في: 01/11/2022 – 16:45

تشهد بريطانيا ودول أوروبية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول حوادث تسبب فيها ناشطون بيئيون خصوصا من منظمة Just stop Oil أو “فقط أوقفوا النفط”، طالت متاحف ومعارض ومرافق عامة وسياحية، في خطوة قال منفّذوها إن هدفها التوعية بأزمة المناخ، لكنها أثارت انتقادات من أوساط فنية ورسمية اعتبرتها أعمالا “تخريبية” محذرة من آثارها العكسية. لتسليط الضوء على هذه القضية، حاورنا أليكس دي كونينغ المتحدث باسم المنظمة.

أطلق ناشطون مدافعون عن البيئة والمناخ خصوصا أعضاء منظمة “فقط أوقفوا النفط” سلسلة من الحوادث منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول عبر دول أوروبية عدة، استهدفوا خلالها أعمالا فنية تاريخية شهيرة معروضة في المتاحف، وأيضا مواقع سياحية ومرافق عامة، للتحذير من المخاطر المناخية قبل انطلاق قمة المناخ “كوب27” بمصر في الفترة ما بين 6 و18 نوفمبر/تشرين الثاني، بمشاركة أكثر من 30 ألف مندوب بينهم ممثلون لنحو 200 دولة.

  • منظمة “فقط أوقفوا النفط”.. من هي؟

منظمة “فقط أوقفوا النفط” البريطانية عبارة عن ائتلاف يضم عدة مجموعات تدافع عن البيئة، هدفها ضمان التزام الحكومة البريطانية بوضع حد لكافة التراخيص والموافقات الجديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري وتطويره وإنتاجه. وهي تعتبر أن “المقاومة المدنية وسيلة قوية للمطالبة بدون عنف بالحقوق والحرية والعدالة” وترى أنه “حين يشن الناس المقاومة المدنية اللاعنفية، فهم يستخدمون تكتيكات مثل الإضرابات والمقاطعات والاحتجاجات الجماهيرية والتعطيل”.

وكانت المنظمة لفتت الانتباه خصوصا في صبيحة 17 أكتوبر/تشرين الأول بعدما تسلق اثنان من أعضائها وهما مورغان ترولاند (39 عاما) وماركوس ديكر (33 عاما)، جسر دارتفورد على الطريق السريع فوق نهر التايمز قرب لندن، ما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة. جاء هذا التحرك بعد إلقاء نشطاء آخرين حساء الطماطم على لوحة “عباد الشمس” الشهيرة للفنان فنسنت فان جوخ المعروضة في المعرض الوطني بالعاصمة البريطانية.


بالتزامن مع سلسلة حوادث شبه يومية في بريطانيا، حاولت شابة من المنظمة الأحد إلقاء الحساء على لوحة فنية معروضة في متحف “أورسيه” الشهير بباريس. ورفض المتحف الذي يؤوي أعمالا فنية لبعض أشهر الفنانين الأوروبيين مثل بول سيزان، بول غوغان، فينسنت فان جوخ، إدوارد مانيه، وكلود مونيه، تسمية اللوحة التي استهدفت.

وفي لاهاي غرب هولندا، شهد متحف “موريتشويس” الخميس حادثا مماثلا استهدف لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” للفنان يوهانس فيرمير، على يد ناشطين من نفس المنظمة ألصقوا أيديهم على الجدار قبل رش ما يشبه صلصة الطماطم عليها، ما ألحق أضرارا طفيفة بإطار اللوحة، حسب ما أوضح المتحف.

وفي متحف برلين للتاريخ الطبيعي، ألصقت ناشطتان من حركة (ذا لاست جينيريشن) أو “الجيل الأخير”، نفسيهما الأحد بأحد الحواجز المحيطة بديناصور معروض مناشدين الحكومة تكثيف تدابيرها في مكافحة التغير المناخي.

  • مسؤولون ينتقدون “أعمالا تخريبية”

وتعليقا على سلسلة الحوادث تلك، صرح برنار بليستان الرئيس الفخري لمركز بومبيدو في باريس: “جميع المسؤولين في المتاحف يتخذون منذ وقت طويل تدابير ضد الأعمال التخريبية. هل يجب تعزيزها؟ بالتأكيد”.

كما اعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك في تصريحات لصحيفة “لو باريزيان” أن “هذا الأمر مريع! كيف يمكن لمنطق الدفاع عن المناخ أن يقود إلى تدمير عمل فني؟ هذا عبثي تماما”. وأشارت إلى أن بلادها “ليست بمنأى عن مهاجمة ناشط ما فاقد للمنطق للوحة”.


بدوره، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز الإثنين بشكل حاد نشطاء البيئة بعد أن استهدفوا أعمالا فنية شهيرة. وقال شولتز: “أشعر بحزن شديد حيال ما يحدث ويسعدني جدا أنه لم يصل إلى درجة يصاب فيها عمل فني لا يعوّض بضرر دائم”.

من جانبه، اعتبر مدير متحف باربيريني في مدينة بوستدام الألمانية أورتريد فيستهايدر أن هذه الحوادث أظهرت أن “المعايير الدولية المرتفعة لحماية الأعمال الفنية لم تعد كافية”، وذلك بعد حادث طاله الأحد.

ورأى مدير ومؤسس مجلة “لا تريبون دو-لاغ” الفنية الإلكترونية ديدييه ريكنر أن هذه الأعمال لها “مردود عكسي”.

لفهم مطالب هؤلاء النشطاء البيئيين والسبب وراء شنهم لسلسلة الحوادث تلك، طرحنا مجموعة من الأسئلة على Alex De Koning أليكس دي كونينغ الناطق باسم منظمة “فقط أوقفوا النفط” وهو أيضا طالب دكتوراه تخصص إنتاج الهيدروجين في جامعة نيوكاسل.

  • لماذا قررتم شن سلسة الحوادث تلك الآن تحديدا؟

نحن ندرك في منظمة “فقط أوقفوا النفط” أننا نعيش الآن على كوكب جديد أي أنه لم يعد كما كان في الماضي، وهو ما قد يؤشر إلى توقعات أحوال طقس متطرفة مستقبلا، كل هذا فيما تسعى حكومتنا (بريطانيا) إلى تطوير مصادر جديدة للنفط والغاز، وهذه المساعي هي بمثابة الخيانة والعمل المضر. لهذا لن نقف مكتوفي الأيدي ولن نسمح بحدوث هذا. لماذا علينا أن ننتظر أكثر؟ سيموت الآلاف من الناس خلال هذا الشتاء من البرد حيث إن منازلهم لا تتوفر على عازل حراري لحمايتهم. ثم إن فواتير الطاقة الخاصة بهم مرتفعة للغاية بشكل إجرامي رغم أنه في الإمكان تجنب هذا بسهولة. لا يسعنا الانتظار.

  • هل تنسقون مع منظمات بيئية أخرى أو ناشطين مناخيين؟

منظمة “فقط أوقفوا النفط” هي ائتلاف من الأفراد والجماعات الذين قرروا التجمع تحت شعار ومطلب واحد يتمثل في وقف استغلال النفط والغاز. نحن من بين الائتلافات التي تضم نشطاء المناخ ومنظمتنا تشكل شبكة تنتشر عبر 22 بلدا مختلفا، تستخدم كلها تكتيكات متشابهة لرفع مطالب التغيير لكن بشكل أفضل وفعال أكثر من السابق.

  • ألا تعتقدون أن استهداف الأعمال الفنية قد يضر بسمعة منظمتكم؟

لا يمكننا معرفة ذلك بشكل قطعي، لكن في المقابل لاحظنا تنامي الدعم لمنظمتنا منذ أن بدأت سلسلة الحوادث التي نظمناها منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ونرى أنها تستمر في النمو. وبالنسبة إلى أي شخص غاضب من حقيقة أننا استهدفنا شيئا ثمينا وبريئا مثل الأعمال الفنية، فلماذا لا يشعر هؤلاء بالغضب بعد فقدان 33 مليون شخص في باكستان لمنازلهم بسبب الفيضانات الأخيرة؟ ثم لماذا دفع إلقاء شخصين للحساء على لوحة معينة، مزيدا من الناس إلى التحدث عن أزمة المناخ؟ ما هو أثمن بالنسبة لكم؟ الفن أم الحياة؟


  • هل يتعاطف المجتمع المدني مع حركتكم الاحتجاجية؟

ما يمكن قوله في هذا الخصوص، هو أن استطلاعا حديثا تم إجراؤه في المملكة المتحدة، قد أظهر أن 66 بالمئة من السكان يؤيدون التحركات الموجهة لحماية البيئة والمناخ.

  • هل تخططون لشن حوادث مماثلة خلال قمة المناخ “كوب27” في مصر؟

سوف تستمر منظمة “فقط أوقفوا النفط” في ممارسة المقاومة المدنية ضد حكومتنا المؤذية إلى غاية أن تبدأ في العمل من أجل حمايتنا. تنطلق قمة “كوب27” في غضون أسبوع، لكن علينا أن نتذكر أنه خلال قمة “كوب26” لم يتم حتى ذكر النفط والغاز في الاتفاق النهائي. نحن نحتاج إلى تصرف يناسب حالة الطوارئ هذه. نحن بحاجة إلى العمل وليس إلى عقد المؤتمرات.

  • ماذا عن الملاحقات القانونية ضد ناشطيكم خصوصا بعد حادثة جسر دارتفورد؟

يقبع حاليا سبعة من أنصار منظمة “فقط أوقفوا النفط” في السجن بسبب مشاركتهم في أنشطة المقاومة المدنية السلمية، يحدث هذا فيما تستمر شركات الوقود الأحفوري في تحقيق أرباح مذهلة وهي تسبب فقرا لملايين العائلات وتدمر سبل عيش عشرات الملايين في جنوب الكرة الأرضية.

  • ما رمزية اللون البرتقالي بالنسبة لمنظمتكم؟

لماذا اخترنا اللون البرتقالي؟ ببساطة لأنه يعمل، ينجح في كل شيء. البرتقالي هو مزيج من الأحمر والأصفر أي أنه يجمع بين الشغف الأول والأمل الأخير.

 

أمين زرواطي

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى