آخر الأخبارأخبار محلية

عون في «قصر الرابية»… رئيساً ليوم واحد

كتبت صحيفة”الراي الكويتية”: يغادر الرئيس ميشال عون بعبدا قبل يوم واحد من إنتهاء ولايته. إختيار اليوم ما قبل الأخير، مردّه إلى الرغبة في أن يعود بمواكبةٍ شعبية من مناصري «التيار الوطني الحر»، وعسكرية يؤمّنها الحرس الجمهوري بصفته رئيساً للجمهورية، مع فريق عمله الرئاسي، وبجدولٍ أعمال ليومين فحسب كرئيس للبلاد في قصر الرابية. فيتكرّس بذلك مقرّ الرابية قصراً رئاسياً ولو لمدة 48 ساعة، مع رئيسٍ تَنَقَّلَ بين «قصر الشعب» في بعبدا في التسعينات ثم القصر الرئاسي، ليعود إلى قصر الرابية، حاملاً معه ستة أعوام من المعارك والخيبات والإنجازات التي وحده «التيار الوطني الحر» يراها كثيرة.

لكن في الرابية هناك يوم آخَر، يوم يعود عون رئيساً سابقاً ورئيساً فخرياً لـ «التيار الوطني الحر» الذي رفع شعار «معك مكملين» فيصبح زعيماً سياسياً بقي مناصرو حزبه مُخْلِصين له مع كل العثرات والفشل الذي رافق عهده. فأي رئيس سابق يمكن ان يكون عليه عون في الرابية: على غرار الرئيس اميل لحود أو ميشال سليمان وكلاهما لم يرسخا دوراً زعماتياً بعد إنتهاء مهامهما، أم يتمثل بسليمان فرنجية وكميل شمعون وأمين الجميل الذين حضروا بقوة في المشهد السياسي بعد تقاعدهم الرئاسي؟

يختلف عون عن النماذج الرئاسية السابقة، كونه أطلق في عام 1989 تياراً شعبياً أصبح حزباً سياسياً لديه كتلة نيابية ووزراء وقاعدة شعبية ما زالت تواليه منذ اليوم الأول حين أطلق صرخة «يا شعب لبنان العظيم». وعون المعجون بالسياسة سيختلف كثيراً بعد إنتهاء معاركه الرئاسية والحكومية والنيابية عن الجنرال الذي عاد من باريس حاملاً مجموعة من الأهداف على رأسها وصوله إلى القصر الجمهوري.
ورغم أن الجعبة التي إستوعبت معاركه أصبحت في عهدة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إلا أن من الصعب على عون أن يترك الساحة السياسية ويتخلّى عن دوره وإطلالاته التي بدأت حتى قبل مغادرته. إضافةً إلى ان «التيار» وباسيل سيستفيدان منه ومن حضوره في خوض المعارك السياسية من الآن وصاعداً، وهي ستكون كثيرة، في ظل الفراغ الرئاسي.
ومع ذلك ستحصل متغيرات كثيرة بفعل لقب الرئيس السابق. فالمتغيّر الأول سيحصل داخل «التيار الوطني» الذي عانى في الأشهر الأخيرة توترات داخلية نتجت عن خلافات بين مسؤولين حزبيين مع باسيل. وبعض قادة «التيار» من المعترضين على إدارة رئيسه ظلّوا على إنكفاء تحت شعار الحفاظ على موقع الرئاسة وإحتراماً لوجود عون في القصر. لكن بعد 31 تشرين الاول يتحلل كثيرون من التزامات حزبية وعاطفية في علاقتهم بعون.

المتغيّر الثاني هو أن غالبية القادة السياسيين والأمنيين على خلاف مع عون ومع باسيل بطبيعة الحال. وهذا يقلّص إلى الحد الأدنى إحتمالات «الحج السياسي» إلى الرابية، بعدما أكثر عون من خصوماته. حتى أن جدول أعماله في القصر الرئاسي ولا سيما في السنة الأخيرة، أصبح محصوراً ببضع وفود رسمية خارجية، ولقاءات مع مجموعات وشخصيات مؤيدة له. وهذا الأمر سيتفاقَم بعد خروجه من القصر ليتراجع تأثيره السياسي.
والمتغيّر الثالث سيطال باسيل، لأن انتهاء العهد يُفْقِدُه الكثير من الأجنحة التي إستظلها خلال وجود عون في القصر. وباسيل الذي يرأس حزباً سياسياً واسع الإنتشار، لن يكون في منأى عن التأثيرات التي ستطاله بعد ان يصبح كفيله الشرعي خارج القصر الرئاسي. وإستثمار أي حَدَث كمثل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ينتهي مفعوله عند حصول حَدَث جديد. فمهما كابَرَ باسيل في التعامل مع انتهاء العهد على أنه لن يغيّر في واقع التيار السياسي شيئاً، فإن خصوم عون وباسيل ينتظران اللحظة المناسبة للإنقضاض على تِركة عون السياسية، كما على واقع إدارة باسيل للحركة السياسية مكلَّفاً من رئيس الجمهورية. لكن هذه المهمة إنتهتْ، وباسيل يعود رئيس حزب سياسي مثله مثل رؤساء الأحزاب السياسية مع فارق وجود حليف له هو «حزب الله».


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى