آخر الأخبارأخبار دولية

كوريا الشمالية تطلق صاروخين بالستيين لرابع مرة خلال أسبوع وواشنطن تحذر من الرد على تجربة نووية محتملة


أعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية أنها رصدت قيام بيونغ يانغ بإطلاق صاروخين بالستيين صباح السبت، في رابع عملية من نوعها خلال أسبوع. في هذه الأثناء حذر الجيش الأمريكي من أن واشنطن سترد في حال إجراء كوريا الجنوبية تجربة نووية متوقعة في النصف الثاني من شهر تشرين الأول/أكتوبر أو مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.

أفاد الجيش الكوري الجنوبي أن جارته الشمالية أطلقت السبت صاروخين بالستيين، في رابع عملية إطلاق من هذا النوع خلال أسبوع، وذلك بعد إجراء سول وطوكيو وواشنطن الجمعة تدريبات مشتركة على التصدي للغواصات.

وأعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية أنها “رصدت صاروخين قصيري المدى أطلقا بين الساعة 6:45 والساعة 7:03 من منطقة سونان في بيونغ يانغ” باتجاه بحر اليابان.

وأوضحت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان أن الصاروخين “حلقا لنحو 350 كلم على علو 30 كلم بسرعة 6 ماخ”، واصفة عملية الإطلاق بأنها “استفزاز خطير”.

كما أفادت اليابان عن إطلاق مقذوفين يرجح أنهما صاروخان بالستيان مشيرة إلى أنهما أنهيا مسارهما خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. وقال نائب وزير الدفاع الياباني توشيرو إينو إن الصاروخين “تبعا مسارين غير منتظمين على ما يبدو”.

وأشار إلى أن “كوريا الشمالية ضاعفت عمليات إطلاق الصواريخ بوتيرة غير مسبوقة”.

وأوضح خبراء أن المسار غير المنتظم يظهر قدرة الصواريخ على المناورة في الجو، ما يزيد من صعوبة اقتفائها واعتراضها.

وأعلنت القيادة الأمريكية في المنطقة في بيان أن عمليتي الإطلاق الأخيرتين تؤكدان “قدرة برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية غير القانونية (لبيونغ يانغ) على زعزعة الاستقرار”.

وأجرت سول وطوكيو وواشنطن الجمعة تدريبات ثلاثية على مكافحة الغواصات لأول مرة منذ خمس سنوات، وذلك بعد أيام على مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأمريكية والكورية الجنوبية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية.

وكانت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الخميس في سول وزارت المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، خلال رحلة كان هدفها التأكيد على التزام واشنطن “الثابت” بالدفاع عن كوريا الجنوبية بوجه الشمال.

وكثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظل تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، فأجرت عددا قياسيا من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرت قانونا جديدا يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردا على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة تجعل بحسبها وضعها كقوة نووية أمرا “لا رجوع فيه”.

زيارة كامالا هاريس

وأجرى الشمال خلال زيارة كامالا هاريس تجارب صاروخية فأطلق صواريخ بالستية قصيرة المدى الأحد والأربعاء والخميس بعد ساعات قليلة من مغادرة نائبة الرئيس الأمريكي.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 28500 جندي في كوريا الجنوبية لحمايتها بوجه هجوم قد يشنه الشمال.

وكثف البلدان منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي يون سون يول مهامه في أيار/مايو مناوراتهما المشتركة التي يؤكدان أنها محض دفاعية فيما تعتبرها بيونغ يانغ تمرينا على عملية اجتياح.

وقبيل وصول هاريس إلى سول، وصلت حاملة طائرات أمريكية إلى كوريا الجنوبية للقيام بتدريب بحري مشترك، في عرض قوة موجه إلى بيونغ يانغ.

وقال ليف إريك إيسلي الأستاذ في جامعة إيوا في سول إن “تجارب الصواريخ البالستية القريبة المدى التي تجريها كوريا الشمالية أقل اهمية من تجربة نووية، لكنها على الرغم من ذلك تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي” مشيرا إلى أن التوقيت الذي تم اختياره كان “استفزازيا”.

وأوضح أن بيونغ يانغ “تحدث أسلحتها بسرعة وتغتنم انقسام العالم بفعل الخصومة بين الولايات المتحدة والصين وضم روسيا أراضي أوكرانية جديدة”.

ورأى أن “أعمال بيونغ يانغ تؤكد مرة جديدة بوضوح على ضرورة أن تعزز واشنطن وسول ردعهما العسكري وتشدد العقوبات الاقتصادية وتكثف التنسيق (الاستراتيجي) مع طوكيو”.

واشنطن تحذر

حذر مسؤولون كبار في القيادة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من هونولولو من أن الولايات المتحدة سترد في حال إقدام كوريا الشمالية على تجربة نووية يرجح أن تجريها خلال الأسابيع المقبلة، معتبرين أن ذلك سوف “يبدل الوضع” في المنطقة.

وأتى الإعلان بعد التجربة الصاروخية لبيونغ يانغ وبينما تستعد على ما يظهر للقيام بتجربة نووية بعد المؤتمر المقبل للحزب الشيوعي الصيني الذي يبدأ في 16 تشرين الأول/أكتوبر، على ما أفاد مسؤول في القيادة العسكرية الأمريكية للهند والمحيط الهادئ (إندوباكوم).

وأوضح المسؤول طالبا عدم كشف اسمه “أعتقد أن احتمال القيام بتجربة مرجح أكثر بعد أسبوع أو أسبوعين على المؤتمر”.

ويتوافق هذا الرأي مع ترجيحات أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية التي ترى أن هذه التجربة النووية الأولى منذ 2017 قد تجري بين 16 تشرين الأول/أكتوبر وانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر.

وإذ أشار قائد الأسطول الأمريكي في المنطقة الأدميرال سام بابارو إلى أنه لم يتم إثبات أي رابط بين تجارب بيونغ يانغ البالستية الأخيرة واحتمال قيامها بتجربة نووية، أقر بأن مثل هذا التطور سيكون “مصدر قلق شديد”.

وأضاف “سيكون ذلك مقلقا جدا، وسيكون هناك رد”.

وأوضح أن “الرد سيتم بالتشاور الوثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي وسيكون بموجب عقيدة الردع المتكامل التي نتبعها، ويتضمن كل عناصر السلطة الأمريكية” الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية.

أمر “غير اعتيادي”

واعتبر قائد القوات الجوية في المنطقة الجنرال كين ويلسباك أن فكرة امتلاك كوريا الشمالية سلاحا نوويا مثيرة للمخاوف خصوصا وأن نظام بيونغ يانغ لا يعتبر هذا النوع من الأسلحة أداة ردع غير معدة للاستخدام.

ولفت إلى أنهم “هددوا باستخدام هذه الأسلحة ضد جيرانهم وحتى ضد الولايات المتحدة، وهذا غير اعتيادي … الدول الأخرى التي تمتلك هذه الأسلحة لا تتحدث بهذه الطريقة ولا بد أن يثير الأمر مخاوف الجميع”.

وقال الجنرال ويلسباك إنه في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، فإن ذلك “سيبدل حتما الوضع” في المنطقة و”سيكون مصدر قلق للعديد من الدول، أعتقد أن هذا سيقلق حتى الصين وروسيا”.

أجرت بيونغ يانغ ست تجارب نووية منذ 2006، كانت أخرها في 2017 وكانت الأقوى إذ بلغت قوتها 250 كيلوطن. وتحدثت بيونغ يانغ عن قنبلة هيدروجين.

وأظهرت صور عبر الأقمار الاصطناعية في الأشهر الأخيرة مؤشرات على نشاط في نفق داخل موقع بونغيي-ري للتجارب النووية.

وأكدت بيونغ يانغ أنها دمرت هذا الموقع في 2018 قبل قمة تاريخية بين كيم والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شكلت بداية لمرحلة حوار لم تدم طويلا ولم تأت بنتيجة.

وبمواجهة خطاب بيونغ يانغ الحربي، استأنفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوراتهما المشتركة المعلقة منذ 2018 بسبب وباء كوفيد-19 والتقارب الدبلوماسي العابر بين سول وبيونغ يانغ.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى