آخر الأخبارأخبار دولية

لا… هذا الفيديو لا يظهر موكب لاجئين سوريين في طريقهم إلى أوروبا

نشرت في: 27/09/2022 – 16:43

هل توجه موكب لاجئين سوريين قادمين من تركيا إلى حدود الاتحاد الأوروبي؟ هذا ما يدعيه أصحاب عدة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 10 أيلول/ سبتمبر 2022. ولكن مقطع الفيديو الذي يعتمدون عليه يعود تاريخ تصويره في الحقيقة إلى سنة 2015. وبخصوص وجود الموكب، فإنه ما زال مجرد فكرة في الوقت الحاضر.

عملية التحقق في سطور

  • منذ يوم 10 أيلول/ سبتمبر 2022، يؤكد أصحاب حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي أن مقطع فيديو يظهر “موكب الأنوار” والذي يضم 40 ألف لاجئ سوري في تركيا بصدد التوجه إلى الحدود مع الاتحاد الأوروبي.
  • ولكن تاريخ التقاط الفيديو يعود في الواقع إلى سنة 2015 ويظهر لاجئين على الحدود بين تركيا وسلوفينيا.
  • وتم إيقاف مشروع “موكب الأنوار”، الذي كان اللاجئون السوريون يأملون من خلاله في الفرار من تركيا بسبب تعاظم العنصرية، من قبل منظميه يوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر 2022.

عملية التحقق بالتفصيل

منذ يوم 10 أيلول/ سبتمبر 2022، تنشر حسابات على تويتر وفيس بوك مقطع فيديو يظهر لاجئين سوريين بصدد مغادرة تركيا في اتجاه الحدود مع الاتحاد الأوروبي. وتم تقديم هذه الرحلة التي تضم “أكثر من 40 ألف لاجئ” سوري حسب مستخدمي الإنترنت، تحت اسم” موكب الأنوار”.

حيث حصدت تغريدة باللغة الإنكليزية تضمنت هذا الشريط المسجل نحو 70 ألف مشاهدة فيما حصد منشور لنفس المقطع المصور باللغة الفرنسية أكثر من 14 ألف مشاهدة. كما تم تداول نفس مقطع الفيديو، الذي يظهر موكبا طويلا يعبر الحقول، في حسابات ناطقة باليونانية والتركية والنمساوية.

“تجاوب آلاف اللاجئين مع حملة أطلقها ناشطون وتهدف لتنظيم رحلة جماعية من تركيا في اتجاه أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا. وتم إطلاق الحملة التي حملت اسم” موكب الأنوار” على تطبيق تلغرام. ووصل عدد المشاركين في إحدى المجموعات على التطبيق إلى 40 ألف مشترك” هذا ما تم قوله في بداية الشريط المسجل باللغة العربية.

صورة ملتقطة من الشاشة من تغريدة على تويتر باللغة الفرنسية نشرت يوم 12 أيلول/ سبتمبر 2022 مدعين أنه يظهر موكب لاجئين سوريين بصدد التوجه نحو أوروبا. © مراقبون

ولكن مقطع الفيديو الذي تم تداوله مع هذه المنشورات قديم. فمن خلال القيام ببحث عكسي عن الصورة من خلال محرك البحث (ياندكس)، يمكن لنا أن نعثر على نفس مقطع الفيديو، الذي نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية في 26 أيلول/ أكتوبر 2022. ويوثق مقطع فيديو آخر نشر في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2015 على قناة تشانيل فور نيوز Channel 4 news على فيس بوك نفس هذه الصور.

ويظهر الشريط المسجل، الذي تم التقاطه عبر طائرة مسيرة في وقت كانت فيه أوروبا تواجه موجة هجرة كبيرة، في الحقيقة مهاجرين على الحدود بين سلوفينيا وكرواتيا. وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015، دخل أكثر من 60 ألف مهاجر إلى سلوفينيا في غضون أسبوع واحد، ما جعل الوضع الإنساني صعبا المجاراة في القرى الحدودية.

وفي المحصلة، فقد تم إخراج هذه الفيديو من سياقه من قبل أصحاب الحسابات المذكورة عند حديثها عن خبر جديد.

صورة ملتقطة من الشاشة لعملية بحث عكسي عن الصورة على موقع ياندكس، والذي سمح بالعثور على النسخة الأصلية من مقطع الفيديو، والذي نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2015.

صورة ملتقطة من الشاشة لعملية بحث عكسي عن الصورة على موقع ياندكس، والذي سمح بالعثور على النسخة الأصلية من مقطع الفيديو، والذي نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2015. © مراقبون

صورة مراقبون.

ما الذي نعرفه حتى الآن عن “موكب الأنوار”

ولكن يبقى أن “موكب الأنوار” هي فكرة بصدد البلورة على أرض الواقع.

وكان هدف هذه المبادرة جمع أكثر من 3,5 مليون لاجئ سوريا من الذين يعيشون في سوريا وتشكل قافلة تسعى للوصول جماعيا إلى الحدود مع الاتحاد الأوروبي.

خلال الأشهر الأخيرة، قال هؤلاء اللاجئون أنهم يواجهون حملة عنصرية متعاظمة في خضم وضع اقتصادي متدهور في تركيا. ويخشى عدد منهم أيضا من أن يتم إجبارهم على العودة إلى بلدهم الأصلي الذي غادروه هربا من الحرب التي اندلعت في البلاد في سنة 2011.

ودعا أصحاب هذه المبادرة المنظمات الإنسانية والدولية ووسائل الإعلام لدعمهم.

وحسب صحيفة ذي غارديان، فإن أكثر من 85 ألف شخص انضموا إلى مجموعة في تطبيق تلغرام مخصصة لتنظيم القافلة، والذي تم إطلاقها في 4 أيلول/ سبتمبر 2022. ونرى في هذه المجموعة على تلغرام صور ملتقطة من مقطع الفيديو الخارج عن السياق الحالي.

لقطة شاشة من مقطع فيديو نُشر في 12 سبتمبر 2022، يتضمن لقطات قديمة للاجئين، بالإضافة إلى لقطة شاشة من مجموعة Telegram المخصصة لتنظيم القافلة.

لقطة شاشة من مقطع فيديو نُشر في 12 سبتمبر 2022، يتضمن لقطات قديمة للاجئين، بالإضافة إلى لقطة شاشة من مجموعة Telegram المخصصة لتنظيم القافلة. © مراقبون

ولكن هذه “القافلة” ما زالت إلى حد الآن مجرد فكرة قيد الدرس. وأشارت رسائل  نشرت يوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر 2022 على هذه المجموعة على تطبيق تلغرام إلى أن المنظمين قرروا إيقاف المبادرة التي لم يتم تحديد المسؤول عليها بشكل واضح.

“نريد من كل شخص منكم العودة إلى بيته وعدم تصديق الشائعات. أولئك الذين دعموا هذه القافلة هم عصابات كان هدفهم طردكم من تركيا في اتجاه سوريا. الحمد لله، اكتشفنا هذا الأمر قبل أن يفوت الأوان” هذا ما نقرأه في الرسالة المنشورة في المجموعة. ولم يتم خروج أي موكب لاجئين كبير في اتجاه أوروبا إلى حد الآن.

ومنذ ذلك الحين، تم الإعلان عن انطلاق وشيك لقافلة لاجئين سوريين في اتجاه حدود الاتحاد الأوروبي على حسابات أخرى في تطبيق تلغرام ولكنها لم تنجح سوى في تجميع عدد أقل من المشاركين مقارنة بالمجموعة الأولى، ولم يتم التأكد من صدقية نوايا هذه المجموعات.

ومهما يكن من أمر، لم ينطلق موكب يضم “40 ألف لاجئ سوريا” حتى يوم 10 أيلول/ سبتمبر 2022 أي عندما بدأ تداول هذه المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى