آخر الأخبارأخبار محلية

لعبة الدولار والمصارف: الخديعة


كتب طوني عيسى في ” الجمهورية”:على رغم التباينات بين التفسيرات، فإنّها تتقاطع حول حتميات معينة، أبرزها:
1- انهيار الليرة لا قعر له.
2- القطاع المصرفي وصل إلى استحقاق حاسم، ومصير الودائع بات أكثر ضبابية.

3- الانهيار يُستخدم سياسياً لضرب النظام الذي يقوم عليه البلد، وإنتاج آخر يُثبِّت توازنات جديدة.
4- سقوط المؤسسات، الواحدة تلو الأخرى، سيتواصل خدمةً للسقوط الكبير الذي يبدو أنّ جهات متضاربة تعمل له وتريد أن تستفيد منه، في الاتجاهين: سواء بهدف انتزاع البلد من يد “حزب الله” أو على العكس بهدف تكريس نفوذه.
ما يجري اليوم يبدو في الواقع رصاصة الرحمة على ما بقي من الهيكل اللبناني الذي يبدو أنّه متجّه إلى السقوط الكامل: فـ”حزب الله” يريد كسر المحاولات الرامية إلى انتزاع البلد من يديه، وهو يبني التحصينات التي توفّر له الحماية. وخصوم “الحزب” يسعون إلى إلحاق الهزيمة بـ”الحزب”، ولو أدّى ذلك إلى انهيار كل شيء في البلد.
 
في هذا الخضم، أركان المال والسلطة يريدون النجاة بالتجاوزات التي ارتكبوها. وهم يستغلون الظرف السياسي لتحقيق مكاسبهم الخاصة. وعلى الأرجح، هم مستعدون لخدمة أي طرف سياسي، داخلي أو خارجي، شرط أن يساعدهم في تحقيق أهدافهم.

وفي تقدير هؤلاء، أنّ الفرصة مؤاتية لتكرار سيناريو 17 تشرين الأول 2019، عندما تمَّ إغلاق المصارف “على المجهول” وأطلق العنان للدولار. وفي الظلّ، جرى إطلاق يد منظومةٍ تمّ اختيارها بعناية، تحظى بالحمايات السياسية كافة، وقوامها صرّافون ومصرفيون وتجّار شرعيون وغير شرعيين، تساوم المودعين على ودائعهم فتشتريها بأبخس الأثمان.
على مدى أكثر من 3 سنوات، تخلّصت المصارف من قسم كبير من ودائع الناس العاديين، باستخدام لعبة الدولار وبيع الشيكات وتعاميم مصرف لبنان، ما فتح الأبواب للمهرّبين وبعض التجار كي يسطوا على الودائع بطرق غير مباشرة.
 
اليوم، تدخل الدولة اللبنانية في مرحلة انهيار يعتقد البعض أنّها الأخيرة. وخلالها، يدور صراع قاتل: مَن سيبقى ومَن سيموت؟ وعلى الأرجح، وجد حيتان المال والسلطة فرصة للنجاة برؤوسهم، وتكرار الخديعة التي استخدموها بعد 17 تشرين.
 
ولأنّهم يرفضون أي دعم من الخارج، ما دام مشروطاً بالإصلاح، فإنّ هؤلاء الحيتان يأملون هذه المرة بالقضاء على ما تبقّى من ودائع وإراحة أنفسهم من الأعباء. وفي اعتقادهم، أنّ تحقيق ذلك لن يكون صعباً، ما دامت تجربة “الثورة” في 17 تشرين قد انتهت إلى ما انتهت إليه، وما دام الناس ساكتين ويتعايشون مع الظلم، و”ديوك” الطوائف ممسكين جيداً بـ”صيصانها”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى