آخر الأخبارأخبار دولية

أسبوع حاسم لماكرون وحكومته بشأن مشروع إصلاح نظام التقاعد


نشرت في: 25/09/2022 – 22:34

سيكون على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حسم موقفه في الأيام المقبلة بشأن مشروع إصلاح نظام التقاعد خصوصا فيما يتعلق بطريقة تنفيذه. وإذا اتحدت أحزاب المعارضة في مواجهة الإجراء أو طالبت بحجب الثقة عن الحكومة، فيمكنها الدفع نحو إجراء انتخابات جديدة.

سيكون الأسبوع المقبل حاسما للسلطة التنفيذية في فرنسا برئاسة إيمانويل ماكرون. فبعد عدة نقاشات في صفوف أحزاب الأغلبية أو المعارضة الذين تمكنوا من التعبيرعن موقفهم بشأن إصلاح نظام التقاعد الذي يريده الرئيس ماكرون مع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن الذين يتبقى عليهم حسم موقفهم من طريقة تمرير المشروع.

وسيكون على ماكرون هذا الأسبوع مواجهة الرفض الشعبي لجدول أعماله الإصلاحي لولايته الثانية خلال أول إضراب في كافة أنحاء البلاد منذ إعادة انتخابه في نيسان/أبريل.

وتعهد ماكرون (44 عاما) رفع سن التقاعد بعدما كان تراجع عن الخطة التي أثارت انتقادات واسعة خلال السنوات الخمس الأولى له على رأس فرنسا.

لكن بعدما خسر الأغلبية البرلمانية في حزيران/يونيو، بات الرئيس الوسطي يواجه صعوبات كثيرة في إصدار التشريعات، في وقت يلقي التضخم المتزايد بثقله على الجو العام.

رغم التحذيرات التي تلقاها من حلفائه، كلف ماكرون حكومته رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 أو 65 عاما، على أن يدخل التغيير حيز التنفيذ اعتبارا من العام المقبل. 

وقال ماكرون الخميس في مقابلة تلفزيونية مع قناة “بي إف إم” الإخبارية “لا أستبق ما ستفعله الحكومة والبرلمان، لكنني مقتنع بأنه ضرورة”.

مظاهرات عمالية

ومع ازدياد العجز وبلوغ الدين العام مستويات تاريخية، يعتبر ماكرون أن رفع سن التقاعد وتأمين وظائف لمزيد من الأشخاص هما الطريقتان الوحيدتان التي يمكن للدولة عبرهما أن تزيد ايراداتها بدون زيادة الضرائب. 

ونظم الاتحاد العام للعمل الخميس، مدعوما من أحزاب يسارية، تظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا، في حراك يتوقع أن يستمر أشهرا عدة. 

وطالبت المظاهرات  أساسا برفع الأجور، غير أنها باتت تعبر عن معارضة واسعة لخطط الحكومة. 

وقال رئيس الاتحاد العام للعمل فيليب مارتينيز الأسبوع الماضي لقناة “إل سي اي” التلفزيونية “نحن نعارض رفع سن التقاعد”، مضيفا “أن الحجج التي تقدمها الحكومة غير منطقية”

من المرجح أن يكون موقف الرأي العام من إصلاح نظام التقاعد والإضرابات حاسما في تحديد ما إذا كان ماكرون سينجح بالإصلاح الذي ألغاه في العام 2020 بعد احتجاجات وبدء انتشار كوفيد-19.

وأشار استطلاع رأي نشره الأسبوع الماضي معهد “أودوكسا” Odoxa المستقل للدراسات إلى أن 55% من المستطلعين لم يكونوا يريدون رفع سن التقاعد و67% قالوا إنهم مستعدون لدعم التظاهرات المناهضة له.

غير أن استطلاعا آخر نشرته مجموعة “أيلاب” Elabe أظهر مشهدية مفصلة أكثر. فوجد أن 21% فقط من المستطلعين يؤيدون رفع سن التقاعد، لكن 56% من المستطلعين يرون أن النظام القائم حاليا لم يعد نافعا و60% يعتبرون أنه غير مستدام من الناحية المالية.

وقال وزير مقرب من ماكرون فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة الأنباء الفرنسية الأسبوع الماضي، “لا أعرف أحدا يريد العمل لفترة أطول، لكن لا أعرف أحدا يعتقد أنه لن يعمل لفترة أطول”.

وأضاف “ربما أكون مخطئا، لكنني لست متأكدا من أن الإقبال (على التظاهرات) سيكون كبيرا كما تأمل النقابات وحزب فرنسا المتمردة” اليساري الذي يدعم التظاهرات.

وسيكون العامل الحاسم الثاني هو كيفية طرح الحكومة الإصلاح على البرلمان حيث يقل عدد مقاعد اأصار ماكرون بنحو 40 مقعدا عن الأغلبية.

ويفضل البعض إدخاله في مشروع قانون موازنة الضمان الاجتماعي الذي سيتم التصويت عليه في تشرين الأول/أكتوبر، في خطوة ملتبسة سيعتبرها معارضون مخادعة.

ويعتبر آخرون أنه ينبغي تخصيص مزيد من الوقت للتشاور مع النقابات العمالية وأحزاب المعارضة، رغم رفضها جميعها أن تعمل مع الحكومة.

غير أن ماكرون يفضل الخيار الأسرع، بحسب ما قال لوكالة الأنباء الفرنسية مسؤول كبير فضل عدم الكشف عن هويته.

في الحالتيْن، يتوقع مراقبون أن تلجأ الحكومة إلى آلية دستورية مثيرة للجدل هي “المادة 49.3” التي تسمح للسلطة التنفيذية بإصدار التشريعات عبر الجمعية الوطنية بدون حصول تصويت.

وإذا اتحدت أحزاب المعارضة في مواجهة الإجراء أو طالبت بحجب الثقة عن الحكومة، فيمكنها إجراء انتخابات جديدة.

قال حليف لماكرون لوسيلة إعلام فرنسية الأسبوع الماضي والإجراء الجديد “جريء لكن خطير”، بحسب ما.

 الترويج لماكرون “المصلح”

يرى خبراء أن النجاح في إصلاح نظام التقاعد والتغييرات المنفصلة في نظام إعانات البطالة سيساعد الرئيس في إعادة الترويج لنفسه كمصلح. 

منذ فوزه التاريخي بولاية ثانية في نيسان/أبريل، واجه تطور الأزمة الأوكرانية وسط تقارير مفادها أن التراجع الذي مني به في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو جعله مرتبكا وحتى محبطا.

وقال الباحث في جامعة “سيانس بو” الفرنسية برونو كوتر لوكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا “لقد فقدنا قليلا السردية الماكرونية”. 

واعتبر أن تحدي الماكرونية كان يكمن في “توجيه” الولاية الثانية وإظهار “كيفية البناء على نتائج الولاية الأولى”.

وقال الأستاذ المحاضر في القانون العام في جامعة “باريس 2” بينجامن موريل “جوهر الماكرونية، التي لا عمق تاريخيا لها، يكمن في قائدها وبرنامجه”.

ومنذ انتخابه كأصغر رئيس في تاريخ فرنسا في العام 2017، جعل ماكرون من إصلاح الضمان الاجتماعي وتنظيم العمل جزءا من بصمته السياسية. 

وتابع موريل “يصعب إذا على ماكرون أن يتخلى عن الإصلاح، لأن دفن الإصلاح يشبه التنصل من نفسه”

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى