آخر الأخبارآسياأخبار دولية

هدنة “هشّة” بين قرغيزستان وطاجيكستان بعد تصعيد حدودي أدى لسقوط قتلى وجرحى


نشرت في: 17/09/2022 – 08:34

توصلت قرغيزستان الجمعة إلى هدنة “هشّة” مع طاجيكستان لا تزال سارية السبت بعد عدم إبلاغهما عن وقوع حوادث كبيرة خلال الليل، إثر تصعيد حدودي عنيف بين البلدين الواقعين في آسيا الوسطى أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. والتقى الرئيسان القرغيزي صدر جباروف ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن على هامش قمة منظمة شنغهاي الإقليمية للتعاون في أوزبكستان وتوافقا على “وقف إطلاق النار وسحب القوات والعتاد من خط المواجهة”. وقالت مصادر أمنية طاجيكية إن رؤساء أمن الدولة من الجانبين واصلوا المحادثات السبت لحل الأزمة.

أعلنت قرغيزستان الجمعة عن وقف لإطلاق النار مع طاجيكستان، بعد تصعيد في المواجهات الحدودية بين البلدين الواقعين في آسيا الوسطى، لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بعد الظهر بخرق الهدنة.

وقالت قرغيزستان إن إحدى القرى الحدودية تعرضت لقصف بقذائف مورتر لمدة خمس دقائق في ساعة مبكرة من صباح السبت بعد ليلة هادئة. وكانت قرغيزستان قالت الجمعة إن 24 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب العشرات، في الاشتباكات الحدودية الأخيرة مع طاجيكستان. وأفاد بيان صادر عن وزارة الصحة القرغيزية: “تم إحضار 24 جثة إلى المؤسسات الصحية في منطقة باتكين” في جنوب غرب البلاد عبر الحدود مع طاجيكستان.

ولم تعلن طاجيكستان عن أي أرقام رسمية للضحايا لكن مصادر أمنية قالت إن ما لا يقل عن سبعة لقوا حتفهم الجمعة. وقال حرس الحدود الطاجيكي في بيان إن طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة من قرغيزستان قصفت عدة قرى طاجيكية. وأوردت مصادر أمنية طاجيكية بأن رؤساء أمن الدولة من الجانبين واصلوا المحادثات السبت لتسوية الصراع.

والتقى الرئيسان القرغيزي صدر جباروف ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن على هامش قمة منظمة شنغهاي الإقليمية للتعاون في أوزبكستان و”توافقا على إعطاء توجيهات للأجهزة ذات الصلة بوقف إطلاق النار وسحب القوات والعتاد من خط المواجهة” وفق بيان للرئاسة القرغيزية.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق عند الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (10,00 ت غ) الجمعة، لكن سرعان ما اتهم جهاز حرس الحدود القرغيزي الجيش الطاجيكي بـ”إطلاق النار مجددا” على مواقعه الحدودية. ورد الجانب الطاجيكي بالتنديد في بيان بـ”النيران التي أطلقت من الطرف القرغيزي” باتجاه “ثلاث قرى في طاجيكستان”.

وخلال محادثاتهما، أصدر رئيسا البلدين أوامر لقواتهما بوقف إطلاق النار، في أول مؤشر على خفض التصعيد بعد ساعات من المواجهات العنيفة عند الحدود. في السياق، ذكرت وكالة “خوفار” الإخبارية الطاجيكية أن جباروف ونظيره الطاجيكي اتفقا على “تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحوادث” الحدودية، وشددا على أهمية حل خلافاتهما “بالسبل السياسية والدبلوماسية”.

وعادة ما تشهد الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان اشتباكات دامية. فالجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان منخرطتان في نزاع حدودي منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تشكل تصعيدا كبيرا. وبحسب بشكيك، قصفت القوات الطاجيكية الجمعة مدينة باتكين الحدودية الواقعة في جنوب غرب قرغيزستان، في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وأعلنت قوات حرس الحدود القرغيزية في بيان “تعرض محيط مطار باتكين و(مناطق) في ضواحي المدينة للقصف بواسطة راجمات صاروخية”، مشيرة إلى “تدمير بنى تحتية مدنية”. وقالت وزارة الصحة القرغيزية إن 59 شخصا نقلوا إلى المستشفى الجمعة، وفق حصيلة جديدة. وبحسب السلطات الإقليمية تعرض أربعة عسكريين على الأقل لـ”إصابات جراء أسلحة نارية”.

كما أفادت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قرغيزستان عن “اشتباكات كثيفة” و”عنيفة” دارت في المنطقة الحدودية، متهمة طاجيكستان بـ”قصف الأراضي القرغيزية بكل ترسانتها المتاحة” وبمواصلة نشر “آليات ثقيلة”. وأفادت باستخدام طاجيكستان “مدرعات ثقيلة وراجمات صاروخية وطائرات”. وقالت اللجنة إن “الجانب القرغيزي يرد كل الهجمات الأرضية والجوية ما يمنع الاستيلاء على أي أراض”.

وأعلنت وزارة الطوارئ القرغيزية بأن سكان قرى حدودية عدة فروا من المنطقة حيث تدور المعارك، مؤكدة فتح مراكز إيواء لاستقبالهم. وأكد فرع إقليمي للهلال الأحمر أن نحو 19 ألف شخص تم إجلاؤهم. في المقابل، اتهمت طاجيكستان القوات القرغيزية بفتح النار في وقت مبكر الجمعة على مواقع طاجيكية، بدون الإشارة إلى سقوط ضحايا لديها حتى الساعة.

وأفادت وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية بأن عنصرا من حرس الحدود الطاجيكيين قتل وأصيب ثلاثة آخرون. وتملك روسيا قواعد عسكرية على أراضي البلدين الذين تربطهما علاقات وثيقة مع موسكو التي دعت هذا الأسبوع إلى وقف القتال.

وأسفرت اشتباكات بين البلدين مطلع الأسبوع عن سقوط قتيلين في صفوف حرس الحدود الطاجيكيين وإصابات لدى الجانبين. ويتنازع البلدان نحو نصف الحدود التي تمتد على 970 كيلومترا بينهما وسجل تقدم بطيء يتعلق بترسيم الحدود في السنوات الأخيرة. حيث شهد عام 2021 عددا غير مسبوق من الاشتباكات بين الجانبين خلفت أكثر من 50 قتيلا وأثارت مخاوف من اتساع رقعة النزاع المسلح.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى