آخر الأخبارأخبار دوليةأوروبا

تواصل تدفق الحشود على قصر وستمنستر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان الملكة الراحلة إليزابيت الثانية


نشرت في: 15/09/2022 – 12:01

بعد مواكب ومراسم استمرت على مدى أيام، يواصل آلاف المواطنين البريطانيين والأجانب الخميس، إلقاء نظرة الوداع على جثمان الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية داخل قاعة وستمنستر القديمة في لندن، قبل جنازتها المقررة يوم الاثنين. وتقام الجنازة الوطنية للملكة في كاتدرائية ويستمنستر بحضور نحو 500 مسؤول أجنبي والكثير من الملوك وأفراد العائلات الملكية، إذ يرتقب أن يكون الحشد أكبر هذه المرة خلال “جنازة القرن” التي تعد الأكبر وطنيا منذ جنازة رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل سنة 1965.

أتيحت الفرصة للمواطنين البريطانيين للمشاركة بشكل مباشر في بعض مراسم توديع الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس عن عمر ناهز 96 عاما، إذ واصل الآلاف منهم إلى غاية الخميس المرور أمام نعشها في قاعة وستمنستر بالعاصمة لندن، حيث اصطف الآلاف لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.

وانتظر الناس ساعات طويلة في طابور امتد عدة أميال من الضفة الجنوبية لنهر التيمز، ومرورا بمعالم مثل جسر البرج ونسخة طبق الأصل من مسرح شكسبير غلوب، وعبر جسر لامبث وحتى اقترابه من قاعة وستمنستر.

ويتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفا من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة.

أحد هؤلاء، الشاب توماس هيوز ذو الـ 20 ربيعا، والذي انتظر حوالي 14 ساعة مع شقيقه لمشاهدة نعش الملكة، يقول: “تفعل كل هذا لأنك تريد أن تعبر عن احترامك لهذه السيدة.. كان شعورا غامرا للغاية.. عندما تضع نفسك في هذا الموقف كله، ثم تصل للحظة التي كنت تنتظرها تشعر بمزيد من التأثر”.

وكان معظم المودعين من البريطانيين والبعض من خارج البلاد، من مختلف الفئات العمرية، وبينهم جنود سابقون يضعون أوسمة عسكرية وأطفال يحملهم آباؤهم. وتوقف كثيرون عند النعش ونكسوا رؤوسهم وذرف آخرون الدموع.

وجاء بعضهم نيابة عن آبائهم المسنين، بينما حضر آخرون ليشهدوا التاريخ ويشكروا امرأة ظلت حتى قبل يومين فحسب من وفاتها، تعقد اجتماعات رسمية للحكومة رغم اعتلائها العرش منذ سنة 1952.

ووضع نعش الملكة إليزابيث في وسط قاعة وستمنستر على منصة أرجوانية فوق منصة حمراء. وهو مغطى بالعلم الملكي الإسكتلندي ويعلوه التاج الإمبراطوري موضوعا على وسادة، إلى جانب إكليل من الزهور.

ووقف جنود وحراس في معاطف حمراء، الذين يقفون عادة في حراسة برج لندن، برؤوس منحنية.

وبعد انتظار لأكثر من 48 ساعة، سمح لأوائل المنتظرين بدخول القاعة الكبيرة التي يعود تاريخ بنائها إلى قرون الوسطى، بعدما غادر نعش الملكة من قصر باكينغهام للمرة الأخيرة في مراسم شاهدها عشرات الآف الأشخاص.

والخميس هو أول يوم كامل يسجى فيه النعش، ويمثل فرصة أخيرة لوداع ملكة محبوبة أشيد بها في أنحاء العالم لتفانيها في الخدمة.

وكتبت صحيفة ديلي تلغراف على صفحتها الأولى “حان دور الأمة للوداع” فوق صورة للنعش بعد وقت قصير على دخوله القاعة المبنية منذ عقود، في المبنى الذي يحتضن البرلمان البريطاني.

لُف النعش بالعلم الملكي (رويال ستاندرد) ووضع على منصة مرتفعة أشعلت على زواياها الأربعة الشموع.

ويسهر جنود يرتدون زيا رسميا على حراسة النعش بشكل متواصل.

وأغمي على أحد الحراس ليلا ما يظهر حجم العبء الذي يمكن أن تمثله مهمة الحراسة وقوفا.

وكان كينيث تيلور البالغ من العمر 72 عاما من بين أول من دخلوا القاعة، إذ جاء من ريدينج في وسط إنكلترا مع أحد جيرانه ومكث طوال الليل داخل خيمة في الطابور.

وقال تيلور متأثرا بفقد الملكة، إنه شعر بالحزن عندما رأى نعشها وشعر بغصة في حلقه. وأضاف “فقدنا شخصا مميزا. كانت خدمتها لهذا البلد حقا مخلصة وراسخة. كانت على الأرجح ما يمكن أن أصفه بملكة الملكات”.

ونقل النعش من قصر بكنغهام على عربة مدفع ورافقه جنود يرتدون الزي الرسمي القرمزي في موكب رسمي بعد ظهر الأربعاء.

ووراء النعش سار الملك تشارلز وإبناه الأميران وليام وهاري وغيرهم من كبار أفراد العائلة المالكة في مشهد كئيب. واشترك الأميران في الحزن على جدتهما الملكة على الرغم من الخلاف بينهما.

ومن المرجح أن تكون المراسم الكاملة للجنازة من أكبر المراسم التي شهدتها البلاد على الإطلاق، وستشكل تحديا أمنيا كبيرا.

ومن المتوقع أن يحضر أفراد من العائلات الملكية ورؤساء وزعماء آخرين من أنحاء العالم الجنازة، لكن هناك شخصيات وزعماء من دول بعينها لم تتم دعوتهم مثل زعماء روسيا وأفغانستان وسوريا.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن أنه سيحضر الجنازة، تحدث إلى الملك تشارلز يوم الأربعاء و”عبر عن الإعجاب الشديد الذي يكنه الشعب الأمريكي للملكة”.

وذكرت صحيفة التايمز الأمريكية أنه من المتوقع أن تعقد رئيسة الوزراء ليز تراس محادثات ثنائية مع بايدن وزعماء آخرين على هامش الجنازة لكن مسؤولين قالوا إن أي اجتماعات كتلك ستكون غير رسمية.

وكذلك أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإمبراطور اليابان ناروهيتو حضورها مراسم تشييع الجنازة.

واتصل ماكرون بالملك تشارلز الثالث “لتقديم تعازيه الصادقة إلى الملك” حسبما أعلن الإليزيه الأربعاء.

وتمنى الرئيس الفرنسي للملك النجاح “وعبر عن استعداده الكامل لمواصلة العمل الذي قاما به معا في السنوات الأخيرة في مواجهة التحديات المشتركة، بدءا بحماية المناخ والأرض”.

وكتب ماكرون على تويتر “سأكون في لندن لحضور الجنازة” الإثنين.

فرانس24/ أ ف ب / رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى