آخر الأخبارأخبار محلية

ممر الرئاسة الوحيد.. تسوية على ترسيم الحدود

يرجح جميع المتابعين للمفاوضات الحاصلة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية ان العودة للاتفاق النووي باتت بعيدة جدا بعد الفشل الاخير الذي حصل، خصوصا انه بات من الواضح رغبة ايران في الحصول على مكتسبات سياسية واقتصادية هائلة مستغلة الواقع السياسي الدولي الذي يجعل واشنطن تستعجل توقيع الاتفاق..

 

عدم حصول تسوية نووية بين طهران وواشنطن يعني ان البرنامج النووي الايراني سيستمر في التقدم الى حدود لا يمكن لأحد في المنطقة تحملها، وسيؤدي ايضا الى تراجع الحماسة لدى بعض الدول الاقليمية وتحديدا الخليجية، بالتقارب مع الايرانيين ما سيفتح الباب امام اشتعال الجبهات مجددا، ولعل اليمن خير مثال على ذلك.

 

التوتر المتوقع كنتيجة لفشل التقارب الايراني-الاميركي قد يفجر الكثير من الخلافات، خصوصا ان هناك قناعة لدى الايرانيين بأن واشنطن تريد الهدوء في المنطقة لتتفرغ للتطورات الروسية ولمواجهة الصين ،الامر الذي يجعل من فتح اشتباكات عسكرية كبرى احد عوامل الضغط التي قد تعتمد للحصول على تنازلات سياسية اميركية.

 

الواقع في المنطقة ينطبق على لبنان الذي بات صاعق التفجير فيه ظاهراً ومرتبطاً بالحدود البحرية مع اسرائيل، الامر الذي يعطي “حزب الله” بشكل او بآخر شرعية القيام بأي معركة في حال عدم حصول اتفاق سريع، وهذا ما قد يشعل المنطقة بسبب حساسية موقع الحزب في النظام الاقليمي وقدرته على تحريك حلفائه في اكثر من دولة.

 

تقول مصادر مطلعة ان الولايات المتحدة الاميركية مهتمة بتسوية آنية في لبنان، لا تشمل موضوع الحدود البحرية واستخراج الغاز فقط، بل تشمل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت سريع نسبيا، وهذا الامر يخدم الاستراتيجية الاميركية في لبنان والمنطقة، وعليه فإن الجدية التي تظهر في اكثر من ملف، ومن بينها ملف الانتخابات الرئاسية والتي تزخمها فرنسا، خير دليل على ذلك.

 

وبحسب المصادر فإن واشنطن لا تريد ان تترك اي امكانية لايران لخلط الاوراق في المنطقة وفي لبنان، وعليه فهي ستدفع بإتجاه التسوية والهدوء السياسي وهذا ما سيحصل في حال تم التوافق في المسألة الحدودية، اذ ان القوى اللبنانية المعنية لن تكون بدورها راغبة بالفراغ بعد بدء عملية التنقيب عن الغاز، وذلك للاستفادة بالقدر الممكن من عائداته المالية والمعنوية.

 

وتعتبر المصادر ان الممر الوحيد للرئاسة هو التسوية الحدودية، اذ ان فشل التسوية سيؤدي الى امرين، الاول الاشتباك والتصعيد وما يستتبع ذلك، والثاني هو الفراغ الدستوري الكامل الذي سيعني ان مصلحة الاميركيين قد تتحول من الدفع بإتجاه انتخابات رئاسية الى الدفع بإتجاه عدم انتخاب رئيس، لأن الفراغ حينها سيكون احدى حجج عدم التصعيد العسكري بين لبنان واسرائيل على اعتبار ان حجة تل ابيب ستكون انها جاهزة لتوقيع الاتفاق ولبنان غير قادر بسبب غياب رئيس الدولة، وعندها ندخل في دوامة المماطلة التي لا تنتهي.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى