آخر الأخبارأخبار محلية

هوّة الخلافات بشأن الحدود البحرية تضيق وتؤجل التصعيد

لم تكن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، أمس، سوى محاولة لتأجيل التصعيد العسكري المتوقع من قبل حزب الله في ظل تأخر الوصول إلى تسوية حول الحدود البحرية واستخراج الغاز. لقد كانت الجولة السريعة لهوكشتاين على الرؤساء محاولة تذكيرية للقول بأن الاهتمام الأميركي بهذا الملف لا يزال في أعلى مستوياته.


لم يأتِ هوكشتاين بأي جواب إيجابياً كان أم سلبياً للمستوى الرسمي اللبناني، لكنه اكد خلال لقاءاته بأن هامش الخلافات يضيق إلى حده الأقصى، ما يؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام أو أسابيع قليلة جداً من دون الحاجة إلى الذهاب للتصعيد.

توحي كل المؤشرات السياسية الإقليمية والدولية بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا في وارد المخاطرة بالذهاب إلى تصعيد أو اشتباك عسكري محدود، حتى لو كلف الأمر تقديم الإسرائيلية تنازلات واضحة للجانب اللبناني في مسألة الترسيم والاستخراج، لأن مكتسبات حصول التسوية كبيرة جداً لكل الأطراف.

تكمن الأزمة الإسرائيلية الفعلية في رغبة رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد بتأجيل أي تنازل إلى ما بعد انتخابات الكنيست، خصوصاً أن هذا التنازل سيقرأ في كتاب الرأي العام الإسرائيلي بأنه خضوع لتهديدات الأمين لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهذا ما سيستغله بنيامين نتنياهو المتربص للابيد، والذي بدأ حملة سياسية وإعلامية ضد أي تنازل.

من الواضح من السياق العام أن عملية التصعيد التي لوح بها حزب الله لا تزال موضوعة على نار حامية من دون أن يعني ذلك أنها وشيكة للغاية، بل بات من المرجح تأجيل أي تصعيد عملي للربع الأخير من شهر أيلول، ما يعني اعطاء مساحة إضافية للمفاوضات التي يقوم بها هوكشتاين. ولعل هذا الأمر كان الغاية الأساسية لحراك الأخير في الأيام الماضية.

من هنا، يمكن اعتبار المطالب الإسرائيلية مجرد رفع للسقف قبل الذهاب إلى تسوية سريعة يسعى إليها الأميركيون منعاً لأي تدهور، وهذا ما أكده هوكشتاين من خلال استعجاله للردود الرسمية اللبنانية من أجل مقاطعتها إسرائيلياً وطي صفحة المواجهة العسكرية المحتملة.

قدم هوكشتاين خلال الزيارة أمس حلولاً نهائية إيجابية لبعض العقد التي كانت تعتبر عقداً أساسية في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، إذ لبنان كامل حقوقه بالخط 23 إضافة إلى حقل قانا. وهذا يوحي بإصرار الجانب الآخر على الحل التفاوضي، لتبقى بعض الخلافات التي قد لا تشكل أي عامل من عوامل الانفجار والتصعيد.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى