آخر الأخبارأخبار دولية

تحول سياسة الاتحاد السوفياتي في عهد غورباتشوف أحدث إرباكا في العديد من الدول العربية


نشرت في: 31/08/2022 – 18:58

اعتبر حسني عبيدي مدير معهد الدراسات والبحوث في العالم العربي وشمال أفريقيا بجنيف، أن ميخائيل غورباتشوف، الزعيم السوفياتي السابق الذي توفي مساء الثلاثاء عن 91 عاما، انتهج سياسة “كرست أولوية الدبلوماسية على حساب سياسة المحاور”، عندما تولى السلطة بين 1985 و1991. وقال إن هذا “التحول” في سياسة التكتل المنحل “أحدث إرباكا في العديد من الدول العربية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي، وفي العديد من الأحزاب اليسارية التي كانت تتمتع” بالنفوذ “عربيا وإسلاميا”. 

كان ميخائيل غورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفياتي سابقا، والذي انهار في نهاية عام 1991 لتنتهي معه حقبة الحرب الباردة التي قسمت العالم إلى معسكرين، شرقي بزعامة موسكو وغربي بقيادة واشنطن.

وقال حسني عبيدي، مدير معهد الدراسات والبحوث في العالم العربي وشمال أفريقيا بجنيف، لفرانس24، إن غورباتشوف “كآخر أمين عام للحزب الشيوعي السوفياتي أحدث قطيعة في النسق الفكري في بلده”. وذلك ما تسبب في “إرباك لدى العديد من الدول العربية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي، وفي العديد من الأحزاب اليسارية التي كانت تتمتع بنفوذ، عربيا وإسلاميا”.

وقد وصل الرجل، الذي توفي الثلاثاء عن 91 عاما، إلى السلطة عام 1985 بعد رحيل سلفه قسطنطين تشرنينكو الذي حكم التكتل نحو عام فقط، ليطلق سلسلة إصلاحات ديمقراطية مهمة عُرفت باسم “بيريسترويكا” (إعادة هيكلة) و”غلاسنوست” (شفافية) في محاولة “شجاعة” لبعث الاتحاد الذي كان يعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية حادة.

وبالتالي – كما يضيف حسني عبيدي- فقد “ترجمت هذه القطيعة في سياسة الاتحاد داخليا وخارجيا”. وتابع قائلا: “أدخل مفهوم التفكير السياسي الجديد عندما تيقن بمحدودية الفكر الاشتراكي، محاولا التحرر من الايديولوجيا في إدارة الدولة وخاصة في إطار العلاقات الدولية التي تجردت في عهد غورباتشوف من الاقتران بصراع الطبقات وضرورة انتصار اليسار في العالم. وكرست أولوية الدبلوماسية على حساب سياسة المحاور”.

بالنسبة إلى مدير معهد الدراسات والبحوث في العالم العربي وشمال أفريقيا بجنيف، فإن “التحول السوفياتي تم فهمه كبداية لتخلي” موسكو على حلفائها واتجاهها غربا ونهاية السلطة المضادة الوحيدة في العالم للولايات المتحدة. بمعنى آخر هزيمة المعسكر الشرقي وانتصار المعسكر الغربي فكرا وسياسة”.

لكن ماذا عن الدول العربية القريبة من الغرب والتي انتهجت سياسة ليبرالية؟ لقد “أبدت ارتياحا مما كانت تعتبره محاصرة للمعسكر الشرقي الثوري لها والذي كان يطالب بحكم الشعب”.

وفي أعقاب سقوط جدار برلين الفاصل بين جمهوريتي ألمانيا الشرقية (الشيوعية) والغربية (الليبرالية)، تحول ميخائيل غورباتشوف من أمين عام للحزب الاشتراكي إلى رئيس للاتحاد السوفياتي (بين 1990 و1991) ليضطر في نهاية الأمر إلى الاستقالة (25 كانون الأول/ديسمبر 1991).

يذكر الأستاذ حسني عبيدي بأن الرجل “وصل للسلطة بعد الإخفاقات المتعددة لبلده، ليكون رجل الإصلاح. فقد انتخب أميناً عاماً للحزب الشيوعي السوفيايتي وهو في الرابعة والخمسين لتطبيق البريستورويكا والغلاسنوست، لكنه فقد السيطرة على دول الإمبراطورية لتصل إلى ما سماه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أكبر كارثة جيواستراتيجية في العالم”.

أما بالنسبة لبوتين، فيرى عبيدي أنه “لن يستطيع إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي أو إرجاع من انفصل عن موسكو”، إلا أنه تمكن من “مد النفوذ الروسي إلى أبعد نقطة، من خلال سياسة جديدة تعتمد على كسب أصدقاء جدد أو بناء تحالفات جديدة تجعل من روسيا قوة جديدة في العلاقات الدولية تجلب لها مصداقية في العالم العربي، فإن تتجه دول الخليج اليوم شرقا وتريد علاقة مميزة مع موسكو مؤشر على نجاح المقاربة الروسية”.

علاوة مزياني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى