آخر الأخبارأخبار محلية

ترك الباب مفتوحا”… جنبلاط يدرس خياراته


تحوّل الحراك الأخير الذي قاده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تجاه حزب الله والذي تجلى باللقاء الشهير في دارة جنبلاط في بيروت، الى حدث، لا بل الى محطة مفصلية في تاريخ السياسة اللبنانية الآنية.

اللقاء الذي أراح شريحة واسعة من اللبنانيين ترك مجموعة علامات استفهام عند فئة لا يستهان بها ايضا ، وقد يكون حزب “القوات اللبنانية” أكثر الممتعضين من هذا اللقاء، ليس لانه عمل على فتح قنوات التواصل بين “الاشتراكي” و”حزب الله”، انما لانه فتح باب الحديث عن الملف الرئاسي من زاوية طرح الأسماء لا من باب البحث عن المواصفات التي  تطلقها مختلف الاطراف السياسية في لبنان .
ووفقا للمعلومات، السؤال الأكبر الذي يدور في بال معارضي” لقاء كليمنصو”، يتمحوّر حول كيفية مقاربة “الحزب” و”الاشتراكي” لملف الرئاسة لا سيما انهما لم يعلنا اي اتفاق رسمي ولم يحددا خريطة طريقهما في هذا المجال.

والسؤال لا يدور فقط في بال “القوات اللبنانية” انما شكّل في الأمس مادة دسمة للنواب التغييريين الذين يرفضون الحديث مع “الاشتراكي” والجلوس معه على طاولة واحدة باعتباره جزءا من السلطة، لكنهم كانوا يعوّلون عليه لخلق أكثرية الى جانبهم وجانب ما يعرف “بالقوى السيادية” لانتخاب رئيس  لا يمت بصلة الى “قوى الثامن من أذار”.
وفي هذا الاطار، يقول مصدر مقرّب من جنبلاط  لـ”لبنان 24″ انه : ” لا يمكن للقوى التغييرية ان تتعامل معنا وفقا لمبدأ ( القطعة)، اذ انه، وعلى الرغم من تواصلنا مع عدد من النواب التغييريين، الا ان مجموعة منهم ترفض بشكل قاطع الحوار معنا، وهنا لا بد من الاشارة الى انه كيف يمكن الحديث عن اكثرية مع طرف لا يريد الجلوس معنا اساسا على طاولة واحدة”.
ويضيف: ” قد يكون الكلام الذي أحاط لقاء كليمنصو مضخم وفيه الكثير من السرديات الخيالية التي أرادت بعض القوى السياسية اظهارها الى العلن لأكثر من سبب، اذ ان اللقاء لا يمكن وضعه ابدا في خانة الرضوخ او التسليم بالأمر الواقع، فـ(التقدمي الاشتراكي) وفي خضم الحرب اللبنانية لم يفوّت فرصة للتحاور مع  الاخصام الذين كان التقاتل الدموي دائرا معهم  على أكثر من جبهة، وهذا ما ادى في نهاية المطاف الى (مصالحة الجبل) التي ما زلنا نعيش في نعيمها حتى اليوم.

والامر مشابه مع (حزب الله) لا بل يمكن القول انه أقل تعقيدا، اذ،ولحسن الحظ لا مدافع ولا بواريد ولا معارك دموية على اي جبهة معه، انما تدور بيننا وبينه وبين مجموعة كبيرة من القوى اللبنانية معركة اختلاف في التوجهات السياسية والاقتصادية والاقليمية، وهنا نعوّل كثيرا على الحوار، الذي لا يمكن الحكم عليه بالفشل منذ لحظة انطلاقه، فنحن ندرك تماما ان (الحزب) كما كل الأطراف في لبنان بات في حاجة ملحة لتأكيدالنقاط اللبنانية المشتركة”.
وعن الملف الرئاسي، وامكانية اتحاد جنبلاط  مع “حزب الله” لايصال مرشح محدد ومعين، يقول المصدر عينه ان “الخيارات المختلفة ما زالت متاحة والبحث جار عن رئيس لا يشكل تحدّيا لاي طرف من الاطراف اللبنانية، وهذا الكلام لا يعني اننا نريد رئيسا لا طعمة ولا لون له، فمن الخطأ ان تصل الى سدة الرئاسة الأولى شخصية لا تتمتع بالخبرة السياسية والقدرة على التواصل مع مختلف الأفرقاء في لبنان”.
وفي هذا الاطار ووفقا لبعض المعلومات، فان اقدام جنبلاط على تبني مرشح من صفوف الثامن من أذار، وتحديدا تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ليس اكيدا  حتى اللحظة، لكن الكلام الأخير الذي ساقه جنبلاط ضمن احدى مقابلاته الصحفية قائلا: “أنا شخصياً لا أعتقد ان فرنجية رئيسا جامعا ، لكن هذا القرار سيؤول في النهاية إلى كتلة اللقاء الديمقراطي التي ستتخذ الموقف الذي تراه مناسبًا…” يبدو وكأنه نوعا من التريث في اعلان الرفض التام لانتخاب فرنجية، وذلك نظرا لعدة معطيات ابرزها الحلف الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنظرة الجديدة نحو الاوضاع في سوريا، بالاضافة الى ان فرنجية وعلى الرغم من تموضعه في صلب “الثامن من أذار” الا ان قنوات الحوار بينه وبين مختلف الافرقاء قائمة بطرق واساليب مختلفة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى