آخر الأخبارأخبار محلية

كأني بوليد جنبلاط يهتف: “ها قد عدنا”

كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: في كتابه «صدمة وصمود»، يروي المحامي كريم بقرادوني تفاصيل لقائه مع العماد ميشال عون في «شقَّة الجنرال الباريسية»، وما قاله عون عن جنبلاط، ومما يرِد في الكتاب عن هذه التفاصيل: … وعندما تطرقنا إلى وليد جنبلاط، قال لي على طريقته الساخرة «إنه يشبه سائق السرفيس، يبدِّل اتجاهه بحسب الزبائن».

هذا هو وليد جنبلاط، وهذه ليست مذمَّة، كما يعتقد البعض للوهلة الأولى، بل هي ميزة فيه، يعرف كيف يجري المقاربات بين التاريخ والحاضر والمستقبل، فيخلط «المقادير السياسية» بعنايةٍ فائقة، والهدف «الحفاظ على الوجود» ولو على حساب الآخرين حاضراً، وعلى «جثث» الآخرين ممن أصبحوا من التاريخ. 

وليد جنبلاط صادق مع نفسه، وهذا ما يهمه، ولا يعنيه كثيراً ان يكون صادقاً مع الآخرين، طائفته تأتي اولاً «وليقولوا عنه ما يشاؤون»، المهم ان يبقى قصر المختارة هو المرجع. مدَّ يده لمصافحة حافظ الاسد، بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، فلماذا لا يمد يده لمصافحة حسن نصرالله؟ المهم ألا يكون له منافسٌ في طائفته.

فهم خصومه نقطة ضعفه، فقدَّموا له ما يشاء، وكان السقوط المدوَّي للمير طلال إرسلان والاستاذ وئام وهاب. 

وليد جنبلاط يسكنه التاريخ، والجغرافيا امتداد لهذا التاريخ وليس العكس. يعنيه الدرزي في السويداء وفي الجولان كما يعنيه الدرزي في عاليه وفي بعقلين. مَن ينسى صرخته: «هل قد عدنا يا بشير. تلك كانت الكلمات الاولى التي أطلقها في قصر المير بشير في بيت الدين حين احتفل بـ»انتصاره» في حرب الجبل عام 1983، معلناً انتزاع القصر من المير بشير الشهابي ثأراً لبشير جنبلاط.

كأنه في لقائه مع «حزب الله» يعلِن «انتصار» خياره أو رهانه، لكنه أوكل إعلان هذا «الإنتصار» إلى «معاونه» لشؤون العلاقة مع «حزب الله»، الوزير السابق والنائب السابق غازي العريضي الذي شنَّ هجوماً عنيفاً على 14 آذار وعلى «القوات اللبنانية»، من خلال قوله: «إدارة 14 آذار للملفات من اسوأ انواع الادارة، ووليد جنبلاط لا يعمل عند أحد، ولا يعمل لدى أحد، وان كان ثمة من يتوهم انه بمجرد أن يطلق إشارة سياسية ما، سيلحق به وليد جنبلاط هو واهم واهم واهم، أيّاً يكن هذا الأحد». 

كما وليد جنبلاط، كذلك الوزير غازي العريضي، فهو صادق مع نفسه ولا يخجل بحسن علاقته بـ»حزب الله»، التي لا تستلزم هذه الحدة في انتقاده لـ 14 آذار و»القوات اللبنانية». 

في مطلق الأحوال، حين يتقدَّم الوزير العريضي على النائب مروان حمادة في «مجلس» وليد جنبلاط، فهذه وحدها إشارة كافية بأن جنبلاط لم يعد ينتظر على ضفة النهر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى