آخر الأخبارأخبار دولية

عودة على “رحلة الموت” لحوت بيلوغا من المياه الباردة إلى نهر السين


نشرت في: 11/08/2022 – 21:18

رصد الأسبوع الماضي في نهر السين بفرنسا حوت بيلوغا يبلغ طوله 4 أمتار، ويعاني وضعا صحيا مقلقا. وبالتزامن مع موجة تعاطف كبير مع الحوت في فرنسا وخارجها، قامت السلطات المعنية بمحاولة غير مسبوقة لإنقاذ الحوت آلت إلى نهاية محزنة.

لم تكن المحاولة الأخيرة لإنقاذ حوت البيلوغا الذي كان تائها منذ أسبوع في نهر بشمال غرب فرنسا وكان يعاني وضعا صحيا مقلقا، موفقة، إذ انهيت معاناته بالقتل الرحيم الأربعاء بعد وضعه في شاحنة على اليابسة، كان الخبراء يأملون بمعالجته فيها ونقله إلى موقع آخر يعاد منه إلى البحر.

ورُصد الحوت في 2 آب/أغسطس الجاري في المياه الدافئة والراكدة لقفل على نهر السين على بعد نحو 160 كيلومترا من مصب النهر عند بحر المانش.

ويعيش الحوت الذي يبلغ طوله أربعة أمتار عادة في المياه الباردة ، ويندر وجود مثيل له في فرنسا.

وأثارت معاناة الحوت موجة تعاطف واسعة في فرنسا وخارجها.

وعلى إثر عملية إنقاذ غير مسبوقة، وُضِع الحيوان الذي يزن نحو 800 كيلوغرام في مؤخر شاحنة مبردة قرابة الساعة الرابعة فجر الأربعاء (الثانية فجرا بتوقيت غرينتش)، بعد ست ساعات من الجهود لانتشاله من قفل سان بيار لا غارين، على بعد 70 كيلومترا شمال غرب باريس، حيث كان عالقا.

وقالت الطبيبة البيطرية في هيئة الإنقاذ فلورانس أوليفييه كورتوا إن حياته كانت في خطر بفعل وجوده في مياه غير مالحة تبلغ حرارتها 25 درجة مئوية، مع “عنصري التلوث الضوضاء اللذين لا يلائمانه”.

“وهن كبير”

أجرى الأطباء البيطريون فحوصا للبيلوغا قبل نقله إلى قفل مائي ومن ثم إلى البحر، كما أوضحت السلطات المحلية. وذلك عند وصول الشاحنة عند الساعة 10:30 صباحاً (8:30 ت غ) إلى مدينة ويستريهام الواقعة على ساحل المانش في شمال غرب فرنسا.

وأضافت السلطات المحلية أن “حال الحوت تدهورت للأسف خلال نقله على الرغم من الوسائل الفنية واللوجستية التي اعتمدت لهذا الغرض”. وشرحت أن “الخبرة البيطرية أظهرت حال الوهن الشديد التي كان يعانيها الحوت وفشل نشاط جهازه التنفسي، لذلك اتخذ بالإجماع مع الأطباء البيطريين قرار باللجوء إلى القتل الرحيم”.

وأوضحت الطبيبة البيطرية فلورانس أوليفييه كورتوا عبر تويتر أن “الأطباء البيطريين لاحظوا خلال الرحلة تدهورا (…) في أنشطة الجهاز التنفسي” للحوت الذي يبلغ حجمه أربعة أمتار ويزن نحو 800 كيلوغرام.

وشرحت أن “الحيوان كان يعاني نقصا في الأكسجين (…) وبالتالي كانت معاناة مؤكدة”.

وأضافت “بسبب تدهور حاله أثناء الرحلة، قررنا عدم مواصلة نقله إلى موقع القفل المائي والشروع في القتل الرحيم. كان هذا الحيوان يعاني وضعا عضليا لا يتيح له التنفس بشكل صحيح (…). واعتبرنا من غير المناسب وضعه في حوض ويستريهام”.

وشددت على أن تشريح الحوت سيكون “بالغ الأهمية” بعد نفوقه، علما أن حوت أوركا علق في أيار/مايو الفائت في نهر السين، ولم تنجح محاولات إنقاذه فنفق في نهاية المطاف بسبب الجوع.

24 غواصا

وأكدت منظمة “سي شيبرد” غير الحكومية على أن عملية النقل التي كانت محفوفة بالمخاطر “كانت ضرورية لإعطاء فرصة لحيوان محكوم عليه بالفناء”.

وشارك أكثر من مئة شخص منذ مساء الثلاثاء في عملية الإنقاذ هذه التي لم يسبق لها مثيل في فرنسا.

وروى مندوبو وكالة الأنباء الفرنسية أن الغواصين الـ24 المشاركين وعناصر الإنقاذ اضطروا إلى تكرار محاولة انتشال الحوت مرات عدة بين الساعة العاشرة ليل الثلاثاء والرابعة فجر الأربعاء لجذب الحيوان إلى الشباك والهيكل القادر على رفعه من الماء.

وتم التوصل في نهاية المطاف إلى رفع الحوت الذي كان يعاني وضعا صحيا اعتُبر “مقلقا”، بواسطة شبكة سحبتها رافعة ووضعتها على سفينة حمولة، حيث انكبّ عشرات الأطباء البيطريين الذين ارتدوا ملابس بيضاء على تقديم الإسعافات به.

ثم وضع البيلوغا في شاحنة مبردة غادرت الموقع بُعَيد الساعة السابعة والنصف صباحا (الخامسة والنصف يتوقيت غرينيتش)، بسرعة منخفضة، لتقطع مسافة 160 كيلومترا إلى ويستريهام.

وذكّر مرصد “بيلاجيس” المتخصص في الثدييات البحرية بأن حيتان البيلوغا موجودة في مناطق قطبية وشبه قطبية، وأبرز موائلها مصب نهر سان لوران بمقاطعة كيبيك الكندية، في حين أن أقربها إلى السواحل الفرنسية موجود في سفالبارد، وهو أرخبيل يقع في شمال النرويج، على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر من نهر السين.

وقال المرصد أن هذا الحوت هو الثاني من نوع بيلوغا يتبين وجوده في فرنسا إذ سبق أن انتشل صياد واحدا عند مصب نهر لوار (وسط فرنسا) عام 1948.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى