آخر الأخبارأخبار محلية

لا مواد سامة.. هذه حقيقة خطورة حريق الاهراءات في مرفأ بيروت

واحدة تلو الأخرى، هكذا قد يستمر انهيار الصوامع في مرفأ بيروت، جراء الحريق المستعر منذ السابع من تموز. وتتوالى التحذيرات من الخطر الصحي المرافق للتعرض للجسيمات والمواد المنبعثة المسرطنة من الحريق، وسط مناشدات السكان في المناطق المجاورة لوضع حد لمجزرة صحية وبيئية. وربما الأخطر لم يحصل بعد، فأي ضرر يحيط بنا؟ 

 

حتى اللحظة، لا تتوفّر معطيات تفيد بوجود أي مواد سامة او كيميائية في الاهراءات، لا نيترات الأمونيوم ولا مادة الأسبتسوس المخصّصة للبناء، والمعروف عنها بأنها مادة مسرطنة، وانما كل الخطورة تكمن في الانبعاثات والمواد المسرطنة التي تنتج ونتجت مؤخراً عن الاحتراق الطويل الأمد للحبوب في صوامع المرفأ، والأخطر منها هو عملية “التأكسد” التي طالت اساسات الاهراءات وهو ما قد ينذر بسقوط مرتقب لأجزاء أخرى في الفترة القريبة والممتدة خلال الأيام العشرة المقبلة، حسبما أكد رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي ضومط كامل في حديث لـ”لبنان 24″.

 

يؤكد كامل أنّه كان يتوجب أن يتم وضع مجموعة من الخطط المسبقة لتفادي الازمة، ولكن بعدما حدث ما حدث فإنّ إنذارات عدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار للخطر البيئي والصحي الذي يحيط باهراءات المرفأ.

 

فبحسب كامل فإنّ الغازات التي تصدر من الحبوب المخمرة بعدة عوامل، فانها حين الاحتراق وتمدد رقعة الحريق رويدا رويداً تدخل الى كل الارجاء الموجودة والمحيطة بالاهراءات والصوامع والمليئة بالمواد قابلة للاحتراق، “بمعنى أخرى، نحن لا نعلم ما هي المواد الموجودة هناك، مواد بلاستيكية او ربما كهربائية او كيميائية، تحترق وتؤدي الى كميات كبيرة من الملوثات، خاصة مع وجود كتل هوائية تتشبع بالدخان ومشتقاته وتتطاير بهذه المواد الى مسافات بعيدة. أي انّ الخطر لا يحيط فقط بالمنطقة المجاورة للمرفأ، بل يتعداه الى مناطق بعيدة”. 

ويضيف كامل الى ذلك:” هناك ما هو أخطر بكثير، فبنتيجة الحريق نحن لا يمكننا اليوم تقدير حجم الذرات الملوثة الناتجة عن هذا الحريق او انهيار الصوامع، ولكن ما نعلمه انّ هذه الذرات تصل لمسافات بعيدة تحملها الرياح وللأسف تبقى في الجو لفترات طويلة”. 

 

مناشدة  

ويناشد سكان المنطقة المحيطة بالمرفأ والمناطق المجاورة المعنيين للتدخل لإيقاف أي كارثة متوقعة قبل حدوثها، وخصوصاً ان نزيف 4 اب لا يزال متفجراً في تفاصيل حياتهم اليومية، كما يؤكد شربل جريصاتي. ويقول شربل في نداء استغاثة انّهم يضطرون الى اقفال النوافذ والابواب تخوفاً من أي طارئ وبسبب حصول حالات ضيق تنفس جراء الانبعاثات السامة، في الوقت الذي يمر به لبنان بموجة حارة ولا كهرباء لتشغيل المراوح والمكيفات.  

 

سقوط الصوامع  

وبحسب كامل فإنّ ترك الحبوب المحترقة في صوامع المرفأ يشكل خطراً كبيراً محدقاً، “ومن المتوقع ان تنهار بقية الصوامع في فترة عشرة أيام. والأكثر خطورة انه لا يمكن لاحد الاقتراب منها. وبالتالي فان ما يتوجب فعله اليوم هو انه عندما تتوقف النيران كليا، يجب ان يكون هناك مسح علمي شامل، والا فان الخطورة ستكبر ولا نعرف حجم الكارثة التي تنتظرنا. وهذا تحدي للجميع ومسؤولية مضاعفة على جميع الوزارات ان تتبناها”. 

وعليه، يتوجب على كل السكان في المناطق المجاورة التنبه لخطورة التعرض للدخان المنتشر في الهواء والذي يحتوي على الجزيئات “pm2.5″، والتي تؤدي بشكل مباشر الى امراض في القلب والاوعية الدموية والجهاز التنفسي، حيث يُضاف الى ذلك انّ الهواء أصلا ملوث ونعاني ما نعانيه على مستوى الخطورة البيئية التي تنذر بأمراض خطيرة.  

وبحسب كامل فان استنشاق هذا الدخان يؤدي ايضاً الى مشاكل في الرؤية ويترك اثارا سلبية مباشرة على الاذنين والانف والحنجرة، وخصوصاً مع الرطوبة في الجو والارتفاع في درجات الحرارة، ويستحسن على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئتين الابتعاد قدر الإمكان عن مصدر انبعاث هذه الكربونات. 

 

 لا خطورة

 

وعلى الأرض، فإنّ الجزء الجنوبي من اهراءات القمح في مرفأ بيروت مستقر، وهو ما أكده وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين، والذي أشار في تصريحات سابقة الى أنّه ليست هناك أي مواد سامة منبعثة من سقوط الاهراءات، وبالتالي لا خطر على المقيمين في جوار المرفأ.

وبحسب ياسين “طبعا هناك تفحم للمواد المشتعلة، ولكن لا خطر حتى الساعة، ونحن نقوم بفحص هواء بيروت بشكل مستمر وعلى مدى أيام عدة مع متخصصين في الجيش والجامعات والوزارات المعنية”.

 

من ناحيتها، تخطط وزارة الاشغال العامة والنقل لإعداد دفتر شروط لازالة الركام ومخلّفات الانفجار من على أرض مرفأ بيروت، وهو ما أعلنه وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حميه، الذي أكد أنّ المرفأ يعمل على قدم وساق”، وبأنّ سقوط الجزء الشمالي من الاهراءات كان بناء على عوامل طبيعية.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى