آخر الأخبارأخبار محلية

القوات “وحيدة”.. نحو التسوية او العزلة؟

أجّلت “القوات اللبنانية” اتخاذها القرار الصعب، بالعودة الى السلطة الى جانب القوى السياسية التقليدية او البقاء في المعارضة الى ما شاء الله، الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي، على اعتبار ان المرحلة الحالية، وإن تشكلت فيها حكومة جديدة، ستكون مرحلة تمرير الوقت في ظل تزايد حدة الانهيار، وعليه فإن العودة الى الواجهة سيرتب خسائر غير ضرورية. معضلة “القوات” انها تبنّت خطابا “ثوريا” حادا بعد ١٧ تشرين وبات من الصعب عليها الإلتفاف عليه.

 

لا يمكن لحزب كالقوات اللبنانية تقليد حزب “الكتائب” مثلا، لاسباب ذاتية وموضوعية، اذ ان الصيفي متصالحة مع فكرة البقاء خارج السلطة وتعمل على القضم الشعبي البطيء وخوض تحالفات مع المجتمع المدني الذي يتقبل، بشكل او بآخر، الحالة السياسية الكتائبية، ما يساعد جدا في عملية تحسين الصورة العامة امام الرأي العام بمختلف اطيافه.

 

لكن القوات اليوم غير قادرة على الاستفادة من موقعها الحالي الذي تموضعت فيه منذ ١٧ تشرين، اذ ان لديها ازمة فعلية في اقناع المجتمع المدني بالتحالف العلني والواضح والكامل معها، وهذا ظهر في الانتخابات النيابية الاخيرة، كذلك فهي غير قادرة على العودة بشكل صريح ومباشر الى السلطة الى جانب القوى السياسية التقليدية لان الامر يضرب صدقية خطابها السياسي الاخير. كل ذلك حدّ من قدرة معراب على “المناورة”. 

 

لا يمكن للقوات اللبنانية البقاء بين هاتين المنزلتين، بل عليها الاختيار، بمعنى اخر، سيكون هذا هو القرار حصرا الذي ستكون معراب مضطرة ان تتخذه بعد الانتخابات الرئاسية اي مع بدء مرحلة سياسية جديدة بتوازناتها وحساباتها، وفي النظرة الاقليمية والدولية للبنان، اذ من المرجح ان تختار القوات التسوية والعودة الى السلطة وتحمل بعض الخسائر الشعبية والاعلامية، رغم تنامي قوتها الشعبية منذ ما قبل الانتخابات.

 

لن يكون سهلا على القوات اللبنانية تكرار تجربة بداية التسعينيات عندما قررت عدم التعايش مع التسوية السياسية، حتى ان خطوات مماثلة قامت بها خلال السنوات الاخيرة ادت بها الى نوع من “العزلة السياسية” ،اذ ان علاقتها باتت سيئة مع كل من تيار المستقبل و”الثنائي الشيعي” والكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحر، اضافة الى التوتر الاخير الذي حصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي..

 

تحتاج “القوات” بشكل حاسم الى عدم استنساخ تجربة خصمها “التيار الوطني الحر” الذي خاصم جميع القوى السياسية باستثناء “حزب الله”، وهذا امر يحتاج الى اعادة فتح باب الحوار والتقارب مع الحلفاء السابقين كحد ادنى، خصوصا ان تحسين العلاقة مع الخصوم لن يكون سهلا بسبب التباعد الهائل في التوجهات السياسية العامة والداخلية التفصيلية.

 

تغيّر واقع “القوات اللبنانية” سيظهر بشكل جلي في حال كانت جزءا من اي تسوية داخلية او اقليمية، وهذا سيعني حتما – سواء تحسنت علاقتها بالافرقاء السياسيين او لم تتحسن – ، انها افشلت كل محاولات عزلها وباتت طرفا اساسيا ضمن الحيز السياسي اللبناني لا يمكن تخطيه مهما كان هناك من خلافات وتباينات. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى