آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – ألفا ممثلا مرتضى في حفل تخرج في جبيل: الوقت ليس للتلهي بالشعارات السياسية غير المجدية

وطنية :  رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد بسام مرتضى انه ينبغي على اللبنانيين جميعا ان يثقوا بأن التنقيب عن ثرواتنا الطبيعية في مياهنا الاقليمية واستخراجها واستثمارها حق لهم ينالونه بوحدة موقفهم، مشيرا الى ان الوقت الآن ليس للتلهي بالشعارات السياسية التي يعرف قائلوها انها لا تخرج غازا ولا تحل ازمة بل تستثير عصبية هنا ورضى اجنبيا هناك ، في الوقت الذي يحاول فيه العدو الاستيلاء على حقوقنا في بحرنا كما يستولي على حقوقنا في بعض ترابنا. 
كلام مرتضى جاء خلال رعايته ممثلا بالاعلامي روني الفا حفل تخرج طلاب موسيقى معهد كوليت اكاديمي في جبيل ، الذي اقيم على المدرج الروماني في قلعة جبيل الاثرية تحت عنوان “إزرع عِلم وأحصد وطن ” ، في حضور النائب سيمون ابي رميا ، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري ، نائب رئيس بلدية جبيل رالف صليبا ، رئيس رابطة مختاري القضاء ميشال جبران وعدد من المخاتير ، رئيسة اقليم جبيل في كاريتاس لبنان الكسا عون ، رئيسة المعهد كوليت الخوري والاساتذة واهالي الطلاب ومدعويين .

الخوري 

بعد النشيد الوطني كلمة عريفة الاحتفال ريتا بشارة وكلمة الاديبة عائدة عيد ثم القت الخوري كلمة شكرت فيها الوزير مرتضى على رعايته وحضوره هذا الاحتفال وهذا شرف كبير لنا ولطلابنا ، وهو الذي تبنى بالامس اعادة اطلاق كورال بيروت ودعا للعودة لاصول اللغة العربية . 
ووجهت تحية الى الجيش اللبناني في عيده وختمت : على امل ان يتحقق شعارنا فنحصد وطن العلم والحضارة  ونصدر ثقافة السلام.

نتالي الخوري مرعي 

والقت القائمقام الخوري كلمة قالت فيها : لطالما كانت بيبلوس توأم الحضارة. فمن هذه الشواطىء حمل قدموس الى العالم الأبجدية ، أن نلتقي في جبيل معالي وزير الثقافة في حفل ثقافي لهو من البديهيات ، ذلك أن جبيل كانت وما تزال مهد الثقافة والفنون ، وابناؤها رواد حضارة وانفتاح بالفطرة. 
وتوجهت الى الوزير ” انتم من  اعلنتم اعطاء الموسيقى الدور الريادي في حياة الاطفال تترجمونها اليوم برعايتكم وحضوركم هذا الحفل ، أهلا بكم في مدينة الحرف وأم الابجدية، لقد حللتم في افياء التاريخ وفي مهد الثقافة، ضيفا عزيزا لنمضي مع كوليت أكاديمي وطلابها واطفالنا ليلة موسيقية مميزة ، ففي هذا الحفل وفي أنغام وأصوات طلابنا واطفالنا نرى لبنان الذي نحب، لبنان الثقافة والمحبة الذي نتمنى أن ينبعث من رماده.

ألفا 
وبعد لوحة فنية لفرقة بيار طربيه الاستعراضية وعروض مسرحية وغنائية القى ألفا كلمة الوزير مرتضى وجاء فيها : 
“ازرع علما تحصد وطنا”. عنوان معبر أجمل ما فيه موضوعيته التي أملت على صاحبه، قصدا أو عفو خاطر، أن يسقط حرفا من شعار قديم ويستبدل به حرفا آخر. فإن أجيالا من اللبنانيين كانت تؤمن وتردد أن لبنان وطن حلم، فجعلت شعارها: “ازرع حلما تحصد وطنا”، وراحت تبتني الأحلام عالية واسعة وتسيج بها حدود الصورة الجميلة للوطن المرتجى. فلما طلع صبح الحقيقة انجلى ضوؤه عن فكرة من بهاء وواقع من جراح، فإذا الأحلام متناثرة “كالعهنِ المنفوش” كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز. وإذا لبنان الذي أردناه لم يتحقق بعد. حرف واحد إذا كشف لنا على مر الزمان، أن الوطن يبنيه العلم المؤيد بالإيمان وصلابة الانتماء، وأن الحلم الذي أرادت أجيال من المواطنين أن يكون بلدهم على صورته، إن لم يتعهدوه في حياتهم الشخصية والوطنية بالعرق المسكوب والجهد المتواصل في طلب العلم الحديث والثقافة المبدعة، فلن يحصدوا منه سوى الزؤان.
واضاف : أقول هذا في جبيل، مهد الأبجدية التي هي أثمن اختراع بشري على الإطلاق كما قلت في مرات سابقة عديدة. فقيمة الحرف وفاعلية معناه يعرفهما هذا الشاطئ وموجه وصخوره، وذكريات أشرعة المراكب التي حملت الأبجدية إلى العالم القديم، والسوق والقلعة والآثار المنبوشة والمخبوءة، وعمر الزمان الطويل الذي انقضى وبقي جبيل حية، لا في هذا الموقع من ساحل المتوسط فحسب، بل في كل فم بشري ينطق بكلام، حتى أصبحت المدينة، حقيقة لا مجازا، على كل شفة في الأرض ولسان.
واردف وها نحن في مدينة الحرف نقيم هذه العشية عيد النغم، بتخريج دفعة من طلاب مدرسة الموسيقى، التي هي العلم الذي لم يخل منه عصر، والثقافة التي توحد الشعوب، والنظام الذي يدرب النفوس على الطمأنينة حتى قيل فيها: “علموا الناس كيف يستمعون إلى الموسيقى، وحينئذ لن نحتاج إلى سجون”. أما أنا فكنت أعرف الموسيقى بيني وبين نفسي بأنها “انتظام الحرية”، بمعنى أنها طفلة الحرية المولودة في مهد النظام العام، والعنوان العريض الذي تقرأ منه حضارة الشعوب بكل تفاصيلها الثقافية الأخرى. وإذا كان لي من رسالة أقولها في هذه المناسبة، فهي أولا تهنئة الأهل والمعهد إدارة ومعلمين على ما بذلوا من جهود وتضحيات مادية ومعنوية في ظل أحلك الظروف من أجل الوصول إلى هذا اليوم المشهود. ورسالتي الثانية إلى المتخرجين وهي دعوتهم إلى أن يتخذوا هذا الفن الراقي وسيلة للعيش فيه لا منه فقط، أي أن يكونوا على شبه اختصاصهم متشبثين بالحرية الإبداعية المبنية على أساس النظام العام، بعيدا عن الضوضاء التي تنتج الفوضى، وعن التقليد الذي يورث الجمود. فنحن بحاجة إلى مبدعين حقيقيين يطورون مسيرة من سبقوهم، ويضيفون إلى تراثنا الموسيقي العريق والعميق أعمالا جديدة وأصيلة.
 
وقال : لقد نقب هذا المعهد في بحار مواهب المتخرجين واستخرج منها الكنوز المخزونة فيها. ولم يعتمد إلا على مقدراته الذاتية التي استفاد منها إلى أقصى الحدود في ظل هذه الأزمات التي تحيق بالوطن. وأجزم أن مدرس آلة موسيقية ههنا لم يتنابز مع مدرس آلة آخرى لا بالألقاب ولا المعازف ولا الألحان ولا الأغنيات، بل كان الكل على تنسيق وتناغم حتى أظهروا هذه المواهب غنى معرفيا وحضاريا للوطن كله. هذا ينبغي للبنانيين جميعا أن يقتدوا به، وأن يثقوا بأن التنقيب عن ثرواتنا الطبيعية في مياهنا الإقليمية، واستخراجها واستثمارها حق لهم ينالونه بوحدة موقفهم واصطفافهم معا يد رجل واحد من أجل الحصول عليه ثم من أجل حمايته من الأطماع الإسرائيلية التي لا تنتهي، وإلا فيا عجبا عجبا من اجتماع هؤلاء الأعداء على باطلهم وتفرقنا عن حقنا. ليس الوقت الآن للتلهي بالشعارات السياسية التي يعرف قائلوها أنها لا تخرج غازا ولا تحل أزمة، بل تستثير عصبية هنا ورضى أجنبيا هناك، في الوقت الذي يحاول فيه العدو الاستيلاء على  حقوقنا في بحرنا كما يستولي على حقوقنا في بعض ترابنا الذي لم يتحرر بعد. 
وختم : الوحدة سبيلنا للانتصار الأكيد، وإن أحدا في اعتقادي لن يرتضي أن يكون نغما نشازا في سمفونية الكرامة الوطنية القادرة والحق الوطني الذي يتهدده كل انقسام بالضياع. 
وفي الختام تم توزيع الشهادات على الطلاب ، وتبادل الدروع التقديرية .

 

=======  ز. ع.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى