آخر الأخبارأخبار محلية

الإنتخابات الرئاسية… الجميع ينتظرون “كلمة سرّ” آب “اللهابّ”

يصدف أن معظم أهل السياسة تقريبًا يهوون لعبة “البوكر”، حتى أن البعض منهم يحترفها إلى حدّ الإدمان. 
وهذا البعض يجيد تمام الإجادة “بلف” الآخرين(bluff) بحيث يستطيع أن يوهمهم أن ما لديه من أوراق هو أكبر مما لديهم. وهو بذلك يحقّق في كل مرّة أرباحًا خيالية. ولكن مشكلة هذا البعض أنه يظن أن في إستطاعته غشّ كل الناس في كل الأوقات. والدليل أنه يصدف أن ثمة من يستطيع أن يغلبه بالطريقة نفسها، فيتحّول “البالف” إلى “مبلوف”. 

هذا ما يسمّونه في لعبة “البوكر” شطارة و”حربقة”. وما ينطبق على هذه اللعبة ينطبق أيضًا على السياسة، خاصة في “لعبة” الترشيحات. فالموسم موسمها.  
في هذه “اللعبة”، أي “اللعبة” الرئاسية بالتحديد، يعتقد البعض أنه يملك مفاتيح “اللعبة”، وأن في إستطاعته أن يلعّب الآخرين على “الشكر بكر”، وأن يأخذهم إلى البحر ويردّهم عطشى.  
هذا ما حصل ما قبل ست سنوات، وقد يحصل بعد شهر، الذي “سينطح” شهرًا آخر. وهكذا دواليك حتى يحّل ظلام الفراغ، ويرخي بثقله على كاهل اللبنانيين المثقلة أكتافهم  أساسًا بكل أنواع الأثقال، التي تنوء تحتها أعتى الركب. 

في المرّة السابقة، أي في العام 2014، كان عندنا مرشحان جدّيان، هما رئيس “التيار الوطني الحر” آنذاك العماد ميشال عون، وهو مرشح “حزب الله” وبعض من قوى 8 آذار، ورئيس “حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، مرشح قوى 14 آذار، ومن ضمنهم تيار “المستقبل”. 
ولكن بعدما تبيّن أن حظوظ جعجع الرئاسية صعبة، إن لم نقل مستحيلة، إتجّه الرئيس سعد الحريري نحو خيار دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية. وهذا ما لم يوافق عليه “حزب الله” بإعتبار أن مرشحه الأساسي هو العماد عون، وبقي مصرًّا على موقفه حتى قّيضّ له، بسبب بعض التطورات الإقليمية، أن يوصله إلى الكرسي الرئاسي في بعبدا، بعد إتفاق معراب وتأييد “القوات اللبنانية” ترشّحه، ومن ثم الرئيس الحريري، من ضمن ما عُرف في حينه بـ”التسوية الرئاسية”. 
أمّا اليوم فالوضع مغاير ومختلف عمّا كان عليه بالأمس. وهذا ما قاله بالحرف الواحد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في مقابلته الأخيرة مع قناة “الميادين”، حين أصرّ على أن لا مرشح رئاسيًا لـ”حزب الله”، بل هناك مرشح يدعمه الحزب. وهو حتى أنه لم يتبنّ ترشيح فرنجية، منتظرًا “مشاورات شهر آب”، على عكس ما فعله مع العماد عون عندما قال حتى قبل موعد الجلسة الإنتخابية الأولى بستة أشهر أن أول حرف من مرشح “حزب الله” هو م.ي.ش.ا.ل. ع.و.ن. 

فما الذي تبدّل بين الأمس واليوم؟ 
البعض يرى أن “حزب الله” لم يعد يملك كامل أوراق اللعبة على الساحة المحلية كما كانت حاله يوم كانت الأكثرية النيابية في “جيبه”، ويعتبر نفسه أنه واحد من بين أفرقاء عديدين لهم تأثير محدود في مجريات العملية الإنتخابية الرئاسية، مع العلم أنه لم يكن في السابق بـ”القوة الإقليمية”، التي هو عليها اليوم. لم يكن قد إنخرط في حرب سوريا أو العراق أو اليمن، ولم يكن قد حقّق ما حقّقه من إنتصارات لى “داعش” وأخواتها، ولم يكن قد فرض نفسه رقمًا صعبًا في المعادلات الإقليمية. 
ويعتقد هؤلاء أن جميع الأفرقاء المؤثرين على الساحة الداخلية “ينامون على طبّتهم”، ويحاولون أن يوهموا الآخرين بأنهم يملكون من الأوراق ما يؤهّلهم للفوز في “لعبة العض على الأصابع”. 
ولكن الحقيقة أن جميع الذين يعتقدون أنفسهم “مؤثّرين” لا يزالون ينتظرون فرز الخيط الأبيض عن الخيط الأسود إقليميًا، وبالتالي إنكشاف “كلمة السر” حتى يُصار الإنتظام الداخلي على وقع الإيقاع الخارجي. 
 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى