فائض القوة بوجه الكنيسة
صلة قيادة الحزب في عهد الرئيس ميشال عون، بالفريق الرئاسي، جعلته يعرف بكل شاردة وواردة ويؤثر في كل قرار جوهري، لا سيما في شأن علاقات لبنان الخارجية وحتى الداخلية، بحيث يطلع على أي محادثات أو التزامات لبنانية رسمية من دوائر القصر الرئاسي قبل كثيرين في الدولة، ويبدي رأيه فيها ويعدل ويغير في بعض التوجهات استناداً إلى هذه المعرفة بالتفاصيل.يشهد البلد المزيد من استخدام فائض القوة لأسباب كثيرة. بات الحزب محشوراً بتنامي الاعتراض العلني، لا سيما في الوسط المسيحي، على سلاحه كما ظهر من نتائج الانتخابات. ومن الطبيعي أن يقلقه الاتجاه نحو تغيير في نهج الرئاسة بانتهاء العهد العوني، لكثرة الامتيازات التي كان يحصل عليها على رغم الخلافات التي كانت تبرز بين الحين والآخر بينه وبين «التيار الوطني الحر»، والتي كان شديد التسامح في شأنها مقابل المكاسب القوية الأخرى المتعلقة باشتراكه في إدارة الدفة في المسائل الكبرى.قد يكون الحزب مستفيداً من قضية المطران الحاج لحرف الأنظار عن ردود الفعل المعترضة على جرّه لبنان إلى مقتضيات الصراع الإيراني الأميركي في ظل الانقسام الدولي الحالي، عبر تهديده إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بالحرب بحجة الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية وترسيم الحدود، مصادراً بذلك صلاحيات السلطة بالتفاوض عبر الجانب الأميركي، لكنه لن يتمكن من خفض نسبة الاعتراض العالية على استخدامه أزمة لبنان ورقة في صراعات لا قدرة له على احتمال نتائجها، في زمن يشهد تحولات إقليمية كبيرة. ما حصل مع المطران الحاج ربما كان أحد الفصول التي ستتوالى خلال الأسابيع المقبلة، في ممارسة فائض القوة حيال جهود خارجية ومحلية للحد من الهيمنة على قرار السلطة المركزية في البلد
مصدر الخبر
للمزيد Facebook