آخر الأخبارأخبار دولية

البابا فرنسيس يصل إلى مقاطعة ألبرتا ومأساة المدارس الداخلية تلوّح في الأفق


نشرت في: 24/07/2022 – 20:41

حطت الطائرة التي كانت تقل البابا فرنسيس الأحد في مطار إدمونتون بمقاطعة ألبرتا غرب كندا في زيارة تستمر ستة أيام يُفترض أن يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية التي عانى منها السكان الأصليون وبخاصة الأطفال الذين فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا ضحايا أعمال عنف بشعة.

وصل البابا فرنسيس الأحد إلى كندا قادما من الفاتيكان في زيارة تدوم ستة أيام قد يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين.

وكانت هذه الرحلة التي استغرقت عشر ساعات، هي الأطول منذ العام 2019 للحبر الأعظم الذي يعاني من آلام في الركبة تجبره على التنقل متكئا على عصا أو جالسا على كرسي متحرك. ويرافق البابا فرنسيس مسؤول الدبلوماسية في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وكان وجه البابا رسالة عبر تويتر إلى “إخوانه وأخواته الأعزاء في كندا” قبل مغادرة الفاتيكان، وكتب “آتي إليكم للقاء السكان الأصليين. آمل، بعون الله، أن تساهم رحلة التوبة التي أقوم بها في طريق المصالحة التي بدأت. أرجو أن ترافقوني بالصلاة”.

وستخصص هذه الزيارة أولا للسكان الأصليين الذين يمثلون خمسة في المئة من سكان كندا.

وللتذكير، بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، تم تسجيل حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسرا في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وكانت معظمها تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكية.

وتم فصل هؤلاء الأطفال عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالبا ما كانوا عرضة لأعمال عنف، في بعض الأحيان جنسية.

وتوفي حوالي ستة آلاف طفل، فيما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية “إبادة جماعية ثقافية”، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في العام 2021 صدمة حقيقية ما دفع السلطات إلى إعلان “يوم مصالحة”.

وعلى أحر من الجمر، تنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة وكلهم أمل في أن يجدد البابا الاعتذارات التاريخية التي عبر عنها في نيسان/أبريل في الفاتيكان.

ومن الأرجح أن يقوم البابا بمبادرات رمزية من بينها إعادة عدد من أعمال وقِطع كانت ملكا للشعوب الأصلية والمعروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود.

و قال جورج أركاند جونيور الرئيس الأكبر لـ “اتحاد الشعوب الأولى في كونفدرالية المعاهدة 6” في مؤتمر صحافي الخميس بإدمونتون إن “هذه الرحلة التاريخية جزء مهم من رحلة الشفاء” لكن “ما زال يتعين القيام بالكثير”.

بينما حذر إيرفين بول زعيم قبائل لويس بول كري من أن “أحداث الأسبوع المقبل قد تؤدي إلى فتح جروح ناجين”.

“فات الأوان”

وكانت مدينة إدمونتون تستعد صباح الأحد لاستقبال البابا الذي اضطر إلى استخدام رافعة منصة للصعود إلى طائرته على كرسي متحرك السبت.  

وسيأخذ البابا فرنسيس راحة يوم الأحد، ليلتقي أفرادا من السكان الأصليين للمرة الأولى صباح الإثنين في ماسكواسيس التي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب إدمونتون، حيث ينتظر حضور ما يقارب 15 ألف شخص. علما أن ألبرتا كانت المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المدارس الداخلية.

وقالت شارلوت روان (44 عاما) التي كانت جالسة على مقعد في ماسكواسيس، لوكالة الأنباء الفرنسية “أتمنى أن يأتي عدد كبير من الأشخاص” ليسمعوا أن “الأمر لم يكن اختراعاً”.

وهناك آخرون ينظرون بمرارة إلى الحدث. وبالقرب من سانت بول (200 كيلومتر شرق إدمونتون)، قالت ليندا ماكجيلفيري (68 عاما) التي أمضت ثماني سنوات من طفولتها في مدرسة داخلية “بالنسبة الي، فات الأوان لأن كثيرين تألموا”. وأضافت هذه السيدة التي قالت أنها لن “تلتفت” لترى البابا “فقدت الكثير من ثقافتي وأصلي ومرت سنوات طويلة من الضياع”.

وبعد ظهر الإثنين، سيلقي الزعيم الروحي للكاثوليك البالغ عددهم 1,3 مليار شخص، خطابا ثانيا في كنيسة القلب المقدس للشعوب الأصلية في إدمونتون. وسيترأس الثلاثاء قداسا في ملعب يتسع لستين ألف شخص في هذه المدينة قبل أن يتوجه إلى بحيرة سانت آن التي تعتبر موقع حج سنوي.

ويعد البابا فرنسيس ثاني حبر أعظم يزور كندا بعد يوحنا بولس الثاني الذي زارها ثلاث مرات في 1984 و1987 و2002.

ويأتي هذا في ظل أزمة كنيسة تشهدها كندا التي يشكل الكاثوليك 44 بالمئة من سكانها، إلى جانب بلدان أخرى مع تراجع حاد في المشاركة في ممارسة الشعائر في السنوات الأخيرة.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى