آخر الأخبارأخبار محلية

“أتى الصيف ولم يأتِ الضيف”.. عروس المصايف عاليه خالية الا من سكانها!

كتب لؤي فلحة في “الأخبار”: قبل بداية كلّ موسم اصطياف، تُعِدّ عاليه العدّة لاستقبال ضيوفها، إذ لطالما شكّل موسم الاصطياف رافداً اقتصادياً مهماً للمدينة وأهلها. هذا العام «أتى الصيف ولم يأتِ الضيف»، لتبدو عاليه خالية إلا من سكانها، فلا سيّاح ولا زوّار، ما انعكس سلباً على القطاع السياحي الذي يفقد مقوّمات الصمود موسماً بعد آخر.

 

بشكل تدريجي، تراجعت الحركة السياحية في عاليه نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد والجوار، لتأتي أزمة كورونا وتزيد الأمور تعقيداً في السنتين الأخيرتين. هذا العام، ومع رفع قيود كورونا وكثرة الحديث عن ازدياد أعداد السياح والمغتربين القادمين إلى لبنان، توسّم أبناء عاليه خيراً بموسم سياحي واعد، لكنّ الانطلاقة البطيئة جداً لموسم الاصطياف أعادت أصحاب المؤسسات السياحية في المدينة إلى واقعهم المرير. التجوّل في شارع المطاعم في عاليه يؤكد هذا الواقع الصعب، كثير منها أقفلت أبوابها، في حين لا يتجاوز عدد المؤسسات المستمرّة أصابع اليدين، وهي تشكو من قلّة الزبائن وكثرة النفقات التشغيلية، ما يخفّض هامش الأرباح بدرجة كبيرة.

 

المطاعم شبه خالية

«حتى الآن، الموسم كارثي»، بهذه الجملة يختصر بلال وهاب، صاحب مطعم، واقع الاصطياف في المدينة. يذكر وهاب أن السياحة في عاليه كانت تعتمد بشكل كبير على الخليجيين، ومع تراجع حضورهم وصولاً إلى انقطاعهم بشكل كلي عن زيارة لبنان، حاولت المؤسسات السياحية تعويض غيابهم من خلال استقبال اللبنانيين المقيمين في العاصمة والمناطق الساحلية الذين كانوا يلجأون إليها هرباً من الحرارة المرتفعة صيفاً. لكن حالياً، وبعد الانهيار الاقتصادي وارتفاع سعر البنزين بات اللبنانيون يواجهون صعوبة في التوجه نحو عاليه والمناطق الجبلية، وبالتالي فقدت المطاعم والمقاهي زبائنها الخليجيين واللبنانيين. ويلفت وهاب إلى أن العديد من السياح الحاليين، وتحديداً العراقيين والأردنيين والمصريين، يفضلون التوجه إلى المناطق الساحلية كجونية وجبيل والبترون بدلاً من المناطق الجبلية، ما يزيد من صعوبة أوضاع مؤسسات عاليه التي تفتقد إلى حملات دعائية وترويجية تسوّق لها وتعرّف المغتربين بها.

 

الفنادق تشكو الكلفة

بدورها تعاني الفنادق ظروفاً صعبة، وفي هذا الإطار يؤكد كريم حريز، صاحب فندق، أن «موسم الاصطياف لم يكن على قدر التطلعات ولا سيما أن نسبة الحجوزات انخفضت عمّا كانت عليه في سنين سابقة». ويذكر أن فندقه، كسائر المصالح السياحية، «يدفع ثمن غياب الخدمات الأساسية، فتأمين المازوت من أجل توفير التيار الكهربائي بات أمراً يكلّف نحو مئة مليون ليرة شهرياً لشراء المازوت فقط».

 

تجدر الإشارة إلى أن العديد من فنادق عاليه توقّفت عن العمل في الفترة الأخيرة جرّاء تضاعف التكاليف وانخفاض الأرباح. الأزمة السياحية لم تقتصر على مدينة عاليه فقط، بل شملت بلدات القضاء أيضاً، فحال عروسة المصايف كحال شقيقاتها الأخريات مثل بحمدون وسوق الغرب وصوفر التي تعيش مؤسساتها السياحية واقعاً مشابهاً من حيث الصعوبات والتداعيات الاقتصادية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى