آخر الأخبارأخبار محلية

على أجندة جبران باسيل: فراغ رئاسي وأكثر

من على ضفاف سد المسيلحة “المتصحر” يستلهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مواقفه السياسية المتتالية التي ثبت يوما بعد يوما ان كلفتها على اللبنانيين ضاهت كلفة السد التي بلغت 60 مليون دولار هدر وكلفة الكهرباء التي شكلت ما يجاوز 45% من اجمالي الدين العام. فهو مازال مستمرا في تلوين حقيقة مواقفه المشبوهة بمساحيق التجميل الحريصة على حقوق المسيحيين والمصلحة الوطنية، متحيّنا مؤخرا الفرص بين الاطلالة والاطلالة لرمي كرة تعطيل تشكيل الحكومة في ملعب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع العلم ان دوره انتهى بانتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة واصبح الملف في عهدة رئيسي الحكومة والجمهورية وما على رئيس الجمهورية سوى استقبال رئيس الحكومة للتشاور في اخراج الحكومة لاستكمال مهمتها من حيث توقفت، وليس فرض اقتراحات غير واقعية من ضمنها فرض تشكيل حكومة بستة وزراء دولة سياسيين وفي حقيقة الامر ليس المقصود بها سوى تشكيل حكومة بستة رؤساء حكومة لتدير المرحلة المقبلة. اذ يبدو ان النية متجهة نحو تحقيق الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، لتحقيق اجندة محددة يبدو انها هي حاضرة ايضا ويمكن استشرافها من خلال المواقف الصادرة عن باسيل والمعطيات الاخرى المحيطة بها. والاجندة تتكون من نقاط اربع، الاولى”اما جبران او الفراغ”، النقطة الثانية تعديل اتفاق الطائف من خلال توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية على حساب صلاحيات رئيس الحكومة وصولا الى تكريس المثالثة ، النقطة الثالثة تطبيق اللامركزية المالية على ما تخفيه من تقسيم مبطن، النقطة الرابعة وضع اليد على ملف النفط وتحاصص مغانمه وفق قاعدة وحدة المسار والمصير بين السلاح والنفط.

لاشك ان الساحة اللبنانية لطالما حملت مفاجآت وليس بالضرورة ان تجري الرياح كما تشتهي السفن، كما ليس بالضرورة ان التعاطي مع موقع رئاسة الحكومة سيكون سهلا تطويقه كما حصل في الحكومات السابقة سيما ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يدرك تماما ما يحاك في كل الاتجاهات ويتقن في آن فكفكة العقد وتعبيد الطريق امام كل معرقل ولن يقبل ان يسجل في عهده اي انتكاسة لموقع رئاسة الحكومة ولدورها الوطني خصوصا في اصعب واخطر مرحلة يمر بها لبنان واهله. عدا عن ان الساحة الخارجية تغلي على خط امن الطاقة الذي فرض اعادة تموضع لبعض القوى الكبرى وما لذلك من انعكاسات بشكل او بآخر على الساحة اللبنانية وقد تجلى ذلك بلقاء القمة الذي عقد في السعودية بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الاميركي جو بايدن ولقاءات اخرى جمعت الاخير بعدد من قادة الدول العربية، عرض من خلالها بايدن رؤيته للشرق الاوسط وامن الطاقة وكيفية تعزيز موقع اميركا في العقود المقبلة. هذا عدا اللقاء المرتقب الذي سيعقد في 19 تموز المقبل في طهران بين قادة دول روسيا وتركيا وايران. كل ذلك يحصل على مرمى حجر من بت ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي حيث هناك يحدد المصير وتكمن المسؤولية الوطنية الحقيقية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى