آخر الأخبارأخبار دولية

الرئيس الأمريكي يزور السعودية آخر محطة ضمن جولته الشرق أوسطية


نشرت في: 15/07/2022 – 09:52

يستكمل الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة جولته الشرق أوسطية بزيارة للسعودية لمدة يومين تهدف لإعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع المملكة، وتأتي بعد عامين من العلاقات المتوترة التي سببها مقتل خاشقجي وأيضا الحرب في اليمن. ومن أبرز الملفات المطروحة على الطاولة في القمة المرتقبة بين بايدن والمسؤولين السعوديين، إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون الأمني ومسألة التطبيع مع إسرائيل والسلام مع الفلسطينيين والنووي الإيراني.

يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة السعودية، أهم حليف عربي للولايات المتحدة، في زيارة تستمر ليوم السبت، وتأتي بعد عامين من العلاقات المتوترة سببها مقتل جمال خاشقجي الصحافي في واشنطن بوست وأيضا الحرب في اليمن.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن بايدن لن يأتي بخطة لاستئناف عملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين عندما يزور الضفة الغربية الجمعة في نهاية المحطة الأولى من جولته في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم قبل مغادرته إلى السعودية، المحطة الثانية في زيارته.

ويناقش بايدن إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون الأمني خلال الزيارة التي تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع دولة تعهد ذات مرة بأن يجعلها “منبوذة” على الساحة الدولية.

وفي السياق، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحافيين إن بايدن سيعقد اجتماعات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين حكوميين آخرين.

وستراقب الزيارة عن كثب بحثا عن مؤشرات لغة الجسد ولهجة الحوار. ورفض مستشارو البيت الأبيض الإفصاح عما إذا كان بايدن سيصافح الأمير محمد. وقال نفس المصدر: “سيقابل الرئيس نحو عشرة زعماء وسيحييهم كما يفعل عادة”.

وفي مستهل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، قال المسؤولون إنه سيتجنب التواصل الوثيق، مثل المصافحة، كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا، لكن انتهى الأمر بالرئيس للمصافحة في إسرائيل.

وفيما يلي القضايا الرئيسية بين الولايات المتحدة والمملكة التي قد يتم مناقشتها في المحادثات بين بايدن والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

  • خاشقجي.. أوكرانيا والنفط 

وكان بايدن يرفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد بعد تقرير استخباراتي أمريكي أشار إلى تورط ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018. لكن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط. وسلطت الحرب الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين حيث يواجه بايدن صعوبات في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحدة لعزل روسيا.

وتنهي زيارة بايدن للمملكة، حيث من المقرر أن يحضر قمة للزعماء العرب، تعهده في حملته بجعل السعودية منبوذة. ودعا بايدن المملكة والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، التي قفزت نتيجة انتعاش قوي في الاستهلاك من أدنى مستوياته التي بلغها بسبب جائحة فيروس كورونا والعقوبات على روسيا في الوقت الراهن.

ويُنظر إلى السعودية والإمارات على أنهما الدولتان الوحيدتان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اللتان تتمتعان بقدرة احتياطية لدعم شحنات النفط العالمية، الأمر الذي قد يخفض الأسعار. لكن تعليقات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن على هامش قمة مجموعة السبع والتقطتها كاميرات رويترز أشارت إلى أن الدولتين الخليجيتين بالكاد تستطيعان زيادة الإنتاج. وقال بايدن الشهر الماضي إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط خلال زيارته.

وضمن هذا الشأن، قال دانيال يرغين، نائب رئيس طستاندرد آند بورز غلوبال” والخبير في أسواق الطاقة العالمية: “يعتزم السعوديون بالتأكيد تعزيز الطاقة الإنتاجية، ومع ارتفاع أسعار النفط إلى حد كبير، فإنهم يمتلكون الإمكانيات للقيام بذلك، لا سيما أنهم يرون قيودا على الإنتاج في أماكن أخرى في سوق لا تزال تنمو”.

  • التطبيع مع إسرائيل والسلام

من المرجح أن يشجع بايدن المملكة على إقامة علاقات مع إسرائيل، لتواصل بذلك الولايات المتحدة ضغطها من أجل تشكيل تكتل عربي-إسرائيلي يمكن أن يرجح كفة ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران. وتأمل واشنطن أن يؤدي مزيد من التعاون إلى اندماج إسرائيل في المنطقة. وقد يؤدي أيضا إلى مزيد من التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى.

وكانت الرياض داعمة للتقارب الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين في اتفاقيات إبراهيم عام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة. لكن المملكة لم تصل إلى حد تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولتطبيع العلاقات، اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في يونيو/حزيران إن بايدن سيساعد إسرائيل على تعزيز علاقاتها الإقليمية والارتقاء بتحالفها الأمريكي إلى آفاق جديدة خلال زيارته للشرق الأوسط.

وقال المسؤول الأمريكي إن بايدن سيشجع السلام وسيضغط من أجل شرق أوسط أكثر تكاملا خلال زيارته. وأضاف: “سنغطي مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية.. ونضع الولايات المتحدة وشركائنا في وضع ملائم للمستقبل بطريقة تخدم مصالحنا ومصالحهم”. واستكمل أن الموضوعات تشمل تعزيز الهدنة في اليمن و”توازن” أسواق الطاقة والتعاون التكنولوجي في شبكات الجيلين الخامس والسادس.

  • ملف حقوق الإنسان

تعهد بايدن بوضع حقوق الإنسان في موضع الصدارة في سياسته الخارجية. وقد يؤكد بايدن مجددا دعوة الولايات المتحدة لزعماء السعودية بمراجعة قضايا “سجناء الضمير” ورفع حظر السفر وقيود أخرى مفروضة على مدافعين عن حقوق المرأة أطلق سراحهم من السجن في وقت سابق. وألقت السلطات السعودية القبض على أفراد بارزين من العائلة الحاكمة ونشطاء ومثقفين ورجال دين. وينفي مسؤولون سعوديون وجود أي سجناء سياسيين في المملكة. وتعهد بايدن في حملته الانتخابية بأنه سيعيد تقييم علاقات بلاده مع السعودية.

والخميس قال الرئيس الأمريكي إن موقفه من مقتل خاشقجي واضح “تماما”. وأدلى بايدن بتعليقه المتعلق بجعل السعودية “منبوذة” قبل أقل من عامين بعد مقتل خاشقجي وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة. وذكر بايدن أنه سيثير قضية حقوق الإنسان في السعودية، لكنه لم يذكر على وجه التحديد ما إذا كان سيتطرق إلى مقتل خاشقجي مع قادتها.

  • الحرب في اليمن

وافق الطرفان في أبريل/نيسان على اقتراح من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار مما أدى إلى تعليق الهجمات الجوية والبحرية والبرية وسمح بدخول الواردات إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون وإعادة تشغيل مطار صنعاء جزئيا.

وهذه أول هدنة شاملة يتم الاتفاق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض الإبقاء على دعمها للهدنة. وفي يونيو/حزيران اتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة من نوعها بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

  • إيران والملف النووي

تشعر السعودية بالقلق منذ فترة طويلة من جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي خفف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي. وتعثرت جهود إحياء الاتفاق منذ شهور.

ومن المرجح أن يثير الأمير محمد هذه المخاوف. وانتقدت الرياض، التي انخرطت في عدة حروب بالوكالة مع إيران في المنطقة منها حرب اليمن، الاتفاق النووي وقالت إنه معيب لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة والتي تعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج.

فرانس24/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى