آخر الأخبارأخبار دولية

موجة حر “استثنائية” في فرنسا بعد إسبانيا والبرتغال وعلماء يربطونها بالاحتباس الحراري


نشرت في: 13/07/2022 – 08:31

امتدت موجة الحر “الاستثنائية” التي اجتاحت مناطق في أوروبا الغربية لتشمل فرنسا، مع تسجيل ما بين 36 و39 درجة مئوية في بعض المناطق، ما دفع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن لدعوة حكومتها إلى العمل على مواجهة موجة حر لها “تأثير سريع” على صحة السكان “خصوصا الأكثر هشاشة”. وفي إسبانيا والبرتغال، تخطت الحرارة الأربعين درجة مئوية، ما ينذر بتداعيات مقلقة على اليابسة والأنهار الجليدية حسب علماء، اعتبروا أن تفاقم موجات القيظ هو نتيجة مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري. 

امتدت موجة القيظ التي شهدتها الثلاثاء أوروبا الغربية إلى فرنسا، وسجلت درجات حرارة “استثنائية” للمرة الثانية في أقل من شهر، بعد أن كانت قد تخطت الأربعين مئوية في إسبانيا والبرتغال، ما ينذر بتداعيات مقلقة على اليابسة والأنهار الجليدية. 

وفي فرنسا تراوحت درجات الحرارة بين 36 و38 درجة مئوية في جنوب غرب البلاد وفي منطقة وادي الرون، مع بلوغها حتى 39 في بعض المناطق. ومن المتوقع أن تبلغ الموجة ذروتها “بين السبت والثلاثاء المقبل”، بحسب سيباستيان لياس من مصلحة الأرصاد، الذي لفت إلى أنه من المبكر التحدث عن ظاهرة تقارن بموجة الحر القاتلة التي سجلت صيف 2003.


وفي السياق، دعت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن حكومتها إلى العمل على مواجهة موجة حر “لها تأثير سريع على الوضع الصحي للسكان، خصوصا الأشخاص الأكثر هشاشة”.

ومن المتوقع أن تمتد موجة الحر هذه إلى أجزاء أخرى من أوروبا الغربية أو وسط أوروبا. وفي بريطانيا، وجهت الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرا قبل موجة “حر قصوى” اعتبارا من الأحد، مع حرارة قد تتجاوز 35 مئوية. ودعت شركات توزيع المياه في إنكلترا زبائنها إلى الاقتصاد في استخدام المياه في مواجهة موجة الحر. 

“نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري”

ويقول العلماء إن تزايد موجات الحر في أوروبا هو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري، وإن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوة موجات الحرارة ومدتها ووتيرتها. وفي هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كلار نوليس في جنيف: “تضرب موجة حر جديدة، هي الثانية هذا العام، أوروبا الغربية. تؤثر بشكل أساسي على إسبانيا والبرتغال، لكن من المتوقع أن تصبح أقوى وأن تمتد”.


ويرافق موجة القيظ “جفاف” و”يابسة جافة جدا” ولها تأثير مقلق على “الأنهار الجليدية في جبال الألب التي تتأثر فعلا في الوقت الحالي”. وتابعت نوليس: “إنه موسم يلحق الكثير من الضرر بالأنهار الجليدية” فيما “نحن نسبيا في بداية فصل الصيف”. وجاء حديثها بعيد أسبوع على انهيار جليدي في جبل مارمولادا في إيطاليا بسبب تأثير الاحتباس الحراري، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا.

للمزيد: استئناف عمليات البحث عن مفقودين إثر انهيار جليدي في جبال الألب الإيطالية

وفي إسبانيا، تخطت الحرارة 40 درجة مئوية في جزء كبير من غرب البلاد الثلاثاء، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية، ولا سيما في مناطق الحرارة فيها معتدلة عادة، مع بلوغها 43,3 درجة مئوية في بعض المناطق مثل قرطبة في الجنوب و43,5 درجة في ريبادافيا في الشمال الغربي وفق هيئة الأرصاد. وفي مريدة في الجنوب الشرقي ارتفعت الحرارة أكثر إلى 43,9 درجة.

ومن المتوقع أن تمتد ذروة موجة الحر حتى الخميس مع تسجيل 43-44 مئوية في وادي تاغوس ووادي غوادالكيفير.

وفي العاصمة الإسبانية، كان من الصعب جدا على العاملين في مكاتب غير مكيفة تحمل هذه الحرارة. وقالت الفنزويلية دانيا أرتياغا (43 عامًا) “إنه جحيم”. 

حرائق في إسبانيا والبرتغال

وفي ظل الحر الاستثنائي، اندلعت عدة حرائق في إسبانيا منها حريق اجتاح 2500 هكتار من الأراضي الزراعية الثلاثاء في إكستريمادورا (غرب البلاد). فيما قال مسؤولون محليون إن حوالي 300 من رجال الإطفاء تدعمهم 17 طائرة ومروحية يتصدون لحرائق الغابات هذه. وفي خطاب له أمام البرلمان، وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بتأمين “موارد أكثر” لمواجهة حرائق غابات تسببت بها “حالة الطوارئ المناخية التي يمرّ بها الكوكب”. 

وفي البرتغال، اشتعلت حرائق الغابات التي اجتاحت وسط البلاد في نهاية هذا الأسبوع من جديد الثلاثاء، وسط درجات حرارة شديدة وهبوب رياح قوية، مما تسبب في إخلاء عدة قرى وتدخل أكثر من ألف رجل إطفاء. وبينت صور قنوات التلفزيون المحلية رجال الإطفاء والسكان يحاولون إبطاء تقدم النيران التي هددت مناطق عدة في بلدات ليريا وبومبال وأوريم أو الفازيري، على بعد ما يزيد قليلاً عن مئة كيلومتر شمال لشبونة. 

وبحسب الموقع الإلكتروني للهيئة الوطنية للحماية المدنية، رصدت خمس بؤر للحرائق في المنطقة استدعت تدخل نحو 1200 من رجال الإطفاء وأكثر من 300 مركبة ونحو عشر طائرات أو مروحيات.

حالة طوارئ في البرتغال

ودفع خطر اندلاع الحرائق السلطات إلى إغلاق حديقة سينترا الواقعة غرب لشبونة والتي يزور قصورها سياح من حول العالم. 

كما حذر رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا الإثنين من “مخاطر قصوى” في الأيام المقبلة، فيما بلغت درجة الحرارة 43,1 مئوية في وسط البلاد. مضيفا: “تشير الدراسات إلى أنه حتى لو حقق العالم أهداف اتفاقية باريس”، التي تنص على الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، ومن الناحية المثالية إلى 1,5 درجة مئوية، فإن “خطر حرائق الغابات في البرتغال سيكون أكبر بست مرات”.

وأعلنت الحكومة “حالة طوارئ” حتى الجمعة على الأقل بهدف تعزيز تعبئة خدمات الانقاذ وقدراتها، خصوصا أن الدولة الأوروبية لا تزال تعاني من صدمة حرائق العام 2017 التي أودت بحياة أكثر من مئة شخص. 

ونشط بعد ظهر الثلاثاء حريق كان قد أخمد الإثنين بعدما اجتاح ألفي هكتار في بلدة أوريم (وسط) منذ الخميس.   

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى