آخر الأخبارأخبار دولية

موظفو مطار كولومبو يرفضون ختم جواز سفر الرئيس راجابكسا وتكهنات بفراره خارج البلاد


نشرت في: 12/07/2022 – 11:45

بعد فراره من القصر الرئاسي عقب اقتحامه من قبل محتجين وسط موجة غضب عارمة من انهيار اقتصاد البلاد، وجد الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا نفسه محاصرا في مطار كولومبو عقب رفض مسؤولي الهجرة ختم جواز سفره لتمكينه من مغادرة البلاد. وفيما تكهنت تقارير عدة لوسائل الإعلام المحلية باحتمال توجهه إلى دبي في وقت لاحق الإثنين، أكد مسؤولو المطار أن أربع طائرات تجارية أقلعت بعد ذلك متوجهة إلى أماكن في الشرق الأوسط لم يكن على متنها. وتعاني سريلانكا منذ أشهر من نقص المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية، الأمر الذي دفع آلاف المواطنين للاحتجاج.

كشف مسؤولون سريلانكيون أن رئيس البلاد غوتابايا راجابكسا نقل جوا إلى قاعدة عسكرية قريبة من المطار الدولي الرئيسي الإثنين، ما يثير التكهنات عن احتمال فراره إلى منفى في الخارج.

وبعد فراره من القصر الرئاسي في كولومبو بمواكبة أمنية من سلاح البحرية السبت، قبل وقت قصير من اقتحامه من قبل محتجين، لجأ الرئيس البالغ من العمر 73 عاما إلى منشأة تابعة للبحرية في شمال شرق البلاد، حسبما أعلن مسؤول كبير في الدفاع مضيفا أنه نُقل إلى قاعدة كاتوناياكي، المحاذية للمطار الدولي الرئيسي.

وبعد ساعات أعلن رئيس البرلمان أن راجابكسا سيستقيل الأربعاء لإفساح المجال أمام “انتقال سلمي للسلطة”.

وأوضح المسؤول أن راجابكسا “أُعيد مع حاشيته جوا إلى كولومبو على متن مروحيتين من طراز بيل-412”.

وفيما لم يصدر بيان رسمي عن مكتب الرئيس بشأن مكان وجوده، تكهنت تقارير عدة لوسائل الإعلام المحلية باحتمال توجهه إلى دبي في وقت لاحق الإثنين.

لكن أربع طائرات تجارية أقلعت بعد ذلك متوجهة إلى أماكن في الشرق الأوسط ولم يكن على متنها، بحسب مسؤولي المطار.

وأضاف هؤلاء أن مسؤولي الهجرة يرفضون التوجه إلى قاعة كبار الزوار لختم جواز سفره، فيما يصر راجابكسا على عدم استخدام المرافق العامة.

وقال مصدر عسكري إن راجابكسا الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة، لديه خيار المغادرة على متن طائرة تابعة لسلاح الجو.

وكان مكتب رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ قد ذكر أن راجابكسا أبلغه رسميا بنيته الاستقالة من دون تحديد موعد لذلك.

ملايين الروبيات في القصر الرئاسي

وفي وقت سابق من الإثنين، سلم متظاهرون محكمة سريلانكية ملايين الروبيات التي تركها راجابكسا عندما فر من مقر إقامته الرسمي، وفق ما أعلنت الشرطة.

وذكرت مصادر رسمية أنه تم العثور على حقيبة مليئة بالوثائق في المنزل الفخم.

وانتقل راجابكسا للسكن في المبنى الذي شُيد قبل مئتي عام بعدما أجبر على الفرار من منزله الخاص في 31 آذار/مارس جراء محاولة متظاهرين اقتحامه.

وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

لكن ويكرمسينغ أعلن بنفسه رغبته في التنحي إذا تم التوافق على تشكيل حكومة وحدة.

ويمكن لعملية تسمية خليفة له أن تستمر لفترة تراوح بين ثلاثة أيام (وهو أقل مدة ممكنة لالتئام البرلمان) و30 يوما كحد أقصى يسمح بها بموجب النظام الأساسي.

وإذا استقال راجابكسا الأربعاء، يجرى التصويت في 20 تموز/يوليو، بحسب رئيس البرلمان.

ويجري حزب المعارضة الرئيسي “سماغي جانا بالاويغايا” (SJB) محادثات مع مجموعات سياسية أصغر الاثنين لضمان الدعم لزعيمه ساجيت بريماداسا.

وقال مسؤول في الحزب إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع منشقين من حزب راجابكسا (SLPP) لدعم بريماداسا صاحب الـ 55 عاما، والذي خسر في الانتخابات الرئاسية سنة 2019.

وبريماداسا هو نجل الرئيس السابق راناسينغ بريماداسا، الذي اغتيل في تفجير انتحاري لمتمردي التاميل في أيار/مايو 1993.

ومن بين المرشحين أيضا لتولي رئاسة الوزراء وزير الإعلام السابق دولاس ألاهابيروما، الذي كان مواليا لراجابكسا، وفق ما أفاد نائب في حزب SJB يشارك في المحادثات.

واستقال خمسة وزراء نهاية الأسبوع بينما أفاد مكتب ويكرمسينغ بأن الحكومة اتفقت الإثنين على تقديم استقالة جماعية فور التوصل إلى اتفاق على “حكومة من كافة الأحزاب”.

“لا بديل عن الاستقالة”

والاثنين، اصطفت أعداد كبيرة من الناس أمام القصر الرئاسي سعيا لدخوله. وتجاوز طول صفوف الانتظار، الطوابير الممتدة أمام محطات الوقود في المدينة.

وأكد المتظاهرون أنهم لن يغادروا إلا عندما يستقيل راجابكسا رسميا.

وقال المتظاهر ديلا بيريس “المطلب واضح للغاية، ما زال الناس يطالبون باستقالة (راجابكسا) بشكل كامل ومؤكد خطيا”. وتابع “لذا نأمل أن نحصل على هذه الاستقالة من الحكومة بما في ذلك رئيس الوزراء والرئيس في الأيام المقبلة”.

وسيطر المتظاهرون على مكتب راجابكسا بعيد اقتحامهم القصر السبت وتعهدوا أنهم لن يغادروا حتى يعلن الرئيس استقالته رسميا.

وأضرمت النيران في منزل رئيس الوزراء الخاص في كولومبو ليل السبت.

وينظم المتظاهرون اعتصامات خارج مكتب الرئيس منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالته على خلفية الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد.

ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد، ما أدى إلى نفاذ العملات الأجنبية من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.

وتولى ويكرمسينغ، وهو نائب معارض، رئاسة الوزراء في أيار/مايو في محاولة لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لتكون هذه سادس مرة يعين فيها في المنصب.

وتخلفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في نيسان/أبريل وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.

واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية للتخفيف من حركة السير وتوفير الوقود.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى