آخر الأخبارأخبار محلية

لا تفعلوا مع ميقاتي ما فعلتموه مع غيره !

يعتقد بعض العاملين على خط الضغط على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أنهم، باستمرار الحملات ضده سياسيا واعلاميا ، بالشخصي حيناً وبالعام احياناً ، سينجحون في ” تطفيشه ” على قاعدة “احرجوه فاخرجوه”، تماما كما كان يحصل مع الرئيس سعد الحريري الذي تجمعت امامه اسباب كثيرة لاعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، بعضها داخلي وبعضها خارجي من بينها”حفلات النكد” التي نُظمت بحقه في حينه.

لكن ما لا يريد هؤلاء، ممن يعملون على خط الضغط على الرئيس المكلف، معرفته، او الاعتراف به، هو ان مثل هذه الممارسات التي باتت مكشوفة. لن تعطي اي نتيجة وهي عمليا مضيعة للوقت وتؤدي الى مزيد من التدهور وصولا الى الانهيار ،وذلك لاسباب عدة لعل ابرزها الاتي :

اولا : الرئيس ميقاتي يتمتع بنفس طويل وليس من النوع الذي “يغضب ويتسرع” ،وهو راغب فعلا في الوصول الى تسوية مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتكون نهاية عهده سلسة وهادئة ومنتجة ولو بالحد الادنى . وهو يلتقي مع الرئيس عون في نقاط كثيرة ما عدا ” التسليم ” بتقبل رغبات النائب جبران باسيل ومناوراته لانه، اي ميقاتي، يرى في “الاعيب”باسيل المزيد من التذاكي والانانية ما اساء ويسيء الى عهد الرئيس عون وهو على اسهر قليلة من نهايته .

ثانيا :رسوخ قناعة لدى ميقاتي بأن مصلحة البلاد العليا والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تفرض عليه ان يصمد في وجه محاولات ” اخضاعه” او ” اخراجه ” لادراكه بان تخليه عن التكليف لن يبدل في الواقع السياسي والدستوري الراهن كونه يرأس حكومة تصريف الاعمال التي يفترض ان تمارس مهامها ، ولو في نطاق ضيق ، الى حين تشكل حكومة جديدة سواء شكلها ميقاتي او سواه .

ثالثا : الثقة التي وضعها المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة في قدرة الرئيس ميقاتي على تدوير الزوايا ومعالجة الاوضاع الراهنة بروية وحكمة وموضوعية ، وهي صفات تضاف اليها خبرة راكمها خلال سنوات توليه مواقع المسؤولية وزيرا ونائبا ورئيسا للحكومة ،وقد استطاع ميقاتي نسج علاقات وصداقات عربية ودولية يضعها اليوم في خدمة بلده واهله من دون اهداف او خلفيات سياسية، لاسيما وانه استنكف طوعاً عن الترشح الى الانتخابات النيابية في طرابلس ،علما ان فوزه كان مضمونا قياسا الى حضوره الشعبي والسياسي في الشمال وكل لبنان، خلافا لما يدعيه باسيل بان ميقاتي فقد “شرعيته” الشعبية لان لا نواب له في ساحة النجمة !

رابعا : في حال تخلي ميقاتي عن التكليف ، لن يجد الضاغطون لاخراجه من يقبل بتحمل مسؤولية السلطة التنفيذية في نهاية عهد واحتمال حصول فراغ رئاسي … لاسيما وان باسيل وفريقه بحثا ” بالسراج والفتيلة “عن مغامر او طامح او مسترئس لتسميته لتشكيل الحكومة العتيدة لكنهم لم يجدوا احدا “عليه القدر والقيمة ” لتولي هذه المسؤولية في هذه الظروف الحساسة، وهم إن وجدوا واحدا ،سرعان ما سبقته شروطه للقبول بالعرض الباسيلي ، وهي شروط ” يا محلى” شروط الاخرين امامها !

في ضوء ما تقدم قد يكون من المفيد ان تدرك الجهات التي تضغط بهدف “إحراج ” ميقاتي ” لاخراجه” ان ما تقوم به مغامرة خطرة مآلها السقوط مثل غيرها من المغامرات التي ميزت السنوات الماضية من عمر لبنان والتي اوصلت اللبنانيين الى ما هم عليه فيه اليوم .

فهل مَن يتعظ ؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى